ابناء الشيطان

15 0 0
                                    

"يا ايها الذين امنوا ادخلوا فى السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين"
خرج من قريتنا الصغيرة عائلة ليست بصغيرة تتكون من اب وام وعشرة ابناء . نشأت العائلة على القليل من الرزق ، الاب قد خلق لنفسه عالما من المكيفات والمخدرات وادخل نفسه فى عالمه غير مكترثا برعيته . والام تجاهد وتحارب حتى لا يصبح مصير الابناء مثل ابيهم . وهنا يكمن السؤال الذى يطرح نفسه لماذا انجبت الام من اب لايفيق من اثار الدخان الازرق عشرة ابناء؟ هلى هى لذه الجنس التى تحتاجها الام التى زرعت بها كامرأة ؟ ام ان خوفها من هجرزوجها لفراشها ان امتنعت ويبحث عن فراش اخرى فالغيرة ايضا احدى العوامل ؟ ام انها امرأة تقية تربت على طاعة الرب ثم طاعة الزوج. فخافت من غضب الرب فاطاعت الزوج . وخشت من لعنة الملائكة لها فتقبلته فى الفراش شريكا لها وقت مايحلوا له .
الام انجبت عشرة ابناء ، والابناء فروع شجرة ابيهم ، فكانت تخشى ان يسلك احدهم درب الاب ، الذى انتهى بموته اثر جرعة من المخدرات الزائدة وانتقل الى رحمة الله . ونزل قضاء الله على الام وانتهى العذاب الجسدى الذى يكان يسببه لها الزوج .
اكبر الابناء كان يبلغ من العمر الرابعة عشر فى وقت وفاة الاب وخرج الى العالم صغيرا فعمل كتابع لسائقى النقل الثقيل . وبدأ الفتى يتحمل مسئولية العائلة ويريح امه من عناء الاقتراض والبحث عن الفتات وكانت الشهور الاولى لالتحاقه بالعمل جيدة للاسرة كلها .
اسمه عادل ، تحبه امه حبا كثيرا ، فهو نجيب العقل ، يعشق العمل ، نشيط الحركة ، يحب اخوته وامه . فكان يركب السيارة بجوار السائق رب عمله ، ويتحمل السفر لمسافات عديدة شاسعة ، والعمل كخادم لرب عمله من تجهيز الغذاء والشاى ، وسماع حكاياته النسائية ومغامراته الجنسية ويبتسم له وهو يسبه من الداخل ، ممنيا نفسه بأن اليوم قريبا ليخلفه على كرسى القيادة .
وفى احدى الايام تمثل الشيطان فى صورة السائق، واخرج من جيبه الصغير قطعة من الحشيش وقام بتدخينها . ونظر الى عادل قائلا له انها مخرجى من همومى يابنى . فلم يبالى عادل بما سمعه من رب عمله ' فهو رأي بأم عينيه اضرارها . وماذا حدث لابيه . فامتنع عنها . لكن للشيطان حيل كثيرة واقترب من اذنه قائلا مامانعك عن لذه الحياة . فحكى له عادل ماحدث مع ابيه . فقال له الشيطان
" ابيك قد عاش من عمره ماهو مقدر له ، لكنه عاش مبسوطا ومات مبسوطا. اللهم ارزقنى بميته كمثل هذه الميته. اتكفر بالله ياعادل الا تؤمن بالموت "
" بلى اؤمن بالموت ولكنه ......."
"هل ان لم يدخن الحشيشة ، اكان عاش الى يومنا هذا ؟ " قاطعه الشيطان غارزا افكاره السوداء بداخله .
ثم عرض عليه الحشيشة مرة اخرى . فرفض عادل ، واستمرت المجادلات الى ان اوقع فريسته فى شباكه والتف حوله لادغا اياه حتى اوقعه مدمنا لها .
ادمن عادل المخدرات ، فسار فى درب ابيه ،وجف نهر الخير الذى كان يصب فى حجر امه كل شهر . ونضبت الموارد وابتعد عن العمل وجلس فى البيت على الكرسى الذى كان يجلس عليه ابيه وبدأ يمارس مهام الاب . ورجعت الام تبكى الليالى مرة اخرى وتدعو الله ان يصلح حاله ، ولكن دون جدوى فقد شرب من كأس الفساد حتى تشبع . وبدأت تلملم ابنائها حولها حتى لا تصيبهم عدوى اخيهم . الذى راح يضرب امه ليلا ونهارا طالبا منها توفير المال . ثم فى احدى الايام اختفى عادل ولم يعد .
استلمت الراية اخته رانيا . وخرجت الى الغمل لمساعدة امها فى توفير المال . فكان نصفه يذهب الى عادل قبل ان يغادر والنصف الاخر تحاول الام ان تحارب به الحياة لتوفير الطعيمات لابنائها .
عملت رانيا فى احدى المكتبات .وكانت فتاة متوسطة الجمال. تبكى كلما نظرت الى المرآه فوجدت جمالها مدفون فى ملابس قديمة بالية لا يجذب من يخرجها من عذاب اسرتها . فهى تطمع فى الزواج ومغادرة السفينة الغارقة . ولكن جمالها قد شد بالفعل صاحب المكتبة الذى كان يتلذذ بتعيين الفتيات فى سنها . واشباع رغباته الجنسية بطرق ملتوية .
ولبس الشيطان رداء صاحب المكتبة واقترب من رانيا . وحن عليها كاب يحنو على ابنته وبدأ فى استدراجها الى صدره ليحتويها وكانت تجد فى صدره حنان الاب المفقود ، فكانت ترتمى فى حضنه وتبكى وتشكى كأنه ابيها . حتى بدأت تشعر بحركات ولمسات ليست بأبوية . فانتفضت ورفضت كل ماهو حرام ، فنظر اليها وقال لها " اتزوجك ولكن عندما تحين الظروف" ومتى تحين الظروف ، فأخبرها بأن امرأته مريضة وهو ينتظر موتها . وهى البديلة فطمعت البنت المتوسطة الجمال ، القادمة من عائلة فقيرة ، فى زوج كهذا ، فأعطته ماتريد ، حتى حملت منه . وعادت الى بيتها وفى احشائها طفل يكبر. فخشت من الفضيحة ، فطالبته بتنفيذ وعده فانكر مابينهما وطردها من مكان عمله . وهددها بفضحها .
الفضيحة قادمة ، والمصيبة كبيرة ، فقررت ان تسلك مسار اخيها وتختفى قبل ان يكتشف امرها. واستيقظت الام اليوم التالى فاقدة ابنتها .
هنا زاد القلق والخوف ورفضت الام خروج احد من ابنائها الى العمل وقررت الخروج وبدأت تبنى اسوار عالية حولهم وتخشى ان يلمسهم الهواء . ولكن الابناء قد كبرا واستطاعا ان يقفزا من اسوار امهم العالية وخرج الثالث الى العالم يبحث عن اخيه واخته .
رامى الابن الثالث . كرث حياته فى البحث عن عادل لكن لم يجد له اثر وبحث عن اخته ولم يجد لها اثر فقرر عدم العوده حتى يأتى بخبر عنهم . وظن انهم قد وجدا حياة اخرى بديلة هانئة ليس بها شقاء كانت تلك فكرة الشيطان وكان هذا محركه فى البحث عنهم حتى تاه فى الصحراء فلم يستطع استكشاف طريق العودة.
عادت الام فوجدت الابن الثالث قد اختفى فجلست تبكى وقررت تزويج بناتها الاثنتين صفاء وماجدة الى اقرب زوجين يتقدما ، فباعتهما لخليجين ثريين . بعد ان اغرقاها بالمال والثروات . وفكانا من المغرمين بعذرية الفتيات ، قتزوجا من صفاء وماجدة لمدة شهر والقيا بهما فى الشارع مرة اخرى . فعادا الى بيت امهما مرة اخرى وزاد الهم على الام ، فخرج علاء الابن السادس. باحثا عن ازواج اختيه . حتى وجدهما فقتلهما وهرب علاء.
وتوفى الاب السابع من الجوع . وقررت الام بيع الابن الثامن لتنقذ باقى الابناء . وتبقى لها ابناها التاسع والعاشر التؤمان . اصغر ابنائها وفلذات كبدها.
وفى احدى الليالى عاد عادل الى البيت وقد تغير حاله . وحكت له الام ماحدث لهما بعد ان غادر . وبعد ان لاحظت بعده عن المخدرات وتوبته التى لايعرف احد سببها . فقرر البحث عن اخته حتى وجدها مع ابنها تعمل فى احدى المطاعم فعاد بها الى البيت وبحثا على رامى التائه فى الصحراء فوجداه قد التحق بأسرة بدوية وتزوج منها وعاد معهما . وصلت الاخبار تلك الى علاء الذى يسترق السمع من الحين الى الاخر مطمئنا على امه فقرر الرجوع والاحتماء فى اخواته .
واجتمعا المتبقى من الابناء وتكلم عادل قائلا " انه يحاربنا ويغوينا ويدمرنا ، فهو عدونا لماذا لانحاربه ؟ لقد دمرنى وقد عدت الى رشدى بشق الانفس ، وفى قلبى سوادا تجاهه وابحث عن الانتقام "
تحدثت هنا رانيا قائلة " لقد اخذنى فتاة عذراء والقانى ام لابن ليس له اب ، اريد ان اقطع اجساده بأسنانى انا معك يا اخى الاكبر."
ثم تحدث رامى " علمنى التيه فى الصحراء اشياء عدة منها كيفية قتله "
ودخل علاء فى الحديث " وانا لدى خبرة فى القتل دلنى على الطريقة وانا لها"
تدخلت الام طالبة من الابناء السكوت والعدول عن التفكير . فنظر اليها ابنها الاكبر قائلا
" لماذا يا امى لقد اذيتك بيده من قبل ، لاتخشى علينا لن يستطيع مواجهتنا "
فقالت الام بصوت باكى " لن تستطيع قتله "
فقالت رانيا "بل نستطيع لن نجبر على مواصلة العيش ونحن نتجنبه وهو يتحرش بنا. سننهى عليه وننتهى من شره ."
" لن تستطيعوا " قررتها الام اكثر من مرة حتى اثارت دهشه ابنائها فطلبا منها معرفة السبب.
فنظرت فى اعينهم قائلة بصوت اجش يتشقق الحجر عند سماعه " لانه ابيكم وانتم ابنائه ".

🎉 لقد انتهيت من قراءة ابناء الشيطان 🎉
ابناء الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن