الفصل الأخير

4.4K 180 10
                                    

نوڤيلا "الذَّئْبُ العَاشْق"
نوڤيلا تكميلية لسلسلة قَسْوة الذَّئْبُ العَاشْق

"الفَصْلُ السَّادِسُ"
-الأخير-

لم يتحمل أن يظل جالسًا في مكانــه لفترة كبيرة دون أن يكون بجوارهــا، لذلك بدون أن يفكر مرة خرج من المشفى برفقـة رفيقــه، متوجهـان معًا نحو سيارة "إيهأب" حتى يلحقـا خلف سيارة "سيف النصـار"، ذلك الرجل الذي لُقب بـ فهد آل نصـار من قوتـه وجبروتـه وهيبتـه المُخيفة، لا يختلف كثيرًا عن "عزَّ الدين".

تنهد "عز الدين" بحرارة وهو يقطب جبينــه بقوة متذكرًا كلمات "سيف"؛ حينما قال برزانـة:
-إنتوا عارفين إن في قرية والدي بيحكمهـا، وصل ليا معلومات مؤكدة أن في أغراب دخلوا القرية، ومعاهم واحدة ست، وطبعًا لأنهم ميعرفوش النظام عندنـا، وقعوا في الفخ، وفي الآخر أكتشفت أنهم كانوا خاطفينهـا، خدتهـا على مصر وتحديدًا في القصر عندي، ولما فاقت، قالت هي تبقى مين وجوزهـا مين.

سألـــه حينهــا بلهجة قويـة:
-ومين إلي أتجرأ وحاولوا يخطفوهـا؟؟..

إبتسامة جانبيـة شقت شفتيـه وهو يخبره ببساطة:
-السؤال ده يتسأل لطائف، لأن الراجل ده نيتـه أنه كان يأذيـه هو، بس عشان هو عارف إنه تابعك، حب يبعدك عن طريقـه بنُقطـة ضعفك.

أغمض "عز الدين" عينيـه بعنف يكاد أن يعتصرهمـا من ذلك الغضب الذي ينهش في جسده، وما أن عاود بفتحهمـا حتى أختفى رمادهمـا وظهر ظلامهمـا المُخيف، والذي ينبؤ بالشر، سحب نفسًا عميقًا وزفره على مَهل؛ حتى يهدئ تمامًا.

توقفت السيارتان أمام قصر مهيب، ترجل "سيف" من سيارتـه وهو يشير لهمـا بهدوء وهو يقول:
-أتفضل يا عز باشا.

دخل "عز الدين" خلفــه، فـ وجده يتحرك نحو الدَرَج، صعد معهِ وقلبـــه ينبض بشدة، محاولاً رسم قناع الوجه المتحجر، ولكنه فشل في ذلك ما أن وصل إلى غُرفة، وإستمع إلى لهجة الأخير الواثقة الهادئة:
-مدام ياسمين في الأوضة دي، تقدر تتفضل.

أومئ "عز الدين" رأسـه بإيماءة خفيفة، رمقـه "سيف" بنظراتٍ أخيرة قبل أن يغادر من الرواق هابطًا إلى الأسفل، أمسك بالمقبض وأداره ببطء، فتح الباب وهو يبحث عنهـا بناظريـه وجدهـــا جالسة على الفراش جامدة.. عيناهــا تلمعان بالدموع، دنى منهــا عدة خطوات وهو يناديهــا بشوق كبير، رفعت عيناهــا الخضروتان وهي تنظر له بعتاب، ووميض الخوف قد ظهر بداخل حدقتيهـا، تحرك نحوهـا سريعًا يجاورهـا على الفراش، ثم جذبهـا إلى أحضانـــه بقوة وهو يهمس بصوتٍ مرتجف:
-الذئب خاف يا ياسمين، أنا عمري ما خوفت أد الأيام دي كلهـا، روحي كانت متعلقة ما بين السما والأرض، ومش عارف أعمل إيـه ولا كنت أتصرف إزاي، قالولي إنك موتي، وأنا مصدقتش، قلبي رفض يصدق، سامحيني.. سامحيني إني موفتش بوعدي معاكي وعرفت أحميكي، أنا آسف يا حتة من قلبي، آسف.

نوڤيلا «الذَّئْبُ العِاشق» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن