ذكرياتٌ متعفِنة.

23 2 2
                                    

جالِسٌ بغرفتهِ،و لكنهُ ليسَ وحيداً برفقتهِ ذكرياته،يعلمُ أنهُ دفنَ الحاجةَ للجميعِ في مقبرةٍ مليئة بجثثِ المشاعرِ تسمى قلبه،لا يكتبُ بلوعةٍ بعد الآن و حروفهُ لا تلدغُه،هو يشعرُ بأنه بخيرٍ و كلُّ الخيرِ به.
غيرَ أنَّ تلك المواقفِ و نفسهُ النقيةُ القديمةُ التي شُوّهت في عينيهِ جعلتهُ يمقتُ ما كان عليه،و يدركُ شدَّة الحماقات التي ارتكبها مُطلقاً عليها لقبَ "الحب"،حبهُ بالفعل كانَ أفلاطونياً و لكن أنسيتُم ما أول إسم يطلقُ على أيِ فيلسوف؟ "مجنون".
 

2015/03/06

"فوضويٌ أنا بدونِ عينيكِ،لا حياةَ بينَ جدرانِ خافِقي
أيا هوِيتي و وطني"

يُحدثُها بهيامٍ مانِحاً كلَّ ما بهِ من شعورٍ،فتجيبهُ هي بكلماتٍ و وعودٍ قصيرةٍ تُقسمُ على الوفاءِ بها. 

ناكيونغ:سأكونُ لك الوطنَ،سيتسِع قلبي لتفاصيلكَ التي يمقتُها العالم.

سونغوو:خائفٌ من أن لا تجِدي طريق العودةِ إليَّ إن افترقنا يوماً ما،خائفٌ من التغيراتِ التي من المحتملِ لكِ خوضها لتنسيكِ جماليةَ و عمق ما هو متكونٌ في قلبي لكِ.
حُلوتي سأعربُ عن حقيقةِ إضطرابي و ذُعري،خائف مما سأُقاسيه إذا ما غبتِ و تركتِني،وِحدتي إن غادَرتِني لن تزول و أنظاري و إن أحاطتني آلاف الوجوهِ تبقى فارغةً ما لم ألمَح ملامِحكِ"

ناكيونغ:لن أفعلَ عزيزي،أنا أيضاً غارقةٌ فيكَ.

رغمَ قِصر جوابها و مع أنهُ قد لا يفي بالغرضِ للبعض إلا أنه كفاهُ و زرعَ شعورَ الطمأنينةِ في قلبهِ،نظر إليها و كان يرى الملجأَ،و يعتبرها الحقيقةَ الوحيدة وسطَ أكاذيبٍ تحيط بهِ من كلِّ جنبٍ،نورُ ابتسامتِها يلتهمُ همومهُ حتى تختفي دفعةً واحدة،هي ليست حبيبتهُ فحسب،بل من يصبرُ لأجلها و يشقى.
-
2017/12/31
الساعة الحاديةَ عشرَ ليلاً

كانَ يمشي في هذهِ الطراقاتِ المظلمةِ و يشتمُ قلبهُ الأخرقَ من وقتٍ لآخر،يسألهُ عن كيفَ لهُ أن يحبَ إنسانةً جعلتهُ يُلحدُ بالحبِ و يمقتهُ؟
فجأةً قرر الجلوسَ على كرسيٍ ما في الشارع،ما لفتَ إنتباههُ أنهُ على نفسِ الكرسيِ يوجد شخصٌ آخرُ،في جِلستهِما تتضحُ  الوحدة.

بدأ الآخر بالكلام
:لما أنت وحيد في ليلةٍ كهذه؟

هُنا أنتبهَ سونغوو بأنَّ لديه رفيقٌ ما حسبَ له حساباً
فأجاب : سئمتُ التورطَ و التنقل..أريدُ أن أثبُت..

صمتٌ إكتسحَ الأجواءَ لمدة ثمَّ أكمل قائلاً :ما بِها عجِزت عن حُبي؟،و أنا عجزتُ عن التوقفِ عن حبها..

:الفتيات !،هنَّ الجِنس اللطيف،لكن ما بِهُنَّ لطيفاتٌ على كلِّ الأشياء،بإستثناءِ قلوبنا؟

إبتسمَ سونغوو:هل تم هجرُك يا هذا؟
:بل تم كسري،و أنتَ؟

سونغوو:أنا من هجرتُها و لكنني الذي أتألم..

قادتهُ عواطفهُ ليكمل "فالذي أمامهُ غريبٌ في النهاية على الأغلب لن يراه مجددا" هكذا هو فكر

سونغوو:في عالَمي المرصعِ بالإخفاقاتِ و أمامَ صراعي المُقدر لي خوضهُ كلَّما تنفستُ،تزورُني ذِكرياتُنا الجميلةُ معاً و تثبتُ حقيقة كذِبي و إلى أيِّ مدى وصلَ حُبها القابعُ بي..أتذكرها  عند سماعِ أُغنياتِ العشقِ الموجعِ الخالِد و كلما هممتُ بالكتابة وجدتُني أحاولُ تشتيتَ نفسي حتى لا أكتبَ عنها في خاطرَتي،لامسَ جِلدي جسدٌ لا يُشابهُ جسدها و و تناثرت كلماتي على مسامعَ تجيدُ الإنصات أكثر منها ..ثم واللهِ إنَّ عيناي تلاقت مع أعينِ أرواحٍ كثيرة منذ غادرتْ بَلدتي و لم أجدْ إلى يومي هذا من يسكنُ الإرتجافَ عظامي مثلما فعلتْ هيَ.. و ما عادت أكبر العواطفُ تهزُ شعوراً بداخلي كأن كل ما أملكه من مشاعرَ لا يتناثرُ إلا برفقتها، ما زالَ هواءٌ كلٍ فجرٍ يعبرُ و يلمسُ وجهي فيجلبُ معه أحاديثنا التي لم تهترِئ بعدُ في ذاكرتي.. في كل يومٍ أغرسُ أظافري بجانبِ صدري الأيسر على أملِ أن لا أجدها و لكن شعوري لها آمن،لا تمسُه شروري و لا تنتزعه محاولاتي..

قال الآخر:لا تقلق،ستعيش و إن كنتَ حجراً صلباً ستعيش،و إن كنتَ مغلوباً مكسورا ستعيش،لا أحد يموتُ من كدرٍ أصابهُ كلُّنا رغم الصدإِ سنعيش.

قال ذلك الغريبُ كلماته ليترك ذاك الممسوس بعشقٍ لا مكتملٍ جالساً يفكر بهذه الكلمات التي وقعت على مسمعه حالاً و أقنعته.

.

"DON'T LET THEM LOCK YOU UP

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

"DON'T LET THEM LOCK YOU UP."

لَم نعُد مرغَمينَ و لا مُغرَمينWhere stories live. Discover now