مزرعة هنتركافيك 💀

89 13 1
                                    




جريمة مزرعة (هنتركافيك) في ألمانيا والتي تعد من أكثر الجرائم غموضا
وإثارة للحيرة والفزع في التاريخ الألماني والتي حدثت في عام 1922.
تقع مزرعة (هنتركافيك) في قرية جروبرن التي تبعد عن ميونخ 70 كيلو مترًا، أي حوالي مسافة ساعة بالسيارة، وكانت هذه المزرعة ومبانيها معزولة في الغابة حيث تبعد مسافة كيلومتر عن القرية، وتعود ملكية هذه المزرعة إلى عائلة غروبر التي تشمل الأب أندرياس، زوجته سيسيليا، وابنته الأرملة فيكتوريا وحفيديه سيسيليا 7 سنوات وجوزيف سنتان.

الأقاويل والشائعات
كانت عائلة غروبر غنية جدًا وأفرادها منعزلين ومقلين في التعاطي مع الآخري، ولا يحضر أحد منهم الشعائر الدينية باستثناء الابنة فيكتوريا التي كانت تحضر للكنيسة باستمرار وتغني في الجوقة الخاصة بها، وكان الآخرون يشعرون بأنها لطيفة المعشر. وكأي مجتمع في العالم حيث لا يتوقف الناس عن تداول حياة الآخرين وأمورهم الخاصة بما فيها من حقائق وأكاذيب، فإن جيران عائلة غروبر كانوا يقولون إن الأب اندرياس لم يكن ودودًا تجاه الآخرين وكان شخصًا وحيدًا حيث لم يكن له أصدقاء من أهل القرية، وقيل عنه أنه كان ساديًا يقوم بضرب زوجته بشكل مستمر، وكان متعسفًا جدًا في معاملة أبناءه الذين لم يبق منهم على قيد الحياة إلا ابنته فيكتوريا، لكن أقاويل الجيران لم تتوقف عند هذا الحد فقد كانت هناك شكوك تدور حول أبوته لحفيده جوزيف ابن ابنته فيكتوريا وبأنه على علاقة محرمة معها، وكان يرفض أن تتزوج بأي رجل آخر لأنه كان يعشقها وأراد أن يبقيها تحت سيطرته.
الغموض يبدأ مع خادمة العائلة
كان لدى العائلة خادمة تدعى ماريا عملت على رعاية شئون العائلة والاهتمام بالمنزل منذ وقت طويل، لكن في أحد الأيام ظهر على ماريا الاضطراب الشديد وفاجأت العائلة بأنها تريد الرحيل فورًا وبأسرع وقت قائلةً بأنها لا تريد البقاء في هذا المنزل دقيقة واحدة، وعندما سألوها عن السبب أخبرتهم بأنها أصبحت منذ مدة تسمع أصواتًا غريبة أحيانًا داخل المنزل، وأحيانًا أخرى تأتي من خارج المنزل، كذلك أخبرتهم بأنها تسمع صوت خطوات أقدام في العلية، ماريا كانت تظن أن البيت مسكون بالأشباح مما أرعبها وجعلها تخشى البقاء في المنزل لحظة واحدة، وعند رحيلها وقفت عند الباب تودع السيد أندرياس فلاحظ أن وجهها كان شاحبًا من شدة الرعب؛ وقف السيد أندرياس صامتًا يفكر فيما أصابها، فأخبرته أنها يجب أن تمضي قبل حلول الظلام، وأخذت حقيبتها ورحلت والسيد أندرياس واقف ينظر إليها وهي تتجه إلى الطريق الترابي وتختفي في الضباب.
وعندما سأل الجيران عائلة غروبر عن حقيقة مزاعم الخادمة ردوا بأن المرأة المسكينة تعاني من اضطراب عقلي.
الزائر الغامض
في أحد الليالي أواسط شهر مارس من عام 1922، بعد رحيل الخادمة بستة أشهر هبت عاصفة ثلجية شديدة، و بعد أن هدأت العاصف خرج أندرياس لتفقد ممتلكاته ليرى أن كان حصل لها أية أضرار، لكنه لاحظ أن هناك آثار أقدام حديثة انطبعت بعمق على الثلج، فقام بتتبعها ليجد أنها تتجه إلى منزله من الجهة الخلفية وتتوقف فجأة على بعد أمتار من المنزل. أندرياس حاول معرفة من أين أتت الأقدام، فقام بتتبعها إلى أن وصل إلى داخل الغابة التي تحيط بمزرعته حيث تتوقف هناك، وكأن هناك أحد ما كان واقفاً يراقب المنزل، فشعر برعشة رعب تسري في جسده، وعاد مسرعًا إلى منزله ليتفقد ممتلكاته خشية أن يكون هناك متطفل يختبئ فيها، بحث في أرجاء المنزل وفي الحظيرة، وكذلك في سقيفة الأدوات، لكنه لم يجد أي أحد أو أي آثار أقدام حول ممتلكاته وكأن صاحب هذه الآثار اختفى أو تبخر، احتار أندرياس وظل يفكر في هذه الآثار، وتذكر كلام الخادمة عن الأشياء الغريبة التي قالت أنها تحدث في منزله وأنه مسكون بالأشباح، لكنه طرد هذه الأفكار من رأسه، وانتظر قليلاً ولما لم يحدث شيء ذهب للنوم.
في نفس الليلة استيقظ أندرياس من نومه على وقع خطوات أقدام تأتي من العلية فأيقظ زوجته بسرعة وذهبت لتحضر بندقيته، ثم صعد إلى العلية وبحث فيها لكنه لم يجد شيئًا فعاد إلى النوم وهو يشعر بشيء من الحيرة.
في صباح اليوم التالي لهذه الحادثة ذهب أندرياس ليرى إن كان هناك المزيد من آثار الأقدام حول ممتلكاته لكنه لم يجد شيئًا، وعندما عاد إلى منزله أثار استغرابه وجود صحيفة غير مألوفة في شرفة منزله فقام بسؤال أفراد عائلته عنها، لكن كلهم قالوا بأن هذه أول مرة يرون فيها هذه الصحيفة وأنهم لا يعلمون من أحضرها أو من وضعها هناك.
في الثلاثين من مارس أي بعد عدة أيام من حادثة آثار الأقدام كان أندرياس يتحدث مع أحد جيرانه ويسأله إن كان قد رأى أو سمع أي شيء غريب، فأخبره الجار بأنه لم يلاحظ أي شيء من ذلك وأن الأمور تسير بشكل طبيعي.
عندما عاد إلى المنزل ذهب يبحث عن مفاتيح منزله في درج المكتب لكنه وجد أن مفاتيح المنزل قد اختفت، ولاحظ أندرياس أثناء بحثه عنها أن هناك آثار خدوش على قفل الباب الخاص بسقيفة الأدوات وكأن احد ما حاول خلع القفل لكنه لم يستطع ذلك.
في اليوم التالي لهذه الأحداث الغريبة حضرت الخادمة الجديدة والتي كانت تدعى ماريا بوم غارتنر وذلك بعد مضي ستة أشهر على رحيل الخادمة السابقة..
اختفاء عائلة غروبر
مرت عدة أيام لم ير فيها الجيران أي فرد من عائلة غروبر، كانت الابنة فيكتوريا هي الفرد الوحيد من العائلة الذي يحضر للكنيسة باستمرار، وكانت تغني في الجوقة الموسيقية، لكنها اختفت وهي التي كان معروفًا عنها تقديرها واهتمامها بالحضور والالتزام بالغناء مع الجوقة. كذلك الطفلة سيسيليا تغيبت عن المدرسة لعدة أيام، وكان موظف البريد يعود بالبريد الخاص بالعائلة إلى مكتب البريد كل يوم لعدم وجود من يستلمه منه. كل ذلك أثار تساؤلات في نفوس أهل القرية عن سبب اختفاء عائلة غروبر.
وفي الرابع من ابريل قرر أهل القرية تكوين مجموعة للبحث عن العائلة ومعرفة ماذا يمكن أن يكون قد حدث لهم، فتوجهوا للمزرعة ونادوا على أصحابها لكن لم يجبهم أحدًا، فقرروا التحقق من الخارج قبل الدخول للمنزل، وكان الوضع في الخارج هادئًا بشكل مريب.
الفاجعة
حينما لم يجدوا شيئًا في الخارج قرروا أن يبحثوا داخل المنزل، وبدأوا بحثهم من الحظيرة، وعندما فتحوا الباب صعقوا بالمشهد المروع الذي رأوه أمامهم، وجدوا أندرياس وزوجته وفيكتوريا والطفلة سيسيليا غارقين في دمائهم وجثثهم مكومة إحداها فوق الأخرى، لم يكن الطفل جوزيف أو الخادمة الجديدة من ضمن الضحايا، فذهبوا للبحث عنهم والتأكد من سلامتهم، فتوجهوا إلى داخل المنزل وصعدوا للطابق العلوي حيث غرف النوم فوجدوا جوزيف مقتولا في سريره الكائن في غرفة أمه وكذلك وجدوا الخادمة مقتولة في غرفتها وكلاهما كان نائمًا حينما تم قتلهما.
التحقيقات
حضرت شرطة ميونخ للتحقيق في الجريمة بقيادة المحقق جورج رينغروبر وفريقه المساعد، أظهرت التحقيقات انه تم استدراج الضحايا واحدًا تلو الآخر إلى الحظيرة بطريقة ما، و تظن الشرطة أن الجريمة حدثت قبيل الذهاب إلى النوم، لأن كل الضحايا كانوا مرتدين ملابس النوم ما عدا فيكتوريا وابنتها سيسيليا اللتان كانتا ترتديان ملابسهما العادية، وهذا أوحى للشرطة بأنهما كانتا أول من تم استدراجهن إلى الحظيرة.
قام الطبيب الشرعي بفحص الضحايا وأكد أن القاتل عاجل الضحايا فور دخولهم إلى الحظيرة بضربة قوية ودقيقة جدًا باستخدام أداة حادة تبين لاحقا أنها كانت معول، واتضح من آثار الجراح أن الضحايا ماتوا على الفور من أول

Creepy Theories حيث تعيش القصص. اكتشف الآن