الفصل السّادس

76.8K 1.3K 178
                                    

دخل المنزل و أخذ يبحث عنها بعينيه السوداء الثاقبة مثل خاصّة الصقر فلم يجدها في غرقة الجلوس ، إتّجه نحو المطبخ و وضع حقيبته فوق الطاولة ثم صعد السلّم للطابق العلويّ ، سمعت وقع خطواته لتدلف لغرفة نومها و أغلقت خلفها الباب .

أخذت تمشي ذهابا وو إيابا في الغرفة بتوتّر ملحوظ ، هي لا تعلم كيف ستتصرفه معه الآن !
جلست على طرف سريرها و شدّت على قبضة يدها بتوتّر .
أطلّ إدوارد  من باب غرفتها ، فوجد جسدها يرتعش خوفا ، و كيف تمسك يدها بتوتّر و قلق .

أخذ يتقدّم بخطواته نحوها لتلتفت له الأخرى و تقابلت أعينهما مع بعض ليبتسم إدوارد مردفا :

- هل أنتِ بخير ؟!

كانت نبرة صوته مختلفة و إبتسامته غامضة بعض الشيئ ، إستقامت من مكانها و هزّت رأسها للأعلى و الأسفل بمعنى نعم .
ثواني مرّت و هي لا تزال تقف بمكانها تنظر لأرجاء الغرفة متجنّبة النظر له ، نزع سترته الجلديّة السوداء و وضعها فوق الكرسيّ لجانبه ، و أخذ يتقدّم منها ، في دقائق كانت ستفقد وعيها من شدّة الخوف .

إقترب منها كثيرا ، لتشعر الأخرى أن الموت من يقترب منها و ليس بإنسان .
رفع يده ببطئ و مسح على شعرها الطويل و رفع رأسها بلطف ثم بقي ينظر لعينها العسليّة ليتنهّد بعمق قائلا :

- لما أنتِ خائفة منّي ؟

إبتلعت ريقها بصعوبة ، هي في الواقع لا تعرف بماذا ستجيب ! تشعر و كأن دقات قلبها ستحطّم قفص صدرها !
جسمها ملتصق بجسمه أنفاسه تحرق وجهها .
رفعت رأسها نحوه لتشرد بملامحه ، إنه وسيم هذا كلّ ما خطر ببالها في تلك اللحظة . لكن لم تستطع قول أي شيئ .

كان الصمت سيّد المكان لا تسمع سوى نبضات تيفاني القويّة ، وضع جبينه على خاصتها لتزفر الأخرى الهواء بقوّة و أغمضت عينها ليقول إدوارد ببحة عميقة :

- لا تخافي منّي أبدا .

أحاط خصرها بذراعيه الضخمة لتشهق الأخرى بخفّة ، تشعر برعب و خوف كبير يجتاحها من تصرفاته الغريبة ، كان يضغط على خصرها بتملّك و كأنه يخاف أن تبتعد عنه .
أنفاسها ممتزجة مع بعض و أعينها مغمضة فجأة شعر بألم حاد برأسه فإبتعد عنها بسرعة و أخذ يفرك جبينه بأصابعه كي يهدّأ من ألامه قليلا ، بقيت الأخرى تنظر له بإستغراب لم تفهم ماذا حصل للتوّ لتقول بصوت خافت :

- هل أنتَ بخير ؟

فتح الآخر عينه ببطئ لتعود نظراته القاتلة و الحادة التي تبثّ بجسدها الرّعب ، ملامحه تغيّرت للجمود و كل شيئ تغير بثانية ، و كأنه لم يكن لطيف معها قبل قليل ، ليردف :

جـحيـم الـجسـد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن