~أخبروه~

45 5 9
                                    

~نحتَاجُ لاستِراحة مُحارِب، نأخُذ قطرة ماء و نعودُ لحملِ السّلاح و إِكمالِ المهمّة، لازِلنا لم نصِل لبرّ الأمان بعد!~






#آنا#

"مارأيكِ بلونٍ ورديّ؟ أم أجعلته فاتحاً أكثر؟!" كنتُ محتارة أمام صاحبة صالون التجميل آخذ رأي مايا حول صبغة شعري، لم أغيّر لونه قبل مدة طويلة..

"يا فتاة أنا أسألكِ" أصّريتُ عليها لترفع رأسها من شاشة هاتفها بعدما كانت تراسل فيكي و تبتسم..

"ممم، هل كنتِ تكلّميني؟" بكلّ عدم مبالاة سألتني و لازالت ترسم أخبث الابتسامات على وجهه

"ماذا يقول لكِ ذلك الأحمق لتحمرّ خدودكِ هكذا، يا حبيبي يا لها من قصة غرام خالدة..! أيّهما أفضل هذا أم ذاك؟!" تجاهلتُ حالتها، أنا أُشفِق عليها صراحة و هي تنجرف وراء كل تيّار، أشارت لي نحو الصبغة الفاتحة التي تميل للأبيض قليلا ثم استدارت لتكمل زفافها على الهاتف.. مجفّف الشعر يكاد يقتلع رأسها و هي لا تحسّ بشيء.

أفكّر ما يمكن أن يحدث لي و لها، لازلنا نحارب للوصول إلى برّ الأمان، جُلّ ما نعيشه لازال يحوي على بعض التردد و الخوف، ماذا عساي أفعل بعدما طلبتني امرأة على حافة الموت أن أقدّم لها يد العون، نيكي مصابة بسرطان الدمّ و أيّامها معدودة..

صحيح أنني كنتُ أمقتُها و لا أحتمل فكرة وجودها أمامي، لكن ما أفعله هو من أجل طفلتها، لا يجوز أن تكبر بدون أمٍّ إلى جانبها كما أنها لا تملك حتى جدّة أو خالة لترعاها، روجين غادرت لأمريكا و لا تدري بتاتاً عن خبر مرض زوجة أخيها..

الآن أنا أعلم أنّ أبي سيُعظّم فعلتي و يمدحني و كأنّه لم يفعل من قبل، سيكون سعيد لانفصالي مع نامجون، لطالما أرادني أن أرتبط مع كايل و أكون عروسة ببيت السيّد كيم، أنا لن أنتظر منه أن يحزن لفراقي أو شيء من هذا القبيل، أصلاً عِشتُ شتّى أنواع العذاب لإقناعه و اليوم أرى ما بنيته يتحطّم أمام عيناي!

"مرحباً، اليوم إجازة على ما أعتقد، من غير المشروع أن تتصل بي سيد نامجون" فور إجابتي على مكالمته اختصرتُ الحديث و برسمية تامّة.

"آسف إن أزعجتُكِ آنِسة آنا، كنتُ بمكتبة سيول لكن لم أجد شيئاً ملهِما، إن كنتِ لا تمانعين فأنا أودّ استعارة كتابكِ الذي يحمِل بعض من كتاباتكِ.." أبعدتُ هاتفي عن أذني أنظر نحو مايا التي أشارت لي على أنّني حمقاء، من الأوّل كانت تنصحُني بعدم ترك نامجون و التمسّكِ به لآخر رمق، لكنني جاهلة!

"حسناً أين نلتقي..؟" أعدتُ سماعة الهاتف لمكانها أسأله
"بيتنا..أقصد بيتي الجديد" صحّح كلمته الأولى و أكمل جملته باعتيادية.

"سأُنهي أشغالي و آتي" أنا ما خطبي! سأذهب لنفس البيت الذي كان من المؤكّد أنّه سيكون لي و له.

 Leaving to My Dream Country (Korea)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن