"Ch 4" هادئ أم مشاكس

1.5K 146 93
                                    


مع إشراقة يوم جديد ، أشرقت شمسه مفعمة بالحيوية لتصيب ساكني الارض بذلك النشاط مثلها و أكثرهم هؤلاء الاطفال الذين خرجوا من الصباح الباكر يتجمعون بشوارع القرية يتناوبون علي الالعاب و ترتفع أصواتهم بحماس إجازتهم الاسبوعية !

و بوسط الصراخ و الضجيج الذي ملأ شوارع القرية الريفية ، كان سيلين يراقبهم من النافذة بملامح ضجرة ، يستند عليها بذراعيه المعقودان أمامه و الذي يسند ذقنه عليهما بدوره بملل .

توقف خلفه بغرابة و أمال رأسه بخفة ينطق :
" لما لا تخرج و تلعب بدلاً من أن تشاهدهم و كأنك عجوز حمقاء ؟! "

زادت ملامحه إزعاجاً ليلتفت للغريب يجيبه بضيق :
" أنت! لا تتحدث معي أبداً! ، فأنت سبب غضب جدي عليّ صباحاً لأني أدخلتك ."

ابتسم جين و وضع يده علي خاصرته يتحدث بابتسامة يغيظ بها الصبي :
" و ما ذنبي أيها الفتي ، جدك معه حق لأنك لا تعلم من سيكون الشخص القادم الذي سيقتحم المنزل ليقتلك ."

تقشعر جسد الصبي لينطق بدهشة و شئ من البراءة :
" تعني المرة القادمة قد يقتلني .. "

بتر كلماته حين انفجر جين بالضحك ساخراً منه ، فاحتدت عيناه و كاد يرد لولا رؤيته لوالدته تنزل درجات السلم بإرهاق فهمس بقلق بينما يسير بلهفة نحوها :
" أمي ! "

توقف جين عن الضحك المزيف ليلتفت خلفه ، شعر فجأة أن الدنيا تضيق به ، عقد جبينه بشئ من الشعور السئ ، فأغمض عيناه يرتب مشاعره لعل ذلك الشعور يختفي ، ثم فتحها و نظر لسيل الذي سرعان ما أسند أمه قبل أن تسقط بينما يتذمر بغضب و قسوة :
" تحتاجين لعقاب أمي ، أخبرتك كثيراً لا تخرجي ، فلما خرجتي ؟! "

لم تكمل خطواتها و جلست علي الدرج لكنها رغم مرضها و شعورها بالدوار نظرت نحو طفلها و جذبته بذراعيها لتحتضنه من ظهره قائلة بابتسامة حزينة دافئة :
" أود أن أكون قربك .. ربما أشعرك بحناني الذي فقدته صغيري .. و ربما لكي لا تشتاق لي حين أغادر من حياتك .. "

" أ أين تغادرين ؟ .. لا .. لا أفهم ! "

قاطعها بتشتت و خوف إحتل قلبه الصغير لتزيد من تشبثها به بينما تردف :
" سيلين .. يأتي للأنسان يوم و يختفي فيه ، لا يبقي منه سوى الذكريات .. حتي رائحة وجوده تختفي مع الوقت و الذكريات تُنسَى ."

انخفضت جفونه يفكر بكلمات والدته ، شئ ما سيحدث ، هناك شعور داخله يخبره بذلك و للأسف ذاك الشعور دائماً يتحقق .. يذكر ذلك اليوم جيداً حين وجد عصفوراً مجروحاً بإحدى جناحيه .. كان عمره حينذاك سبع أعوام ربما .. وجده و عاد لجده يبكي لأنه مصاب ، يومها اعتني به جيداً ليعود العصفور بعد يومين يحلق لكن شعور ما أخبره أن سوءاً سيحدث و بالفعل بعد ساعتين من ذاك الشعور الذي أصابه فجأة لم يجد العصفور فبدأ بالبحث عنه .. ظنه هرب لكن .. بعد بحث طويل وجده .. لكن هذه المرة وجده ميتاً .. كم حزن عليه يومها و بكى كثيراً .. ربما الامر لم يكن بالشئ المهم ليبكي ، و ربما كان أمراً متوقعاً لكن .. تعلقه بالطائر كان كالنجاه له كونه منعدم الاصدقاء .. لهذا كانت ردة فعله قوية .. و الان نفس ذاك الشعور يصيبه لكن .. هذه المرة الموت سيصيب من ؟

 قلوب يعانقها الألم "مكتملة"Où les histoires vivent. Découvrez maintenant