شكوك

249 27 39
                                    





تناثر ضوء البدر بأرجاء لندن، وقد تكفل بإضاءة جزءٍ من الأرض بعد تبادله هو والشمس أماكن العمل، ليكسب فرصة إنارةِ شوارع لندن والإزدهار بها بليلة هادئة، وما قاطع صفوة ليلته عدا عملية إختطاف كان شاهدها الوحيد هو، ودون قدرةٍ منه على التدخل أو تغيير الأجواء، كان إنتظار وصول داميان وألبرت هو كلُ ما إستطاع بعجزه المرير فعله، وبعد وقت تجاوز النصفِ ساعة بقليل، كان أمله قد تحقق ووصل كلاهما، رغم أن الأوآن فات للأسف

خطى حالك الشعر لوسط غرفة المعيشة وتجول ببؤبؤتيه المكان فور دخوله، باحثاً عن زهري الخصلات وقد تهاود لفكره أن المعني قد خلدَ للنوم، كما قد فعل ألبرت الذي لم يتحمل السير لغرفته وغط نائماً على أحد الأرائك

تنهد حالكُ الشعر بتعب لتجول بنفسجيتاه في المكان، ثم اتجه نحو الثلاجة ليتفقدها، وحينما لم يرى العشاء تنهد مرة أخرى باستياء، ليتجه نحو غرفة ماريوس الذي يظنه نائماً
وحينما فتح الباب لم يجد أحداً بالداخل، همهم باستغراب ليظن أن المشفى قد استدعاه لحالة طارئة كالعادة.
اتجه نحو غرفته ليخلد للنوم، فلا طاقة له لإعداد أي شيء الآن، ويبدو أنه سينام بمعدة فارغة.

.





.


.

.

وبالنسبة لزهري الخصلات المختفي كان قد استيقظ لشعوره بسائل رطب يبدو وانه قد جف على رقبته , حاول رفع يديه ليستشعر ذلك السائل, الا أنه وعى على كون يداه مقيدتان ببعضهما بشيء أشبه بسواران عريضان كما كانت قدماه كذلك , ورغم مكافحته المستمرة كان تحرير يداه او حتى زحزحة القيد أمرا أشبه بالمستحيل, فأخذ ينظر للمكان حوله لكنه لم يتمكن من رية أي شيء اثر عتمة الغرفة, فقط أجزاء صغيرة تهاوت لنظره أثر نور القمر المتسرب من النافذة الصغيرة, والمحمية بأسياج جعلت الهروب منها أككثر استحالة من الوصول لها مع ارتافاعها الشديد عن مستوى الارض

تنهد بعمق ليحاول تذكر ما حصل قبل أن يبتلعه الظلام، ليدرك أخيراً أنه قد اختطف ،ومن قبل من؟ ولمَ؟ لا يعلم بعد، لا بد أن يبحث عنه داميان فقد يلاحظ اختفائه صحيح؟ لا بأس
ظل يتمتم بها ليهدئ نفسه لبعض الوقت.

همس لنفسه " هيا ماريوس .. حلل الأمور حولك"، أخذ ينظر نحوه باحثاً عن أي دليل لكن لا فائدة ،فقد ما قابله هو عتمة الغرفة فقط، ليهمس " حسناً ، أنا مختطف الآن ،لمَ ؟من يعلم ،أين أنا؟ في مكان بعيد عن المنزل على الأرجح، رأسي يؤلمني ويبدو أني أصبت بضربة هناك.. وذاك السائل هو دمائي على ما يبدو "
سكت للحظات ليبتسم بسخط قائلاً " حالي مزرية باختصار"

تنهد وجلس بهدوء ينتظر أن ياتي أحدهم سواء كان المختطف أو أحج أتباعه, او حتى داميان, لا يسعه فعل شيء آخر على كل حال, استمر بالانتظار بترقب لا يمكنه أن ينام لشدة توتره, وكل ما انشغل بفعله هو التفكير بمن قد يفعل ذلك به, لقد عاش حياة عادية تماما كما يذكر, لا فائدة من اختطاف شخص مثله....تابع التفكير حتى تهادى لسمعه صوت خطوات متضاربة تتجه ناحه, ومن الواضح انها خطوات للأكثر من شخص, وقد تأكد من ذلك بدخولهم لغرفته وقد قام أحدهم باضاءة الغرفة, فأغمض عيناه اثر تحسسه من قوة الضوء المفاجئ, "أهذا من عنيتموه بالدليل؟ " سأل أحدهم وقد دفع صوته ماريوس لرفع نظره بعد أن تمكن من فتح عيناه اخيرا" اجل سيدي, هذا الشخص كان من اهتم بالبرت بعد أن هرب" نبس أحدهم وقد كان أحد الحرس كما بدا

ندبة في سقيفة ذكرياتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن