أنت الآن حُر

586 39 1
                                    

-ستكوني بخير حبيبتي، لا تقلقي

نبرته القلقة، جسده المرتجف، وهو يُمسك يدها، علها تهدأ، يحاول طمئنتها ولكنه هو بداخله لا يشعر بذلك..
حبيبته تضع مولودهما الأول، يرتجف قلبه قلقًا؛ فحملها لم يكن سهلًا أبدًا، كم صعبات تخطت، وكم مرة اقامت في المشفى!

-"ايرين"

صوتها المتقطع، شهقتها وعبراتها تمزق قلبه، ليراها وهي تحاول التحدث:
-عِدني انك ستعتني بطفلنا، عِدني ألا تكن متهورًا
سالت عبراته رغمًا عنه، يعتصر عينيه ويشدد من احتضانه لقبضتها، ونبرة امل تشع من فمه:
-انتِ من ستعتني به، بل وبي أيضًا لأني لازلتُ متهورًا
ضحكت بخفة وسط تأوهاتها

بينما يقف "ارمين" و"آني" بالقرب منها ، ويعتصر قلبه لأجل صديقة طفولته، الولادة صعبة كثيرًا، قد قرأ عن ذلك، وعلم مدى صعوبته، وكم تتحمل المرأة لتلد حياة أخرى،

"ايرين" و"ميكاسا" يستحقا السعادة، يستحقان حياة ينعمان بها، بعد تلك الحروب، بعد العمالقة، هما يستحقان كل ما هو جميل.

بجانبه "آني" تدعو إلى الله أن تضع صديقتها مولودها بسلام

اجفلهما صيحة "ايرين" التي تشوبها القلق:
-أين الطبيييب؟؟

بعد لحظات كان يلج الطبيب إلى الداخل ومعه امرأة، وميكاسا تهتف بوهن، وعبراتها تغرق وجنتيها:
-اعتني بصغيرنا، "ايرين"

خرج ومعه "اني" و"ارمين" ، يضرب بقبضته الحائط والعرق يتصبب منه، لا يعرف ماذا سيفعل ان أصابها مكروه..
هو لا يستطيع العيش بدونها،

هي الساحرة الاكرمانية التي غيرته مائة وثمانين درجة..

هي التي إعادته إلى صوابه وعقله، هي التي أوقفت ما يفعله من هراء، كم كان غارقًا في لعنة الكراهية، كم كان غارقًا في محاربة العمالقة ومحوهم، بل ومحو البشرية، هو لم يكن يرى انه يستحق العيش او يُحَب بعد ما فعله وما كان سيفعله، لكنها هي التي قبلته بما فيه من سوء، هي قدمت له الحب والحنان، هي احتوته، وجعلته يرى الجمال وسط قسوة العالم.
جعلته يؤمن بالبدايات الجديده، جعلته يتخلى عن عنفه وانتقامه، هي زيَّنت حياته..

يعتصر قلبه وهو يسمع صراختها، وتسيل عبراته لأجلها

وفي الداخل، كانت تصرخ هي وتتمسك بالشرشف من اسفلها، تعتصر عينيها وترى أمامها "كارلا" و"غريشا" ووالديها ، تزداد شهقاتها وتهمس:
-لقد اشتقتُ كثيرًا لكم

لا تعرف ما الذي حدث لها، هي الاكرمانية القوية!
منذ علمت حملها وقد أصبحت عاطفية اكثر من اللازم! أ تلك الامومة حقًا؟

سامحني يا صغيري، ربما لن تراني

تتألم بشدة، تعاني كثيرًا، لكنها لم تعهد الاستسلام، أ ستنوي ترك طفلها بدون ام؟ لا تود حرمانه من هكذا شعور، هي الاكرمانية التي لا ولن تستسلم، ستحارب بقوتها لتبقى مع صغيرها..
لتجعله يدرك جمال العالم كما فعلت مع والده، لتجعله قويًا شجاعًا ، يواجه الصعاب بصدر رحب..
هي عزمت ان تكون مع طفلها خطوة بخطوة..

Attack On Titan one Shots || By: Veronica Micheal حيث تعيش القصص. اكتشف الآن