تأملات نثرية

تأملات 2

لم اعد ارغب في الكتابة ...

فقلمي اصبح خطه قبيحا

والاوراق باهتة ينقصها الامل ...

والقلب اصابه الصدا فالاجواء يخيم عليها كم هائل من الملل والالم

وفي هذا الشهر خرجت عبارات شتى تلعن هذا الشعور في الفراغ

والشعور في ضياع الهدف وضيق العيش والصدر...

وقلة الخير ... وانانية البشر...

فلقد اشتقنا للمحبة والدفئ.. فالبرد الداخلي بدا يفتك بالروح قبل برد الشتاء

وقبل نزول زخات الشتاء وبلورات الثلوج..

وعلى الالسنة تترد ذكريات الايام الماضية والاوقات السابقة...

لحظات اجتماع الجميع

ليصيغي للمرة الخمسين لقصة تلك الجدة او لمثلها الشعبي القديم

لمجرد انه في كل مرة تقوله تشعر وكانه المرة الاولى على سماعه انت و الجميع... اشتقنا لذلك البيت الصغير الجميل الذي كان يضمنا بعددنا الكبير

وضقنا ذرعا بهذا البيت الكبير

الذي كلما كبير ضاق فينا وما كان لنا واسع...

اشتقنا لذلك الزمن الجميل

الذي لم يكن فيه هاتف ذكي يجعل من الجميع شخص غبي

فنحن نعيش في حقبة الهواتف الذكية ولكننا اصبحنا مجموعة غبية...

اشتقنا لذلك الوقت الذي كنا نجتمع فيه بدون سبب

وليس لوجود مناسبة سعيدة كانت ام تعيسة...

اشتقنا لزمن لم تعد فيه العلاقات والمصالح تسير في خط واحد...

اشتقنا لتلك الايام التي كان فيها المعلم شخص مهم في حياة الطالب

يقدم له الاحترام والتقدير...

والمعلم يقدم الرعاية ويبذل كل ما في وسعه

ليسير الجيل القادم على طريق صلب جامد...

اشتقنا لزمان لا تكون فيه النقود هي التي تسير هذا العالم ...

اشتقنا لذلك الوقت الذي كان فيه ارضاء الآخرين امر غير مستحيل...

زمن لا يسوده الغلاء.. او الحروب والكساد

.. اشتقنا لتلك السنين التي ايامها لا تغادر هباء ولا تركض مسابقة الثواني

لسنين تملاها الضحكات... اشتقنا لاناس لم يعودا من السكان ...

رحلوا الى مكان افصل من هذه البقاع..

نشتاق لان يكون القادم اجمل والحاضر علينا ارحم..

والناس ببعضها ترفق... ولاحبائها ان توصل...

ولغيرها بالمساعدة اقرب ... ولحياة اجمل.....