-٦-

125 39 65
                                    

ها قَد بدأَ الجّميعُ في المُغادَرة، تحتَ ضوءِ القمَر، الّصمت أنيسُنا المُخلِص، علّ القلُوب تتحدّث؟، وعلّها صامِتة تنتظِرُ الأفواهَ أن تؤدّي دورِها أولاً.

"أنعودُ؟"

"ما رأيُكِ أن نبقَى قليلاً؟"
أؤمى، رغم عدم وجود ما نتحدّث بشأنِه ولكِن رؤيةُ وجهِه كانَت كافيَة، كأنّي وجدتُ طمأنينتي في تفاصِيل وجهِه.

"أتُجيدينَ الرّقص؟"

"لستُ متأكّدة ليسَ حقّاً"

"لا بِأس انهضِي"
يخبِرنِي بعدَ أن ينهَض مادّاً يدَه لي لأضَع خاصّتي على كفَه، ثم يحتَضنُها وينشُر الدّفء حتّى أعمَق نُقطَة بي.

"لستِ سيّئة إطلاقاً"
يقولُ بعد بضع دقائقٍ من الرّقص بينما تنامُ على خصرِي كفُه الدّافِئة وتستنِد إحدى يديّ على كتفِه والأخرَى تعانِق إحدَى كفّيه بحنَان.

"ماذَا عنِ المُوسيقَى؟"

"لا نحتَاجُ للموسيقى، لم َلا تدعي قلبينَا يعزفانِ بعضَ الألحَان؟، أرى أنّ خاصتَك قد بدأ بالفِعل"
أُنزِل بصرِي مُخفيَةً وجهي المُحمَر عَنه، أيسمَع نبضَ قلبِي الهائم بِه؟، أيعلَمُ أنه يبنُض لَه؟، أيعلمُ أنه يرقُص كالأحمَقِ بين أضلُعي الآن؟، أيعلمُ أم أنّ عليّ إخبارَهُ؟.
"بالمُناسبة هناكَ ما أردتُ إخبارَك إيّاه"

"إنّي أصغِي"

"أحِبّك"
أرتَبكُ أمامَ كلِماتِه، تتّخذُ ملامِح التّفاجُؤ وجهِي مَوطِناً، أظنّني ربّما سمعتُ شيئاً خاطِئاً، يَنفدُ الهواءُ فجأة أو علّه فقَط يرفضُ الدّخولَ لرئتيّ المسكينَتينِ.

"وأعلَم أنّك تفعلِين أيضاً، أظنَنتني لَن أعلَم؟، لو لم أكُن أعلَم أو لَم أكُن أبادِلك مكنوناتَك لما كنتُ سأخاطِر بملاحَقتكِ لذلِك للحفلِ الموسِيقي رغمَ عدمِ إعجابِي بالموسيقَى الكلاسيكيّة، ولما جعلتُ المظلّةَ حُجّة لتزوري منزلِي وأراكِ، أتعلمينَ كم كانَ عبقُك العالِق في هواءِ المنزِل مُخدّر؟، ولما كنتُ أبداً شاركتُك مكَاني المُفضل، أعتقِد أنّي وبصدقٍ أحبّك"

"أكلَ القِطّ لسَانك؟"

"وما عسايَ أقولُ الآنَ؟"
أجيبُ أخيراً بعدَ أن احتجتُ بِضعَ ثوانٍ لأتّزنَ مُجدّداً.

"أعتقِد أنّي وبكلّ ما أوتيتُ من صدقٍ أحبّك أيضاً"

أوقِف الزّمن الآن تحتَ ضوءِ هذا القمَر
فأنا لا أوَدّ إغلاقَ عينَيّ إطلاقاً، لا أوَدّ تفويتَ أيّ لحظةٍ مِن هذَا
في كلّ مرّة تسنَحُ ليَ الفُرصة أشدّ بأنامِلي على خاصّتِك أتأكّد أنّ هذا ليسَ حُلماً
في كلّ مرةٍ تمرّ بعضُ النّسائم بين مسامَاتِ أصابِعك يرتجِف قلبي لا جِلدك، مع كلّ نفسٍ لكَ بقُربي تَتجدّد روحِي، ورغمَ كلّ السّعادة الّتي بداخِلي فإنّي لم أستطِع التّعبير عَنها، ظنَنتُني - وكم رأيتُه حلماً بعيداً وقتذَاك - يومَ أعترِف لكَ ويحدُثُ أن تخبِرني أنّك تُبادِلني سأقفِز فرَحاً وأصرُخ بهجةً حتّى أثيرَ ريبةَ المارّة، ولكنّي لم أفعَل، بَل قلبِي مَن فعَل، ما زالَ يقفِز في صدرِي ويركُض في أرجَاءِه ويصرُخ بملء حُبّه، عانِقنِي في هذّه اللّيلة الّتي تحقّقت فيها الأمَاني، عانِقني بشِدّة وخبّئني بينَ إعوِجاجِ ضلعِك وثنايَا روحِك، خبّئني فإن كانَ هذَا حُلماً فلا أودّ الاستِيقَاظ، وإن كانَ واقِعاً فدعنَا نحتَفِل كلّ يومٍ بنَخب هذِه اللّيلة البَديعَة، لقَد كُنت مجرّد أمنِية، والآنَ أنت الواقِع المُفضّل لَدَي.

「النّهايَة」

ーーーーーーーーーーーーー

ما تسألوني ده ايه لو عرفت هقولكم:)، اني ويز، رأيكم؟، السّرد؟، الأحداث المملّة دي؟، القصّة عامّةً؟.
أوّل روايَة أو بالأحرَى قصّة قصيرَة أخلّصها في الوات:(.
احظُوا بليلَة سعيدَة!.

أُمنيَة || WishWhere stories live. Discover now