هكذا مت

1.2K 46 21
                                    

اتذكر الان انه كان في وسط المدينة مكتبة عامة كانت ضخمة جدا وكان ملحق بها قبة فلكية كانت كبيرة جدا كنت احب ان اذهب اليها لانها تعطيني شعور بأنني املك العالم كان قلبي يخفق بشدة عندما اذهب للقبة الفلكية كانت كبيرة وتعطيك احساس بأنك تطفو في الفضاء حقا ....انا كنت احب قراءة الروايات لمؤلفين يابانيين معينين مثل اسوما دازاي وكازوو ايتشيغورو كانت لدي رواية مميزة احب قرائتها وتكرارها كثيرا لم اكن امل منها ابدا كانت بعنوان بقايا النهار لكازوو سان كانت تتحدث عن ضبط النفس وتهذيبها وصقلها لمواجهة مواقف الحياة المختلفة كانت تعجبني كثيرا وتجذبني لقرائتها بقوة كنت اخذ الروايات واذهب الى القبة الفلكية وكنت اقرأ على ضوء النجوم والابراج السماوية المرسومة على سقف القبة كان ذلك يأخذني لعالم اخر عالم بعيد جدا عندما اصحو من حلم يقظتي اشعر بالقشعريرة جسدي كله يقشعر لتراكم مشاعري كلها في ان واحد ومحاولتها الهروب مني لتطفو داخل القبة الفلكية ذلك كان منعشا ومريحا جدا.

كان هنالك شاب اكبر مني لديه شعر ابيض لانه كان من ابناء الشمس ولديه عينين صفراوين زجاجية كان يأتي للمكتبة من فترة لأخرى كان مظهره المشع يجذبني بشدة كنت اراقبه من بعيد دائما يأتي ليأخذ مجموعة من الكتب من المكتبة ويجلس في احدى الزوايا ليقرأ كان يبدو كرجل انجليزي نبيل من القرن التاسع عشر.وفي احد الايام كنت اجلس في القبة الفلكية وقد فقدت شعوري بالمكان من حولي فاذا بيدين كبيرتين تمسكان بي وعندما افقت كان ذلك الشاب يكلموني كنت مذهولة انظر الى عينيه كانتا جميلتين جدا كان يكلموني ولكنني لم اكن اصغي اليه لشدة صدمتي وضياعي بين عالمي وهذا العالم وعندما استعدت توازني سألته ان يعيد ماكان يقوله فقال الي ان امينة المكتبة تخبرني بأن اخرج لقد حان وقت اغلاق المكتبة..... ااه حقا!!ماهذا كم الساعة الان؟انها التاسعة اوه يا اللهي امي ستغضب لتأخري كان ينظر اليه ويبتسم ثم ساعدني في جمع الكتب واعادتها الى الرفوف بعدها خرجت مسرعة الى المنزل سألني ان يوصلني الى المنزل لان الوقت متأخر ولكنني رفضت لايمكنني السير مع شخص غريب ليلا حتى لوكنت اعرفه من بعيد هذا مخيف عدت الى المنزل وحصلت على توبيخي من امي وكانت ستحرمني من الذهاب الى المكتبةولكنني توسلتها وقلت لها لا ارجوك لم انهي الرواية بعد سيكون مضيعة ذلك الوقت الذي صرفته لقراءة نصفها يجب ان اكملها ارجوك .....الان مر اسبوع على تلك الليلة لم تسنح لي الفرصة للذهاب الى المكتبة مرة ثانية ولكن يبدو انني سأذهب اليوم .....بعد نهاية دوامي الذي انتهى اليوم بوقت ابكر من العادة بسبب اجتماع طارئ قررت الذهاب الى المكتبة كنت افكر انني عندما اصل علي شكرا ذلك الشاب على ذلك الوقت ولكنه لم يكن في المكتبة فأخذت كتبي كالعادة وذهبت للقبة الفلكية وجلست اقرأ وعندما انتهيت عدت الى المنزل عندما خرجت من المكتبة كان الجو مغبرا ااااه انا اكره هذا الجو انه خانق يجعلك تشعر انك مدفون تحت الارض بسبب رائحة التراب لذلك قمت بتغطية انفي بمنديل وبينما كنت اسير قابلت ذلك الشاب وكان يبدو في حال يرثى لها عندها اسرعت اليه ..اممم اخي الكبير هل انت بخير!!!بصعوبة شديدة اخبرني انه مصاب بالربو وقد نسي دوائه وواقية الانف خاصته فذهبت بسرعة الى اقرب صيدلية واشتريت له الدواء وواقية للانف واحضرتهم اليه بسرعة.....بعد ان استخدم الدواء والواقية بدا انه يتحسن فستأذنته للانصراف عدت الى منزلي وبعد ثلاثة ايام ذهبت للمكتبة فوجدته هناك ذهبت اليه مباشرتا وسألته"اخي الاكبر كيف حالك الان اتمنى انك بخير؟؟"اخبرني انه بخير وشكرني ..بعدها ذهبت واخذت كتبي وانتقلت للقبة الفلكية وبينما انا منغمسة في عالمي شعرت بأحد ما بقربي عندما التفت وجدت اخي يجلس امامي ااه اخي ماذا تفعل هنا ..ابتسم وقال انا اراك دائما تقرأين هنا لذلك اردت تجربة ذلك لمعرفة ما المميز في ذلك ..فاخبرته انا احب النجوم كثيرا واحب القمر الذي يشبهك اخي ..فضحك وقال يشبه من!!اجبته انك تشبه القمر من رؤيتي لك اكتشفت ذلك انت مشع جدا وتبدو مثل القمر فضحك بصوت اعلى وقال انتي طفلة مضحكة جدا ..بعدها اصبحنا انا واخي اصدقاء لم اعرف اسمه الحقيقي حتى الان انا لا اعرفه لانني لم اسئله عنه ابدا كنت دائما اناديه اخي او شبيه القمر عندما امزح معه اعتدنا على قراءة الكتب في القبة الفلكية كان ينصحني بالكثير من الكتب ولكنني كنت ارفض قرائتها كنت متمسكة برواياتي وكان يناقش معي الكتب التي يقرأها وعندما اخبرته عن الروايات التي اقرأها قام بقرائتها كلها وناقشني فيها ايضا انه يحب الكتب حقا احيانا كنت احسده لذلك كانت الكتب عالمه الوحيد ااه اتساءل مالذي سيفعله عند سماعه خبر موتي كان يخبرني بأنني صديقته الوحيدة واخته الصغيرة العزيزة ااه اخي انا اسفة لتركك هكذا لم استطيع توديعك او ان اخبرك كم استمتعت معك لقد كنت اخي وصديقي ولقد ساعدتني كثيرا ووقفت بجانبي ارجوك لا اريدك ان تبكي عليه ولكن اريدك ان تدعو لي وان لا تنساني ..ارجوك كن بخير .

هكذا متDonde viven las historias. Descúbrelo ahora