داسين |3|

9 1 0
                                    

                                                                                            داسين

أمي كم بقي عن تحضير الأكل فأنا أكاد أموت جوعا ، تقرصها أمها السيدة ساليس من وجنتيها :" للتو أكلتي وجبتك ووجبة ابن عمك توزر ماذا عساي أن أفعل إن كان داخلك وحش لا يشبع ،تنهدت لتكمل توصل خالتك تانيلا سلامها وسلام ابنها ماسين "

_حسنا لا أريد الأكل لقد شبعت للتو، بعد سماع اسمه ، صحيح أمي لازلت لا أعلم لماذا لا يمكن للأبناء اختيار اسمهم الخاص الم يكن أفضل أن يكون اسمي تانارا أو تولزا على اسم داسين الذي يبدو أن خالتي تعمدت أن يطابق اسم ابنها المعاق فكريا "

_"للمرة الألف أخبرك أن اسمك من أعرق الاسماء وللمرة الألفين أخبرك أن عرفنا يقتضي ذلك ، فتشابه الأسماء بين الزوج والزوجة يعني حظا أوفر لكليهما، تنهدت و سحابة حزن غشتها وأكملت وسط حزنها _ لا أعلم حقا إلى أي بلاد حملت يا ابنتي

_" بربك يا أمي ألا زلت تذكرينها ألا يكفي العار الذي سببته بطيشها فلتذهب إلى حيثما تريد ، طالما ارتضت لنفسها الابتعاد عنا فلا أحد سيمنعها من ذلك ، هي من اختارت العيش مع قاتل أخيها الوحيد ، لا وتدافع عن الأمر كأنه قتل ابن جيراننا وليس شخصا من دمها ولحمها ..."

_"كأن ابن جيراننا من حجر ، لو سمعك أحد الجيران لأمطرك وابلا من الشتائم ، وكما تعلمين لا أحب الحديث في مواضيع غيبية فنحن لا نعلم حقيقة الأمور ، عل قتله كان خطأ ،كما أخبرنا "

_"وأنتم صدقتكم الأمر ، لو وضع يده في الجحيم ، لم أكن لأصدقه ، عينه تشي بما هو أعظم "

ماسين

_"متى سننتهي من هذه الأعمال يا أبرانيس ألا ترى أنك أجهدت الشباب بما لا يطيقون أكثر من اللازم "

_" و ألا ترى أنك ناديتني من دون صيغة احترام فانا سيدك يا أجرب ، كما أنني لم أجبرك ولا حفنة الكسالى الذين معك على العمل في بناء هذا المسجد "

_هيا واصل العمل يا صديقي ولا تكترث لما يقوله ، ففي النهاية لا أنا ولا أنت نستطيع إسكاته "

عرفت صاحب الصوت ،فاستدرت بحماس لمصافحته :_"منذ متى وأنت هنا أدريان، وكيف كانت رحلتك ،سمعت أن الثلوج والعواصف شملت كل ربوع الجنوب ، للحد الذي ظننت أنك ، حملت مع السيول لبلاد العجائب "

سمعهم أبرانيس ،ولحبه الشديد في تخريب الأوقات الممتعة ،سيقاطعهم بعد أن عصر اخر قطرة نيكوتين من سيجارته

_ : ما بالكم تقفون دون عمل ، كالعزى واللات ، هيا فليذهب كل منكم إلى عمله

وأشار لأدريان ،:وغير من صيغته ليبدو أكثر مهابة

"ما رأيك يا أدريان أن نحتسي كوبا من الأعشاب من يد والدتك و نتحدث قليلا بشأن ابنتي "

احمر وجه أدريان ونظر لوجه صديقه لينقذه من هذه الورطة ،فما لمح غير ابتسامة ،على وشك أن تصبح ضحكة مدويا تهز ،أركان القرية "

_أأجل يا سيد أبرانيس ،كما ترى للتو قادم من رحلة شاقة ،لنؤجل أمر الشاي لاحقا ،حاول كتم صوته وموضوع ابنتك للأبد "

لعنة الثأرWhere stories live. Discover now