3⃣ زمار هاملين.

32 16 9
                                    

(الوحوش حقيقية) قال ستيفن كينغ. ( والأشباح حقيقية أيضًا. إنها تعيش بداخلنا، وأحيانًا تنتصر علينا.)
-أسباب للبقاء حيًا/ مات هيغ.

صوت الناي أيقظني من نومي مجددًا، وجدت نفسي أتبعه مرة أخرى، توقفت لبرهة للتأكد من أنني لست أهلوس، سددت لكمة نحو الجدار بأقصى قوة ممكنه، شعرت بارتطام يدي بالجدار وصرخت خلايَا يدي ألمًا نتيجة الضربة، إذا استمر عزف الناي سوف أجد نفسي بدل أن أقدم المساعدة إلى أمي حتى تشفى من وعكتها يحصل العكس وأصاب بالجنون، قررت حسم الأمر وتتبع الصوت حتى أبرهن لنفسي أنني لست مجنونة، ارتديت معطفًا فوق ملابس النوم وحملت مصباحًا يدويًا من المخزن وخرجت من المنزل بحثًا عن مصدر ذلك العزف، أصبح الصوت أكثر وضوحًا مشيرًا إلى إقترابي من وجهتي، كان ذلك المعبد المشؤوم قابعًا أمامي، استجمعت شتات نفسي وتقدمت بِضع خطوات نحو الدرج، قفزت فكرة العودة إلى المنزل أمامي فجأة، داخل رأسي احتشدت سلسلة من المواقف التي تبدو وكأنها قد خرجت حديثًا من فلم رعب، سفاح يعيش داخل المعبد ينتظرني حتى يفتك بي، شامان سوف تقدم جسدي كقربان لروح شريرة تعيش داخل المعبد، ربما لا يوجد شيء من هذا القبيل، ربما تكون أحد العجائز التي تستخدم حجرة في المعبد كمكان لممارسة هوايتها، بأيدي مرتعشة فتحت باب المعبد، وقف فتى يرتدي قميص أبيض ناصع، بشرة حليبية  اللون لمعت تحت أشعة القمر القضية، لم يتوقف عن العزف، ولم يعرني  أي إنتباه، وقفت مشدوهة بجمال اللحن وجمال الشخص الذي يعزف اللحن، توقف عن العزف فجأة وإتجه نحوي، تابع سيره حتى مرّ بجانبي قاصدًا الخروج من المعبد بينما كنت أنا جامدة في مكاني، لم أستطع الحراك، وقف بمحاذاتي وقال:

" شكرًا على تحريري  من هذا المكان البائس".

سمعت وقع خطواته وهو ينزل درج المخرج ثم قال:

" سوف نلتقي قريبًا".

انطلق صوت من داخلي لكنه ليس أنا، كان أكثر شراسة مني مع نبرة غضب تغلف حروفه" الراهب.. يقطن في معبد في الجبال، يبعد 1000 كيلومترًا عن موقف الحافلات الجنوبي، تكفل بأمره وأنا سوف أجهز كل شيء لعودتك".

لا يوجد شيء جيد أو سيء، ولكن التفكير يجعله يميل إلى أحدهما.
-هاملت.

دفع الباب بكفّيه بقوة و ودخل إلى الغرفة باندفاع.

" مرحبا أيها الراهب".

الرجل الأصلع تجمد في مكانه على نفس الوضعية، كان جالسًا واضعًا ساقيه أسفل جسده ويديه فوقهما، فتح عينيه ثم وقف ليواجه ضيفه.

" كيف أستطيع مساعدتك؟ هل أنت هنا من أجل الإقامة أو من أجل الصلاة فقط، أم أنك تريد مقابلة الراهب الأعلى من أجل موعضة".

لحنٌ مَحتُومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن