~فارق~

500 22 4
                                    

لقد كان فقط يقوم بإسعاد كلّ من حوله كأنّه الشّمس اللّتي وجدت لتشرق دوما ولكن بحدود فالغيوم والعواصف سوف تجعله شفّافا وكذلك ظروفه القاسية اللّتي يعلم بها الكثير ولا أحد يعطيه ذلك الدّفئ أو يلوّن حياته ما عداها.

"صباح الخير جونغوو."
ألقت التّحيّة بإبتسامة مشرقة كالعادة.

"صباح النّور يومي.كيف حالكي اليوم ؟"
أردف وهو يبادلها.

"أنا من عليّ السّؤال عن حالك.هل وجدت عملا؟"
سألت يومي وهي تضع فطور الصّباح فوق عجلة جعلها جونغوو طاولة.

"ليس بعد، أنا لازلت صغيرا في السّنّ وليس لديّ شهادة تخرّج كما أنّ إصلاح الأشياء يكفي بالغرض."
أردف شبيه الجراء وهو يتناول الطّعام اللّذي قدّمته له يومي.

دو يومي فتاة ثريّة تعيش وسط مدينة سيول الضّخمة ولكنّها تأتي إلى هذا الحيّ الفقير لتقابل كيم جونغوو الفتى اللّذي أنقذها من الغرق قبل سنوات.
في ذلك الوقت كان يعيش رفقة والدتهم في كوخ متكوّن من غرفة واحدة لكنّها توفّيت قبل سنتين فبقي الفتى وحيدا.
هو يبلغ الثّالثة والعشرين من عمره لكن لا عمل يقوم به سوى إصلاح الأشياء القديمة للنّاس.

"جونغوو لما لم تقبل بالعمل عندنا كسائق؟"

"لا أريد أن أثقل عليكي.يكفي أنّكي تحضرين لي طعاما كلّ يوم.قمتي أيضا تحضرين لي هدايا وأنا لا أجد أيّ مكان لوضعها حقّا."
أضاف جونغوو وهو يفرك مؤخّرة رأسه بإحراج.

"لكنّك تحتاج العمل؟"

"سأفكّر في الأمر"

"أرجوك توقّف عن ذلك.أنت دوما ما تقول نفس الشّيء كلّ مرّة أجد لك فيها عملا!"
صرخت بحزن في وجهه.

"آسف حقّا يومي.لا تنزعجي من الجرو وو سوف يكون فتى طيّبا ويقبل."
قال الأخير وهو يعانقها بقوّة.

"حسنا.إتركني الآن.جهّز نفسك لنذهب."

قام جونغوو بإرتداء ثياب أهدته إيّاها يومي في عيد مولد وهي عبارة عن هودي باللّون الأصفر، جينز فاتح وحذاء
رياضيّ باللّون الأبيض.

"أنت تبدو لطيفا جدّا!"
صرخت يومي بإعجاب.

"أنتي تخجلينني."

"لكنّها الحقيقة.لنذهب الآن."

ركب كلاهما سيّارة الأجرة ليتوقّفا بعد دقائق أمام منزل ضخم قد جعل فم الشّابّ مفتوحا.

"تفضّل معي."
طلبت يومي من الأكبر ليتبعها.

فتحت الخادمة باب المنزل ليدلفا للدّاخل وجونغوو مصدوم من مظهر المنزل الدّاخليّ فقد بدل كمتحف بالفعل وهو لم يرى مكانا كهذا منذ أن ولد.

"جونغوو، لا تنبهر كثيرا بجمال وسحر البيت لأنّك أكثر سحرا منه."

"يومي، ماذا قلتي؟"

"قلت أنّك ساحر أكثر من بيتنا.هل هناك خطأ؟"

"لا، لا شيء."

                          ____

تمّ قبول جونغوو للعمل بالفعل كسائق لدى عائلة يومي لكنّ والدها لم يكن يحبّ تواجده حول إبنته لأنّه ليس من مستواها كما يعتقد.

"يومي، أعتقد أنّني سأستقيل."

"لماذا؟هل حدث شيء؟"

"لا أشعر بالرّاحة بين الأثرياء."

"لا تعتبرني كشخص ثريّ فأنا سوف أترك كلّ الأموال في سبيل..."

"في سبيل ماذا؟"

"لأنّني...أحبّك."

"ولكن يومي، أنا لا أملك بيتا، لا سيّارة أو عملا مستقرّا.لماذا؟"

"هل تريد أن تردّ الحبّ بالمال؟ لايوجد حبّ بالمال.أنا أحبّك أنت ولا يهمّني أين أعيش."
صارحته يومي بإنكسار لتذهب وتضمّه بلطف حتّى بادلها.
لكنّ لحظتهما السّعيدة لم تدم طويلا.

"يومي! إدخلي.لديّ كلام مع قليل الأدب هذا."
صرخ السيّد كيونغسو على إبنته.

"لا تفهم الأمر بالخطأ أبي."

"أنا فهمت ما يدور هنا.إصعدي لغرفتكي."

شعرت يومي بالحزن لتنفّذ أمر والدها وهي تنظر بنظرات منكسرة نحو جونغوو.

طرد السّيّد دو جونغوو من عمله وحرم إبنته من رؤيته.
إستمرّ ذلك لمدّة شهر أو أكثر حيث فقدا جميع سبل التّواصل.

                       ____

"جونغوو! هل جننت؟"
صرخت يومي على الشّخص اللـذي يقود بغضب.

"يومي، كيف تحمّلتي العيش هكذا معهم؟"

"لقد عشت حياتي هكذا."

"لن تعيشي هكذا بعد الآن.لأنّكي ستعيشين معي."

"ولكن أبي..."

"بلا لكن.والدكي سوف أقنعه.لقد إكتشفت أنّ لوالدي أملاكا ولديّ الحقّ في نصفها.سوف تكونين مرتاحة."

"لا يهمّ المال والأملاك.أنا حقّا أهتمّ بك أنت فقط."

إبتسم جونغوو ليقوم بالعودة بسيّارة والدها نحو بيتها فهو قد قام بإختطافها من المنزل كالأحمق.

                          ____

"أخيرا نحن معا!"

"أجل يومي وسوف أبقى معكي ومهنتي ستبقى كما هي.الأهمّ هو سعادة من حولي وليس المال."

"هذا كلامي سيّد جونغوو!"

"لا تغضبي سيّدة كيم."






إنتهى 🚶🍀
أرجو أنّه مقبول 🌱
إمتحاناتي تبدأ غدا 🌞🌻🚶
إعتنوا بأنفسكم 🍀

Nct land Where stories live. Discover now