1

170 19 6
                                    

في الساعة السادسةِ والنصف صباحًا، صوتُ المُنبهِ لم يتوَقّف وقتها عنِ الرنين ليُزعِجَ من كانت نائمةً وتشهدُ حُلمًا جميلاً بشأنِ أنها قد أصبحت الأطولَ في صفّها، أطفِئَ المُنبه بواسطةِ فاعِلٍ آخر كان قد دخَل لغرفَتها بينما يحمِلُ ملعقةَ طبخٍ بيدِه.

صوتٌ بدا في بدايةِ شبابِه ، يعودُ لفتاة جامِعية أخذت تُحدِثُ تلكَ الصغيرةَ القزمةَ بتنبيهٍ صارم: - هيا لين! ، إنها السابعة، ستتأخرينَ عنِ المدرسة!.

بينما بدا الجوّ معتدلًا غيرَ حار ، أزاحتِ الصغيرةُ الغطاءَ عنها بينما أخذت تتذمرُ وهي تنهضُ متّجِهةً لدورةِ المياهِ: - أسونا ني .. لابأسَ ببعضِ التأخير، لن تضرّنا بضعُ دقائق في النوم. أنهت عبارتها بينما قد انتهت من تفريشِ أسنانِها وغسلِ وجهها ، مع ذلك كانت لاتزالُ ملامحها نعسةً.

لم تتمالك شقيقتها الكبرى هذهِ الكلمات اللامبالية لتصرُخَ عليها بحزمٍ أيقظها حقاً جاعلةً منها تسرعُ بالتجهز والنزولِ للأسفل: - بلى إنه يضُر!، لا تنسي أننا في عالمٍ الوقتُ فيهُ هو أثمنُ مايكون!. بشعرها البرتقاليّ الواصلِ لأسفلِ ظهرها والذي قد فاضَ بسببِ غضبِها ، "لين" أختُها الصغرى تعرفُ جيدًا ماذا يعني جعل "يوكي أسونا" تغضب، لذلك هي قد تأسفت منها ثم أسرعت ملتهمةً إفطارها ومن ثَمّ الإنطلاقَ للمدرسة في طيفِ كلمتها الأخيرة "أنا ذاهبة!".

***

وقفت لين مع المارّةِ عندَ الإشارةِ التي تتضمَّنُ أكبَرَ عددٍ منَ التقاطُعاتِ، وهنالكَ بعضُ المقاهي والتموينات المفتوحة في هذا الوقت ، كونها قصيرة، بل وربما أقصرَ مما ينبغي أن يكون لطالبةٍ في الصفِّ الرابع الإبتدائيّ ، فقد كانت لا ترى سوى الأقدامَ أمامها وهي بما فوق مستوى أجهزة الإضاءة لدى السياراتِ الطائرة التي تتحركُ من حولها بقليل.

حينَ وصلت للجهةِ الأخرى، استوقفتها نادلةٌ كادت تصطدمُ بها وتسقطُ أرضًا بِكُلِّ ما تحمله من صناديق، لولا أن شابًا وسيمًا أشقر أنقذ كلًا منهما بسحبِ الفتاةِ الشابةِ باتجاههِ مع امساك الصناديق بعد كلمةٍ باردة نتجت منه: - حذاري.

تجمّد كلٌ منهما لثُوِيناتٍ قبلَ أن تشرعَ الفتاةُ الشابةُ معتذرةً من لين: - اعتذاراتي أيتها الصغيرة!، لم أستطع رؤيتكِ مع كُلِّ هذه الصناديق!. شعرٌ نيليٌّ قاتمٌ طويل مرفوعٌ لأعلى بشريطة، مع بشرةٍ قمحيةٍ وطولِ مترٍ وفوقَ النصفِ بقليل قد كُوِّنت مواصفاتُها.

نفَت لين بيدَيها سريعاً ثم ردت عليها بدورِها: - لـ لا مشكلة، أنا قصيرة جدًا لذلك هذا يحدُثُ كثيرًا. أنهت جملتها معرِبةً عن كرهها الشديد لِقُصرِ قامتها ، انتبهتِ الشابةُ أخيرًا لما يُفترضُ بها فِعلُه لتتحدّثَ ملتفتةً هي وذَوِيتها لمكانِ المنقِذِ الأشقرِ: اه..أعتذر، شكراً لك أيها -- السيـ ـد. كانَ قدِ اختفى من مرآهما.

انبثاق من أعماق اليأسWhere stories live. Discover now