|1|•ليلة من يوليو

175 23 2
                                    




حياتي لم تكن مثالية، لم تكن سيئة رغم تذمري بكونها الأسوأ، كانت عادية ومفرطة الروتينية.

بها شيء من الغرابة، وطفولة ما أعتبرها بائسة، قد عششّ بها تمييز أمقته.

أمّ محبة للعمل تقدسه أكثر من أي شيء، منزل صغير ولكنّها تجيد قلبه وإستمتاع به كما تريد.

جعلت من غرفة شقيقتي البِكْر المتزوجة كمعرض لوحات مصَغر والعليّة مرسمًا لها، وغرفتي كانت الوباء الذي لا تقربه.

وتغوص أمّي في ألوان تبدو لي كوهلة ظلالًا متشعبة تلطّخ بياض اللوحات في لحظة سهوٍ منها، في لحظة ما قد أجدها تزخر بالمعاني وفي لحظة أخرى لا ترى فيها غير الفوضى.

أمي تُجيد الإسْتِمتاع بِحياتها وهذا غير مألوفٍ، إعدْت سماعَ تذمرات رفيقاتي حَول الأمّ المملة، الأم المسَيْطِرَةِ، الأم التقْليدِيّة وطالت القائمة دون أي وجود للأمِّ المجنونة والغريبة.

وليست وحدها في ذلك، فقد تشاركت مع دافينا شقيقتي الكثير من الأسرار التي كنت خارجها.

ولكن غرابة أمي كان روتينيًا أيضًا، لن أقول أني أكره حياتي ولكني لا أحبها، أنا فقط فارغة تجاهها.

تركت الدراسة وأنا في السنة الأولى للجامعة فلم تكن تستهويني، قمت بدورات تكوينية في مختلف المجالات وحاليا أقوم بمنتجة الفيديوهات وجلسات تصوير مقابل ثمن معقول أتدبر به حياتي الرتيبة.

أجمع المال وأعتزم الإبتعاد، حيث لا شريك لي غير نفسي.

أمي لم تكن من المقدسين للدراسة وإحترمت جميع قراراتي وحتى الغبيّة منها.

أرمي فكرة كونها لا تهتمّ في مؤخرة عقلي.

لكن أسوأ قرار إحترمته أمّي كان قرار زواج أختي دافينا.

إدعيت أن حياتي سيئة لأني لم أرى الأسوء.

البشر لا يدركون النعم التي لديهم إلا بفنائها، ولا يعلمون أنهم يعيشون الهدوء ونفحة من السعادة إلا بفقدانهما.

ربما لأنّ الذّي في عقلي جميعه سابقا ليس سوى أفكار مسبقة لم يهتمّ أحد من حولي لتصحيحها.

أدعى أشتاد جريفل، أو أشتاد وحسب دون أيّ كنية فلست أعلم صدقا إن كان هناك شيء آخر أعلمه عن نفسي وسأضطرّ إلى نسيانه قريبا كونه من جملة الأفكار المسبقة.



إن كان أكثر شيء أكرهه خلاف هذا البيت، سيكون الصيف بالتأكيد.

شتمت للمرة الثالثة بسبب الهاتف الذي لا يكف عن الرنين، كنت أحاول فقط تجميع بعض الأفكار المشتتة، تحويلها لبعض القوّة الزائفة، المقاوِمة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 24, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

MAXIMAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن