《CHAPTER 1》

91.3K 2.3K 311
                                    








................

إنها السابعة صباحًا ، الوقت المفضل لديها في اليوم. الرياح الباردة تضرب وجهها بلطف ، زقزقة العصافير هو الشيء الوحيد الذي يُسمع حينها، سيجارتها الوفية لا تفارق أصابعها مصحوبة بفنجان قهوة بينما تجلس على الشرفة كالعادة ،وتنظر إلى الشارع الذي لا يزال مهجورًا وهي تتأمل شروق الشمس في جو هادئ يهدئها ويخيفها في نفس الوقت.

ألقت نظرة سريعة على ساعتها التي كانت تشير إلى السابعة والنصف ،ثم أطفأت سيجارتها الثانية واندفعت إلى غرفتها لإرتداء حذائها الرياضي ثم ربط شعرها الأسود الطويل بلا مبالاة لتلتقط حقيبتها المدرسية من على السرير.

بعدما أصبحت جاهزةً،خرجت راكضة في السلالم تقفز درجتين درجتين ، لتجد والدتها في غرفة المعيشة التي كانت تنظر إليها في حالة من اليأس ، وهي تهز رأسها من جانب إلى آخر.

-"ماذا فعلت لأحصل على فتاة مسترجلة" ،تمتمت لنفسها كالعادة تشتكي من ابنتها ، قمصانها ذات الحجم الكبير والسراويل الواسعة يجعلانها تيأس من شكل إبنتها أما بالنسبة إليها فهي امرأة تبلغ من العمر الثالثة والثلاثين عامًا فقط، أنيقة للغاية ترتدي دائما تنورات قصيرة ،كعب طويل وتضع الكثير من مساحيق التجميل الذي لا يزيد على جمالها شيء ،باختصار إنها جميلة جدًا لدرجة أن ابنتها تشعر بالغيرة منها أحيانا.

-"أنا ذاهبة أمي"
تحدثت إيسلا مقبلة خد أمها بقوة مما جعل الأخرى تضحك .

-"أراك لاحقًا صغيرتي"
أجابت هانا بعد أن قبلت خد ابنتها هي أيضا قبل أن تغادر الأخيرة منزلهم الصغير ،منطلقة إلى الكلية ومستعدة للسير لمدة عشرين دقيقة لتصل في الوقت المحدد كما هو الحال دائمًا كونها تكره التأخر وجذب انتباه الآخرين.

هرعت إلى قاعة درسها، إنها سنتها الأولى في الطب واليوم هو يومها الثالث في الفصل ، ما زالت متوترة تمامًا ولاتعرف أحداً حتى الآن فهي في الأصل تحب البقاء وحيدة في زاويتها.

بدأت القاعة تمتلء شيئًا فشيئًا ليدخل أستاذها بعد خمسة عشر دقيقة متأخرًا ...

تركز إيسلا على أول حصة أحياء لها أو بالأحرى تحاول التركيز وهي تجوب أنظارها حول القاعة القديمة ، الجدران الرمادية ذات صباغة مقشرة تجعلها تشعر بالغثيان ، والنافذة الصغيرة تخنقها ، كل هذا لايحفزها أن تستمر في هذه الكلية.

لم تكن إيسلا ترغب أبدًا في الدراسة في هذه الكلية ، لكن لا بد لها من ذلك كونها ترغب دائمًا في دراسة الطب، أمها لوحدها لا تستطيع تحمل تكاليف أفضل كلية طب في المدينة ، وعملها الجزئي بعد الدوام كنادلة لا يساعدها حقًا لكنها لا تشتكي أبدا ، متحملة كل شيء بعد وفاة والدها قبل ثلاث سنوات ، تمكنت من إيسلا من النهوض مجددا بفضل أمها وتجاوزن المحنة المؤلمة معاً...

اَلًَّْرّجُلْ اَلْمحَرَّمْWhere stories live. Discover now