..

2.2K 52 0
                                    

كانت عيناها توحيان باستغراب في التفكير حين عادت الى قاعة الجلوس لتقابل بنظرة مبتسمة من أمها, وهي تبادرت قائلة:
" أعرف أنك ستوجهين سؤالا لامناص منه, وسأوفر عليك العناء.. أنني أميل اليه.. كثييرا جدا."
فتحولت ليلي الى أبيها تسأله:
" وأنت؟"
قال جون ديرموت وهو يهز رأسه مقطبا نوعا ما:
" رجل بديع لا أتمنى سوى أن أتأكد من أن الامور ستنتهي خير انتهاء بالنسبة لستيلا وبروس."
فسألته وهي تحرص على الا يبدي صوتها الفضول العادي:
" ولم لا؟"
قالت مرغريت:
" أننا لم نصارحك من قبل, ولكنا غير مطمئنين قليلا حينما خطبت الى بروس."
فعادت ليلي تتساءل:
" من حيث؟"
فقال أبوها:
" لقد قلتها مرة من قبل , حين فسخت الخطبة... أنه ضعيف, يريد الاتكال على الناس."
فقالت:
" لم ألاحظ هذا أبدا."
قالت أمها:
" أنه شيء متوار, تحدسينه أكثر مما تعرفينه عن يقين. لهذا دهشنا حين قيل أن ستيلا وقعت في هواه."
فقالت جولي:
" لعله دبر هذا اصطناعا."
فبادرت ليلي باندفاع غير أرادي وهي تتذكر ما رأته حين فتحت باب قاعد الجلوس بهدوء:
" كلا... أعني أن هذا شيء سمعت ستيلا تقوله."
وأذ نظروا اليها في تساؤل لم تشأ أن تذكر لهم السبب الحقيقي فيتأكيدها وقالت:
" لم أشك في البداية ولكن الامر تجلى لي فيما بعد."
علقت ججولي:
" هذا غريب حقا, عندما يفكر المرء فيه... ما تصورت قط أن ستيلا قد تود الزواج من شخص مثل بروس ولكن قد يكون هذا رد فعل لما تلقاه من الرجال الذين تمثل معهم."
وأضطرت ليلي لأصطناع ابتسامة واهنة, وهي لا تدري ما يدعوها لتقبل هذه الملاحظات عن بروس وهي ساكنة النفس. ومالبثت أن قالت:
" أعتقد أنه عادي... والامر كما قلت رد فعل من ناحية ستيلا ولكني أثق بأن كل شيء سيبتهي الى خير نهاية."
وفكرت كيري مكتئبة:
" سينتهي الى خير نهاية لستيلا فهكذا حظها دائما."
يبدو أن فكرة صغيرة, غريبة, خطرت لها في تلك اللحظة.. كان من المؤسف أزاء الاداء الذي مثل به رويز آلدوريت دوره في ذلك اليوم الا ينتهي الزواج الى زواج حقيقي. أذا كان الرجل الذي رأوه في ذلك اليوم هو رويز آلدوريت الحقيقي, وليس مجرد ممثل فقد داخلها شعور بأنه كفيل بأن يفوق بروس بكثير في أسعاد ليلي.
ابتسمت مرغريت فجأة في تخابث وقالت:
"أليس صاحبك رويز فارساً أسبانيا عظيماً حقا؟"
فتضرج وجه ليلي وقالت:
" نعم, أراه كذلك. الواقع أنني ما لاحظت هذا من قبل. لقد أعتاد... أن يكون باردا متباعدا منطويا, حتى أك لتنسين أنه نصف أسباني."
فأبتسمت جولي قائلة:
"أراهن أنه يدعك الآن تنسين هذا."
ماكان من سبيل لتفادي حمرة الخجل وهي تتذكر الدفء الذي كان في عينيه السوداوين, والذي كان أبعد الأمور عن التوقع. وتساءلت كيري وهي ترمقها:
" أصحيح هذا؟"
والتقت نظراتهما فابتسمت ليلي ابتسامة ضئيلة وقالت: "لن أتكلم!"
ولكي توقف تدفق الاسئلة أرتهم اخيرا خاتم الخطبة. وكانت حتى تلك اللحظة تبقي يدها متوارية لسبب لم تدر كنهه وهي خجلى مترددة. وصاخت جولي في أعجاب ردده الأخرون وهم يتأملون الحجر الياقوتي المربع والحجرين الماسيين الدقيقين اللذين أحاطا به.

14 - الزواج الابيض - نيرينا هيليارد - عبير القديمة ( كاملة )Where stories live. Discover now