جَمَـــال

الأول والأخير

ماهو الجمال؟

كانت تسير في الحديقة العامة وتفكر في هذا السؤال الذي دائما ما يطرق باب أفكارها ولا تجد له جوابًا عدى عن أنه مجموعة من المعايير التي وضعها شخص ما او بضع لكي يخلق فتنة في المجتمع

فتنة كل مسارها هو جعل الأشخاص الخارجون عن هذه المعايير يعانون من قلة الثقة بالنفس ، الشكل وحتى الجسد!

لهذا ، أليس من المفترض أن لا يهتم الجميع بهذه المعايير السخيفة

لكي تجاوب على هذا السؤال الأخير اضطرت أن تنظر للجميع في الحديقة

كانوا مختلفين ، لكل منهم ملامح مختلفة ، ملابس مختلفة ، وحتى شخصيات مختلفة

لكن أغلبهم كان يجمعهم شيء وحيد مشترك ، الحرص على جمالهم

أو بأسلوب آخر ، حريصون على إبراز المعايير التي وضعها المجتمع

وإن لم يمتلمونها ، يجمعون أموالهم ويذهبون إلى أحد أطباء 'التجميل' كي يحصل عليها

وجدت معايير عديدة اِمتلكت بعضها وآخر لم تمتلك ، لكن أهذا بالضرورة يعني أنها بشعة لكونها لم تولد بها؟ ، أهي مهمة حتى تجعلهم يتهاتفون للقيام بعمليات كثيرة ، مثل إدخال سكين وإبرة في الأنف لتقوم بنزع الغضاريف من منشئها ثم قطع قطعة اللحم السفلية وتمديدها فقط لكي يبدو أنفك مرفوعا ، مستقيما أو صغيرا ، وأشياء أخرى

حسنًا ، لربما هذا ضروري ، لكن ، ما الفائدة من تطبيق وجهات نظر بعض الأشخاص نحو مايرونه جميلًا فيما يخص وجهك وما يخص حتى ملابسك التي أمست مواقع التواصل الإجماعي تحددها

كيف؟ لأن أحد المشاهير اِرتداها

أليس أن ترتدي قطعة صوف تقيك من برد الشتاء أهم من أن ترتدي قطعة شانيل غالية وبالنهاية لا تقيك من برد الشتاء القاتل ؟

أوقف تفكيرها صوت طفل صغير لا يتجاوز الخمس سنوات يهتف بصوت عالٍ لفتاة بمثل سنهم "حركي مؤخرتكِ الصغيرة واِبتعدي من هنا ، كرة القدم ليست للفتيات" وضحك الأطفال وراء كلامه

"ياللهول ، أصبحت مثل هذه الكلمات الغير لائقة"

اِنتفضت من كلام الشاب الذي كان يتكلم بجانب أذنها لكنَّها سرعان ما تداركت الموقف لترد عليها

"ماهو الغير لائق في هذه الكلمة؟ ، هي تسمية لعضلة هيكلية عند انقباضها تمتد العضلة الأمامية للفخذ والعكس عند تمددها ، باختصار هي عضلة هيكلية وظيفتها الأساسية هي الحركة والحفاظ على توازن الجسم ، أما الغير لائق فهو فقط أفكار البشر وموروثاتهم ، تخيل فقط أن الإله خلق شيئا ليصبح غير لائق في أحد الأيام! "

قطب الآخر حاجبيه "إله؟ لوهلة خِلتك ملحدة من كلامك في البداية ، تعلمين ، العلم وماشابه "