أنقذني 𝕊𝕒𝕧𝕖 𝕄𝕖

30

مرحبا نجومي 💫💫

الفصل ما قبل الأخير، استمتعوا فيه واعطوه كل الحب 

---------------------------------

بَعْدَ نَوْبَةِ بُكاءٍ طَويلَةٍ أَخِيرًا هَدَأَ جيمين وَأَخَذَتْ أَنْفاسَهُ تَنْتَظِمُ وَشُهْقَاتُهُ تَخْفُتْ حَتَّى اخْتَفَتْ لِتَسْتَمِرَّ عَيْنَاهُ فِي ذَرْفِ دُموعِها بِصَمْتٍ.

مَسَحَتْ سانج مي عَلَى شَعْرِهِ بِحَنانٍ وَقَالَتْ "هَلْ تَشْعُرُ بِتَحَسُّنٍ؟"

"أَجْلْ، شُكْرًا لَكِ" قَالَهَا بَعْدَمَا مَسْحَ دُموعَهُ ليُزيلَ عَنْ وَجْهِهِ مَلامِحَ الحُزْنِ وَيَضَعُ بَدَلًا مِنْهَا مَلامِحَ جِدّيةٍ وَقَالَ "هَلْ يُمْكِنُكِ اخِّباري عَمَّا حَدَثَ مَعَهَا؟"

تَرَدَّدَتْ الأُمُّ بَيْنَ الإِفْصاحِ وَالكِتْمَانِ خاصَّةً بَعْدَمَا عَلِمَتْ عَمَّا تَحْتَويه الرِّسالَةُ، أَسيكونَ مِنْ الجَيِّدِ مُخالَفَةُ رَغْبَتِها وَأَخْبارِهِ.

"رُبَّمَا مِنْ الأَفْضَلِ أَلّا تَعْرِفَ"

"لَا تَصَدَّقِي مَا كُتِبَ فِي الرِّسالَةِ، يَسْتَحِيلُ أَنْ أَكْرَهَها لِماضيها وَهِيَ مِنْ تُقُبِّلَتْ ماضيَ بِكُلِّ مَا فِيه مِنْ أَخْطاءٍ، هِيَ أَحْبَتْنِي رَغْمَ انَّني سارِقٍ خَارِجٌ مِنْ السِّجْنِ صاحِبُ سَوابِقٍ، كَثيرُ الشِّجارِ وَقَدْ قِيلَ لِي مِنْ قِبَلُ انَّنيٍّ فاشِلٌ، انَّني مَليءٌ بِاَلْعُيوبِ وَهِيَ لَمْ تَتْرُكْنِيْ لِهَذَا فَكَيْفَ لِي أَنْ اتْرُكَها"

تَنَهَّدَتْ سانج مي ثُمَّ بَدَأَتْ فِي سَرْدِ مَا حَدَثَ.

فلاش باك 

مَضَتْ أَيّامُ العَزاءِ بِثِقَلٍ شَديدٍ عَلَى هايمي ذَاتِ اَلسّادِسَةِ عَشْرَ عَامًا لَمْ تَكُنْ تَرْغَبُ فِي شَيْءٍ سِوَى العَوْدَةِ لِمَنْزِلِهِمْ، أَنْ تَعودَ لِحَياتِها لِطَبيعيَّةٍ بَدَلًا مِنْ المِلَلِ وَالْكَأْبَةِ المُحيطَةِ بِالْمَكَانِ فِي مَنْزِلِ جَدَّيها، لَمْ تَكُنْ عَلاقَتُها مَعَهُمْ وَطِيدَةً وَخَاصَّةً مَعَ عَمَّتِها الرّاحِلَةِ هِيَ لَمْ تَرهَا سِوَى لِمَرَّاتٍ قَليلَةٍ تَكَادُ تَكونُ مَعْدودَةً وَهَذَا جَعَلَها لَا تَلْقَى بَالًا لِلْعَزَاءِ وَلَا تَدَخُّلُ مَعَهُمْ فِي مَوْجَةِ البُكاءِ اَلَّتِي غَمْرَتْهُمْ.

وَأَخِيرًا بَعْدَمَا انْتَهَتْ الأَيّامُ حَانَ وَقْتُ العَوْدَةِ لِتَتَبَدَّدَ سَعادَةُ عِنْدَمَا تَعْلَمَ أَنَّهُمْ لَنْ يَكُونُوا بِمُفْرَدِهِمْ فَجَدُّها وَجَدْتُها سَيَأْتُونَ مَعَهُمْ وَسَيَبْقونَ مَعَهُمْ لِبَعْضِ الوَقْتِ وَهَذَا يَعْنِي الكَثيرَ مِنْ الأُمورِ بِالنِّسْبَةِ لَهَا فَسَيَجِبُ عَلَيْهَا الذَّهابُ لِلْكَنِيسَةِ كُلُّ يَوْمِ أُحدٍ وَسَتَتَخَلَّى عَنْ الكَثيرِ مِنْ الأَشْياءِ كَارْتِداءِ مَا تُحِبُّ والذَّهابَ إِلَى أَيِّ مَكانٍ تَرْغَبُ فِي الذَّهابِ اَليه بِاخْتِصَارٍ هِيَ سَتَفْقِدُ الحُريِةَ اَلَّتِي أَعْطَاهَا إِيَّاهَا وَالدَّاهَا، هِيَ تَتَمَنَّى أَلّا يَدومَ هَذَا طَوِيلًا.