18_Welcome in Japan

2K 143 18
                                    

في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل تقترب من الثانية فجرًا، بين ناطحات السحاب التي تملأ المدينة و سكونها من صوت السكان عدا من بعض الزوار الذين يرغبون بإستكشاف معالم عاصمة اليابان "طوكيو" و بكل تأكيد لا تخلو من ضجيج تلك الزقاقات و الأحياء التابعة لمافيا "الياكوزا" أقوى عصابات المافيا دوليًا

تطلعتْ ماريا و هي تضع رأسها فوق ذراعها المثنية على نافذة السيارة إلى هذه المدينة، من بناياتها الشاهقة إلى نقاء زوايا الحي، تثأبت بتعبٍ و أغمضت عينيها سائلةً
- ألم نصل بعد؟!
همهم لها أيس الذي يتكلف بالقيادة نافيًا فبرزت شفاهها السفلية بعبوس و تنهدت، ألقى عليها نظرة خاطفة ثم تحدث بعد أن أحس بتعبها
- لا بأس بأن تأخذي غفوةً قبل وصولنا
همهمت بتعبٍ ثم سألتْ و هي تعدل رأسها فوق ذراعها
- هل البيت بعيد؟
- لن نبيت هذه الليلة في البيت، سنبيت في فندق
فتحتْ عينيها و بحلقتْ فيه بأعينٍ أنهكها السفر و الركوب الطويلة في السيارة و قالتْ بنوعٍ من الدهشة و الإستغراب
- فندق! لِما ما خطب البيت؟!
مد أيس يده لينعطف لليمين مفسرًا
- البيت ما زال بعيدًا عن هنا و أنا منهك، و أنتِ كذلك، لذا من الأفضل إكمال السفر غدًا
همهت بفهمٍ و عادت لإغماض عينيها لعلها تأخذ بعض الراحة

بعد عشر دقائق وصل أيس إلى إحدى الفنادق التي كان قد حجز فيها مسبقًا عن طريق إتصال فقط و بكل تأكيد هذا الفندق ليس للناس العاديين بل هو خاص برجال الأعمال و أصحاب السلطة و القوة و من أهمهما رجال
عصابة الياكوزا

ترجل من السيارة و على وجهه إبتسامةٌ واسعة بعد أن أدرك ماريا نائمةً فإتجه نحوها و حملها على ظهره ليتجه إلى الداخل تركًا حقائبهما في السيارة التي قدم مفاتيحها للسائق الخاص، طلب مفاتيح غرفته و صعد إليها حارصًا على عدم إيقاظ تلك التي تحرق رقبته بأنفاسها

وضعها على السرير و غطاها ثم إبتعد ليتجه إلى الحمام، أخذ حمامًا دافئًا ليرخي أعصابه و يسترخي بعد الساعات الطويلة من السفر و التنقل
خرج بثوب الحمام و توقف أمام إحدى المرايا ينظر إلى نفسه، بين ليلةٍ و ضحاها أصبح مسؤولًا عن تدريب فتاةٍ و إيصالها للقمة، في نهاية المطاف عيَنُه القدر هو ليدمر براءته بيديه، ليشاهدها و يدفعها يوميًا لتفقد طفولتها و تقتل مشاعرها و أحاسيسها فقط لتعلو أكثر، أكثر ما يحبه فيها سيدمره بيديه، روحها الصافية ستُلوث على يديه، ما شأن القدر معه؟! لِما يحب دائمًا جعله الخاسر في كل لعبة؟! ما إن يربح لأيام حتى يخسر لشهور و سنوات!

زفر بإنهاكِ و قد شعر بأنه يقاوم النوم بصعوبة، فإرتدى ملابسه بسرعة ثم إتجه إلى السرير الأخر فنام بعد دقائق

•••

أشرقتْ الشمس و حل الصباح و تململت معه ماريا بعد أن سمعت صوت السيارات و غيرها دليلًا على إكتضاض المدينة، فتحت عينيها فتقابلت مع سريرٍ مخربٍ بجانبها، ليس مخربًا بدرجةٍ كبيرة و لكنه دليلٌ على أن هناك من نام هنا، رمشتْ عدة مرات ثم جلستْ تمدد عضلاتها و جسدها في حين تطلعتْ للغرفة التي كانت تحوي سريرين منفصلين بينهما طاولةٌ صغيرة، في الجهة اليمنى بابٌ يبدو أنه يأخذ إلى الحمام بينما تحتوي الجهة اليسرى نافذةً تُمكنك من رؤية كل المدينة، تنهدتْ بعبوسٍ حين لم تلمح أيس و يبدو أنه غادر باكرًا للغاية لذا أبعدت الغطاء عنها ثم مدتْ يدها لهاتفها لترى كم الساعة فوجدتها الثامنة و النصف و وجدت رسالةً كذلك، إستغربتْ عند هذه النقطة لأنها لم تتلقى يومًا رسالة في هاتفها، أساسًا لدرجة عدم إستعمالها له تنسى وجوده في بعض الأحيان

Mafia's inferno ⚜️ "2"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن