سَبعةَ عَشر؛ المعركةُ الأخيرةُ.

33 18 16
                                    

« إلىٰ أمِي.
الحَرب.. لَا يُستهانُ بهَا أبدًا، فَقد خطفَت أروَاحًا، شَردت أرواحًا، عَذبت أروَاحًا و أخَافت أرواحًا.. ظَالمةٌ هيّ.
فِي المُقابل نتَائجُها لَا تُفرق بينَ صغيرٍ و كَبير، غنيٍ و فَقير، ظَالمٍ و مَظلومٍ.

وَ لَا زَال العَالمُ يرىٰ نَتائج الحَرب وَ مَع هَذا الجشعُ طاغٍ فِي نفوسِهم، ألَا يُؤمنُون بأنَ الدُنيا زائلةٌ وَ نهَايتهُم المَوت؟.
البشرُ حِكايةٌ آخرىٰ.

أمِي، أكتُب لكِ هَذه الرِسالةَ بَينمَا تفصلنِي عَن معركةٍ كبيرةٍ ساعاتٌ فحسب، حررنَا عِدةَ مَناطِق بِنصر اللهِ لنَا و إنّي سأعُود بإذنِ اللهِ لِنقيمَ عيدًا بتحررِ البلَاد!.
و إن لَم أعُد… رجاءًا لَا تَحزنِي فأنا بينَ يديّ اللهِ.

لَا تقُولي بأنِي صغِيرٌ فوَالدِي مَات صغيرًا، لا تَقولِي تركَ زوجتهُ و إبنهُ خلفهُ فأبِي فعلَ ذلك!،
وكَذلك كَما سمعتُ مِن رِفاقِي هُنا أنّ أحدهُم تَرك زَوجتهُ و أطفالَه الخمسة.
الآخرُ تَرك والدَتهُ المَريضة خَلفه و قَال
" تَركتُ البيتَ و لستُ خائفًا فالجنةُ بإذنِ اللهِ أمامِي."
سُئل كيفَ تَثقُ بذَلك؟.
فقالَ : تَركتُ جنةً تدعُوا لِي، وَ جنةً أمَامِي قد أذهبُ لها."

لستُ أنا فقطَ مَن سَيموتُ فِي النِهاية! فكَل رَسائلِي هَذه تشرَح حياةً مُعتادةً فِي بلَاد العَرب!.
كُل يُريد الحُرية وَ كُل يحاربُ لوطنهِ لِذا لَا فَرقَ فَكُل مَن سَيمُوت هُنا شهِيد.

رَسائلِي رَسائلُ شَهيدٍ فِي النهَاية، حِكايتي التِي بدَأت برصَاصةٍ ستنتَهي كذلكَ برصَاصةٍ!.

خِتامًا آسفٌ يا عَزيزي عُمر لترككَ وحيدًا، إعتنِ بوالدتكَ جيدًا و كُن رجلًا يُعتمدُ عليهِ، وَتين حَبيبتِي كُوني إبنةً صَالحةً كوَالدتكِ.
أيّا حُبي إيمَان إصبرِي لِحُكم الله و إعتني بالصَّغيرين، أمِي و أشقائِي إبقَوا بخَير يا أعزَائي!.
كُل الحُب لكم.

- مُهند.
- الرِسالةُ السَادسةَ عشّر. »

رصاصة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن