اقتباس جديد من رواية صبي نقاش

669 29 16
                                    

صبي نقاش

يابنتي دي شغلانة رجالة ملكيش فيها.... ومتأخذنيش يعني في الكلام أنتِ بنت ولسه صغيرة وحلوه وممكن أوي حد يضايقك من صبيان الشغل.

تنهدت بيأس وهي تحاول إقناعه بشتى الطرق قائلة برجاء: متخافش يا معلم حسان انا بنت آه لكن بميت راجل... واظن إنك عارف كده كويس.

زفر بنفاذ صبر.... متطلعاً إليها بضيق قائلاً بلهجة يشوبها الحنق: يا بنتي فاهم كل ده لكن الأمر ما يسلمش من كلام الناس..... دنا من يوم المرحوم أبوكِ ما مات وانا بحاول أخلي بالي منكم على أد مقدر.

أتت بمقعدٍ خشبي وجلست بجواره أمام المحل التابع له.... كي تضغط عليه أكثر من ذلك.

قائلة بهدوء مفتعل: يا معلم أنا عارفه إن أبويا الله يرحمه كان موصيك علينا.... بس بردو إحنا منحبش نكون حمل عليك... أكتر من كده.

نظر إليها بحدة.... محدقاً بها بنظراتٍ ساخطة قائلاً بلهجة صارمة: وانا كنت اشتكيت ولا إيه علشان تكلميني بطريقتك دي وخير ربنا كتير والحمد لله.

هزت رأسها بالموافقة قائلة بتوتر: أنا آسفه يا معلم متفهمنيش غلط مقصدش..... وربنا يزيدك من خيره بس ريحني شغلني عندك وإن عملت مشكلة واحده بس مشيني ها إيه رأيك.

صمت حسان قليلاً يرتشف رشفةً صغيرة من كوب الشاي الذي أمامه على مائدةً مستديرة صغيرة الحجم من القهوة الذي بجوار محله.

قائلاً بضيق خافت: خلاص سيبيني أفكر كده يومين وهبقى أرد عليكِ تمام.

ابتسمت له بسعادة غامرة قائلة بلهفة: متشكرة أوي يا معلم أنا مش عارفه هرد جمايلك علينا إزاي....

تنهد قائلاً بهدوء: متقوليش كده يا بنتي دنا بعتبر نفسي مكان أبوكِ الحاج محمد الله يرحمه.... ومتعرفيش كان غالي عليا أد إيه وفراقه السبع سنين دول مأثر عليا لدلوقتي.

حدجته بتأثر تحاول السيطرة على دموعها من الهبوط خارج حدقتيها قائلة بخفوت حزين: عارفه والله إنكم كنتم أكتر من الأخوات.... ربنا يرحمه غيابه مأثر علينا كلنا ومفتقدينه كل يوم بيعدي علينا كأنه سنه من غيره.

رق الرجل لحالها من حزنها الواضح على محياها الرقيق قائلاً بود: وبعدهالك أومال إحنا قلبناها نكد ليه كده.... هات يا زكريا كوباية شاي من القهوة بسرعة لقمر الحته بتاعتنا.

نهضت من مكانها بسرعة قائلة بلطف: شكرا يا معلم مرة تانية.... أنا لازم أمشي دلوقتي سايبه اخواتي لوحديهم في البيت.

ابتسم لها قائلاً بنبرة هادئة: لا شكر على واجب يا بنتي أنا بعتبرك زي بنتي ليلى تمام...

بادلته الإبتسامة قائلة: عارفه انك بتعتبرني بنتك التانية ربنا يدوم المعروف بينا يارب..... عن إذنك أنا دلوقتي ويومين كده وهبقى أعدي عليك هنا في المحل.

اومأ برأسه بالإيجاب قائلاً: اتفضلي يا بنتي مع السلامة، انصرفت من أمامه وبصره يتابعها قائلاً لنفسه: والله وكبرتي وبقيتي شايلة مسئولية أكبر من سنك.... لكن معلش أوقات كتيرة الزمن بيحكم علينا إننا بنكبر قبل الأوان.

عادت إلى منزلها المتوسط الحال في الحارة الشعبية التي تقطن بها منذ ولادتها.... استقبلتها شقيقتها الصغرى داليا قائلة بتساؤل: ها عملتي إيه مع المعلم حسان.

جلست على الأريكة القديمة خلفها قائلة بفرحة: في الأول أتردد وبعد كده قالي يومين وهيرد عليا....

تهلل وجهها بسعادةٍ وأمل قائلة بلهفة: طب كويس مادام قال كده يبقى هيوافق إن شاء الله...

شردت بذهنها برهةً قائلة بخفوت وأمل: ياريت يا داليا خليني أكمل تعليمك إنتِ واخوكِ محتاجين مصاريف كتير أوي ولسه كمان أخوكِ هيبتدي دروس الثانوية العامة السنادي....!!!

اقتربت منها داليا وربتت على كتفها بحب قائلة: انا مقدرة إن الحمل عليكِ لوحدك بس متقلقيش أنا ممكن اشتغل وأساعدك بعد الكلية.

رمقتها بغضب شديد قائلة بحدة:- لأ طبعاً إنتِ هتكملي تعليمك وخلاص ومتدخليش في أي حاجه تانية خالص فاهمه.

هزت رأسها بالموافقة قائلة بتوتر: أنا آسفه مقصدش أضايقك.... ويالا بقى تعالي كُلي أنا طبختلك النهاردة بامية اللي بتحبيها.

مر اليومان وذهبت قمر إلى المعلم حسان في محله القريب من مسكنها.....الذي أبلغها بموافقته لكن بشرط واحد لا يقبل المناقشة...

قائلاً بحزم: الشرط ده لازم ما دمتي هتشتغلي معايا في النقاشة لازم توافقي عليه مادام مُصره على الشغل.

انعقد حاجبيها بدهشة قوية قائلة بتساؤل واهتمام: شرط إيه ده يا معلم اللي لازم أوافق عليه وأنفذه....؟

#صبي-نقاش

اتمنى تعجبكم وتقولوا رأيكم فيها بصراحة يالا مستنية أرائكم الجميلة اللي بتسعدني كتييييير جدا.


بقلم الكاتبة
يمنى عبدالمنعم

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 23, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

صبي نقاشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن