الفصل الاول: هَرَبْ

1.1K 53 162
                                    




في جزء لم يعهده العالم من لندن، مبنى ضخم محاط بالكمرات و مختلف انواع الأجهزة الحديثة للحماية، وقد كان مميزا بين حفنة المباني المهجورة في المنطقة.

تواجد بأحد سجونه شاب بملامح شاحبة، غارق بالجروح و الاصابات، يترنح رأسه دون تحكم ٍ منه، ورغم دفء المكان الا ان الهواء البارد كان يهرب من بين شفتيه بهيئةٍ كالسحاب

بعينان فاترة كان يحدق بالفراغ، خصلاته الذهبية قد تبعثرت على جبينه رثاء على حاله، ارتعاش جسده كان خير دليل على سوء حاله، روحه قد انطفئت بين جنباتِ جوفه.

منذ متى وهو هنا؟... منذ أن أبصر النور، حائر لمعنى حاله، الكثير والكثير كان يجول عقله، لكنه الآن أشبه بجثة هامده.

ولولا أنفاسه الظاهرة لظننت أنه قد غادر للعالم الآخر منذ زمن...

بأعينه اللا واعية وجه نظره لذلك الرجل الذي اقتحم زنزانته بملامح سعيدة احتلها الخبث، كيف لا وعينَتُهُ الفريدة تقبع أمامه الان؟

لم يبدي اي ردة فعل، عدا عن خفض رأسه لعدم امتلاكه ما يكفي من الطاقة للنظر له أكثر، كم كان غريبا كيف ان مجرد رفع رأسه دفعه للهث بقوة إثر التعب

وقد كسب هذا تعجب ذا الملامح الغادرة، مما دفعه للإقتراب و النطق بسخرية من حال الأصغر
: يبدو أن عزيزنا ألبرت قد وَصل أشده...اتساءل ان كنتَ على وشك الموت؟

لم ينطق بشيء، لا يهمه ما سيحصل إذ يعرف ان هذا دون فائدة مع مختلٍ مثله، وبعد لحظات من الصمت ابتعد الرجل عنه، وأشار بيده لأتباعه ليقوموا بسحب الشاب معهم لأحد الغرف، وقد امتثلا لأمره دون أي مقاومة منه

برأس مطأطأ للأسفل، وجسد قد استسلم لبراثن شر من حوله، كان يُسحب من قبلهما نحو الغرفة التي لطالما مقتها منذ صغره.

تلك الغرفة شديدة البرودة، حيث الهواء في حالة ركود، رائحة المطهرات التي تؤذي حاسة شمه، ذلك النور الساطع في منتصف الغرفة، الأدوات الحادة التي تستقر على أحد الطاولات..

يود الصراخ من الداخل، لكن لا فائدة
لا طاقة له لفعل أي شيء ، كما أن المختل خلفه لن يسمح له بذلك على الإطلاق.

لم يشعر بنفسه إلا وهو على ذلك السرير ويتم تقييده بالفعل، ما به الوقت يمر سريعاً؟ كان في الزنزانة لتوه..

لاح لبصره طرف المحقن كالعادة.. ككل مرة، يتم سحب جزء من ذلك السائل الأحمر الدامي..

رفع نظره ناحية ذلك الرجل أشيب الشعر، ابتسامته المستفزة تلك، كم يود لو يمحيها، يود لو يختفي فقط..

ومع اقترابه أبعد صاحبنا نظره عنه، رؤيته للحظات تؤذي كيانه

أغمض عينيه مواسيا لذاته، الظلمة خلف جفنيه كانت ملجأ له من هذا المكان...

ندبة في سقيفة ذكرياتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن