تَراكُم

479 50 15
                                    

يُـونجُون إستَنـشق شَاهِـقاً بِخفّة

وإليـكُم الصُورة حَيث أن كِلاهُـما جاثْمـان عَلى الأرضيـة الخَاصّة بِغـرفـة يُـونجون.

رُكبتيهُمـا إحتكَت مـع الأرضـيّة الصَلبة بّينمـا الأطـول دَفن رأسـهُ بإنهاك بتَجويـف عُنق الآخير.

سُوبـين يتألَـم ، كَمـا وَضـح الإنـهاك فِي طَريقَـة زَفراتِه المُتعبـة والضَئيلـة ويُونـجون لَم يَشعُـر سِوى بِإنقباضِ خافـقه عِنـد شَهقاتِ الآخر الضعـيفة.


وكَـأنما الثُـغر الذّي تَقاطـر حلاوةً و عُذوبة أصابـه الجَدبُ والعَـذاب.
وعِنـد هَذه النُقطـة ، يُونـجون بَكى ؛ بَكـى كَثيراً كَرَجـلٍ حَمل خَيباتهُ جَميعـها على ظَهـره وسَار مُنكسِراً.


هُمـرت عَلـى خَديه الرَقيقـين نُزولاً مـن نَهـري العَسل المُختبـئانِ فِي بُؤبُـؤتيه عِنـد إستشعَـاره للدِماءِ تُدنـس قَميـص الآخـر.

ظَهـر سُوبـين أفضَـى دِمائاً حَارّة لَـم يَعلـم يُونـجون سٍببها أو مِـن أين جَائَـت...


ويـونجُون كَـونه رَقيقَ القـلب الذِي هُو عَليه ، وكَـون الذِي بَيـن يَديهِ هُو مَـن أُعجـب بِه  ، كَان مَلـوماً حائِـراً مُشتتا
شَعـر وكَـأن الدُنيا قُلبـت عَليه بَطشاً وغَـدرت بِه فِي مَـن إستمَـال لَهُ القَلـب.


وبـكلُ ثَباتِ رُوحـه المُتبقـي وإرتـعاشِ أنـامِله هُو تشَبـث بالآخر يَجرّهُ للحَيـاة
يَشدّه نَحـوه ويَمسـح عَلى خُصلاتـه القاتِمـة.


ويـونجُون شَعـر بِالخـوف والفَـزع لِذا إستـمر بالشَهيـق والبُكـاء عَلى حَـال سُوبـين المُشابـه للإغمَـاء.

مَا بـكَ تُؤلمُ قَلبـي وتَتركُني حَيراناً حاسِـرآ؟

وأقَـل ما تَصـفه الكَلـمات أن سَـوبين كَان مُنهكاً للغَـاية ، مُحطـماً بِلا حَـول كَجـندِيٍ وحيدٍ باقٍ ، يُحـاربُ مِلئ مَـا بَقـي مِن رُوحـه ضِـد العَـدو.



يـونجُون عَلم أنـهُ لا يُريدُ شيـئاً سِوى أن يَكـون ذُو الخُصلات القَاتـمة سَليم مِن كـل شَيء.




" سـ..سـوبِين ، مَا- مَاذا يَحدث لَك حُباً للإلـه؟ "
يـونجُون هَمـسَ بِصوتٍ باكٍ لا مَسـه مِن الثباتِ والقُـوةِ شَيء بَيـنما المَعنّي ابتعـد عنهُ بفتُـور مُوصلاً عَينـاه بالآخَـر.



وقليلاً لِيونـجون ، فَإن مُقـلتَي الآخر الرَمـادِية مَحطُ الغـَرام لَه ، إلا أنّه إنزعَـج وحـزِن جِداً لِرؤيتِـها فاتِرةً تَعبـة.



" إنهُ عذابـي يونجـون ، تَكفـيرٌ لخطـيئتِي الكُبـرى "

وصَوتـهُ خَرجَ ثَقيـلاً مُناشِجاً ومُتعبـاً للغَايـة.


" مَا الذِي تَعـنيه؟ "

ويُونـجون تَمتـم ينـظر بِمحجـريهِ الدَامعـين للفَتى الآخـر.
وسـوبِين أيـقن أنهُ لَم تَنـزل عَليـه فَجيعةٌ قَبل أن يٍرى مُقلتَي يُونـجون حَزينتَين.



لِذا غَالـب آلامـهُ وفُتوره ، فلا شَيء ولا أيُ شـيء آلمَه كَما تِلك النـظرةُ الحزيـنة.
فَبفـتورهِ ذاك قَد مـسح عَلـى وجنتـي الأشقَـر يَطردُ الدمـوع مِن هُنـاك.



" عِنـدما وُجِدتُ يُونـجون كَـان مُعدمٌ عَليـنا الشُعور ، نـولَد مِن النُور المـسكُوب بأجنـحةٍ أنقـى مِن البَيـاض.

قُلتُ لـك قَبلاً لَـم يَطأ أحـدنا إخلافاً قـط...حَتـى ظَهرت أنـتَ أشـقَري "



ويُـونجون كَرّر عِبارة الآخـر وخـاضَ فِيها يَلتـمسً الفَهم ، وكـم كَان مُضطرباً ومُتضـخم الشُعور.


سـوبِين جَذبهُ بـخفّة سَانـداَ جبينهُ ضـد الآخر  ، يُريـد الترويـح عَنـه وصِـدقاً كانَ مًستعـداً للخـوض فِي العَـذاب والسـعير شَريطَـة أن يَكـون فَتـاهُ الرَقيق بِخـير لا تَخدشـهً وقيـعة.



"  آمـن بِي يُونجـون ، آمـن بِوجـودي وسـوف تَنجـلي الأُمـور. "

سـوبِين هَمـس ويُونجـون أطاع.
وبِتلـك البـساطَة أفتـعل وأغلـقَ جِرميِه البُنيّـان ، وشَيءٌ بِداخـله أشَـد الإقتـناعِ بأنّ سـوبِين سَيسنـدُه.


سـوبِين إبتـسم عِندما إستـشعر إرتـخائُه ، وحَقيقةً شـعر بالإنتـشاءِ لِقرب يُونجـون العَظيـم ، شُعـوراً طغَـى عَلى الآلـم والحُزن المُسـبق.

ويُـونجـون إرتـخت كًل دفـاعـاتِه ، تَارِكـاً الطُمأنيـنة تَستـحوذ عَلـيه.
وابـنُ ألاسـكا صَار مُؤمـناً ، مُؤمـنا بالمُعجـزة التـي إفتعـلها قَلبـه و حُضن الفَتـى هَـذا.




نَغـزةٌ بَسيـطَة ثُم إنفـردَ جِناحـاه المُهيـبان ، كَـانا مُخيِفـين وغامـقي الحـضور.
أسـودانِ كـظُلمـاتِ غـيمٍ فَوق بَحر ، تَعصـفُ عَليـه العَاصـفةُ فَتزفـر أمـواجاً مُتأجـأجٍة
بَعضـها فَوقَ بَـعض.


ويـونجُون إعتـرف بالغَـرق بالذَنـب والإيمـان الكَـامل ، ولَم يعـلمْ أنه عـند فَتحِه لَعينـاه سَتكُـون تـلك الأجنـحة بـظهر الآخر بإنتظَـارِه.


___________________________
بارت نَتـوفة قَصير ؛(!

رائيكُم؟ - تجاهلو الاخطاء بليز ^~^ -
كلمة للشخصيات او لي؟ :(
أتمنى تَكونو إستمتعتو بيه ؛((~
كونوا بِخير

Believe || Y.BDonde viven las historias. Descúbrelo ahora