-سَاقُ القُرنفُل.

418 79 154
                                    

-في طفُولتِي كنتُ أسعدُ حينَ يأتِي الخريف،شعرُ الأشجّار الأحمرِ و الأصفرُ، تُعجبُنِي خشخشتُه عندمَا يتساقط،

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

-في طفُولتِي كنتُ أسعدُ حينَ يأتِي الخريف،
شعرُ الأشجّار الأحمرِ و الأصفرُ، تُعجبُنِي خشخشتُه عندمَا يتساقط،

كما يُعجبني ما يخلّفُه، أشجّارٌ صلعاءٌ!

أُحبّ في ذٰلك الفصلِ هطولَ المطرِ المُباغِت،-يُشبهُ هطول الذّكريات في مفاجأتِهِ-،
كنتُ أطيرُ فرحًا حينَ أقفزُ في بركِ الوّحل الّتي يُخلّفُها، أو عندما أعدّ ألوان قوس المطر مرارًا
و تكرارًا دون كلّلٍ، و في كلّ مرّة أحصُد لها أرقامًا مختفلة،

أ-ألوانُها من تتغيّر، أم أنّي السيّئة في العّد؟

كلّ شيء كان مميزًا في الخريف، ما جعلهُ ذا منزلة عليَا لدّي بين الفصول، لذا أحبّبته بكّل ما فيه، خصوصًا لأّنه الموسِم الّذي تحبَلُ فيهِ الأرضُ ببذورِ القُرنفُل،

«توّقفي ستفسدِين حذائك

نهّانِي دينِيس حين تماديْتُ في غمسِ أقدامي داخلَ بِركةِ وحلٍ،

أنجبت برائتي سؤالًا عفويًا:

«أصابعُك دائمة الغوصِ في أحواضِ الزهور لٰكّنها لم تفسُد يومًا؟»

فأجابنِي و علىٰ ثغرِهِ اِبتسامةٌ:

«ليسّت نفس الشّيء.»

قفزت نحوه إلى طاولةٍ حملت علىٰ كاهلها عبىءَ أصّصٍ جدباءَ إلّا من تُربتها، و أخرىٰ علىٰ عكسها، مدرّارةُ الزّهرِ، ثم تشبّثت أناملي بحافتها لأُعاوِد سؤالهُ بفضول:

«هل التُربةُ الّتي تنجِبُ الزّهر كالّتي ندُوسُ عليها؟ أهُما أختان؟ أم صديقتان؟»

إنهالت عليهِ أسئلتي كالمطر الّذي ينهالُ علينا من الفوق لو ما أنّ سقيفةَ المشتلِ تقينا منه، لٰكّنه على عكسِ الأخيرة لم يتوّقاها بل رّد عليها برحابةٍ:

«لا ليست كّل الأتربةِ متشابهةً على الرّغم من أنّها كّلها توائم،أتدرين أنّها تُشبهُ البشر!منهم من يسّمدهُ الحبّ فيُزهر، و منهم من تغيب عنه الرّعاية فيصير قفارًا ماحلًا.»

دِيانسِس. Where stories live. Discover now