15

85 26 2
                                    

"لا أصدق أنكم اتصلتم بهاتف منزلي، ألم يعني حظركم من هاتفي الشخصي شيئا؟" همس بحدة يبعثر شعره للخلف.

– ألم يعني أننا عائلتك شيئـ
توقف الصوت عندما أبعد هاتفه و أغلق بوجه أي كان المتحدث، عائلته المزعجة لن—لم تتركه يرتاح.

أدرك الآن كيف علمت كيت بأمره، و كره عائلته أكثر لهذا، إن كان ممتنا لشيء يتعلق بهم: فهو أنه لم يحصل على اسمهم.

تمدد على أريكته لثانية قبل أن ينهض و يعبث بشعره مجددا كعادته عندما يكون في مزاج سيء. دقيقتان قبل أن يسحب نفسا عميقا مع معطفه و مفاتيح شقته التي تركها مع المبنى بأكمله.

صعد لسيارته، شغلها و لم ينتظر لحظة وهو يحركها بأقصى سرعة في الشارع العام.
يريد حادثا، ربما حينها ينام لأشهر، لسنوات، أو للأبد— يفضل هذا الاحتمال أكثر.

لثانية إليوت كان جادا في رغبته بالإختفاء. بداخله يعرف أنه غلطة ما، و أنه ليس هناك طريقة أخرى لإنهاء الأمر، لطالما حاول إنكار ذلك.

هو لم يكن خائفا من فعلها، وهذا ما أخافه.

والداه؟ والدته في عزاء أخيها لن تهتم لموت ابنها على الارجح —في الواقع يعلم انها ستنهار. اما والده قصة أخرى. سينهار نعم لكن لسبب مختلف: ابني مات منتحرا: ياله من عار.
أصدقاؤه المزيفون، مزيفون ماذا يتوقع؟

لم يعد يستطيع الرؤية أمامه، فجأة أوقف السيارة ببطء منتصف الشارع، وسط الضوضاء، صراخ الناس المصحوب بأصوات ابواق السيارات.

بنظرات فارغة انتظر وصول شرطي المرور.
وقعت عينيه على السوق المركزية جواره، وصل الشرطي لنافذته: اسمح لي ان أسأل.. هل جننت؟

كان غاضبا للغاية و لم ينعكس الامر على ملامحه الطفولية، زفر إليوت و اشار للسوق المركزية: أريد شراء بعض الحليب فحسب.

Except For Art | ماعدا الفنWhere stories live. Discover now