الحلقة الخامسة والأخيرة

164 6 4
                                    

بعد الانتهاء من يوم عمل شاق اجتمع الصديقان على طاولة بإحدى المطاعم الفخمة، قطع حديثهم الجرسون يتسائل عما سيطلبونه من طعام الغداء..
وبعدما طلب كلا منهما ما تحلو له نفسه تحدث خالد متسائلاً:
- بقى ندى سابتك تتغدى برا كده عادي؟
أجاب:
- أيوة ياسيدي، ودتها عند امها أصلا عشان تعبانة شوية وعايزة تروح لها.. المهم سيبك، مافيش جديد في موضوعك ده!
- ولا أي حاجه، مطبق من امبارح بفكر وموصلتش لأي حاجه..
- ومريم رأيها إيه في الموضوع ده؟
- مريم هتتجنن، وغالبًا كده مش مصدقاني.. فاكرة اني بكذب عليها والبت عجباني فبقولها كده عشان اتحجج.. ما هيا الآية اتقلبت خلاص.
تسائل حسام متعجبًا:
- يعني ايه الآية اتقلبت مش فاهمك..
أجاب بضيق:
- يعني البنات هيا اللي بتوعد وتخلف مع اول عريس جاهز تبيع وتتحجج بأهلها..
اجاب بتفهم:
- آهااا فهمت فهمت..
عموماً اللي انت عملته امبارح مع ريم هيخليها ترفضك.. بما إنك عكس كل الصفات اللي هيا طالباها.
تسائل خالد بقلق:
- طب ولو وافقت.. مش متطمنلها، دي بتقولي أبشر بطريقة كده قلقتني، دا انا بقولها كل العيوب دي تقولي طيب كويس فيك ميزة اهي انك صريح!

أجاب حسام ضاحكًا:
- يعم هترفض متقلقش.. يلا الأكل جه اهو خلينا ناكل ونمشي عايز اتطمن على ندى.
٭٭٭

*في منزل والدة ندى*

دلفت والدتها إليها وبيدها حساء الدجاج الساخن مع الخضار قائلة:
- يلا يا حبيبتي حضرتلك شوية شوربة يسندوا قلبك..
أجابت بتعب:
- لأ يا ماما مش قادرة وبعدين ريحتها وجعتلي بطني ابعديها عني..
أجابت متعجبة:
- يابنتي وجعتلك بطنك ايه بس دا هيا اللي هتخففك بدل ما انتي مرضانة كده وخسيتي

أجابت بابتسامة بلهاء:
- بجد يا ماما خسيت!
ردت:
- لا حول ولا قوة إلا بالله، إنتي مجنونة يابنتي؟ هوا انتي فاكرة لما تخسي من التعب دي حاجه حلوة.. اسمعي كلامي ويلا خدي كلي وماتتعبيش قلبي معاكي.
أجابت بتأفف:
- حاضر يا ماما حاضر..

حاولت أن تضغط نفسها في الطعام حتى شعرت بالغثيان فذهبت مسرعة الى الحمام تتقيأ وخلفها والدتها خائفة:
- مالك يا ندى فيكي إيه يابنتي قلقتيني عليكي.
أجابت بتعب:
- والله ما عارفة يا ماما بقالي يومين على كده
- لأ انتِ لازم تكشفي مش هاينفع كده، انا مش هرتاح إلا لما اتطمن عليكي يلا اجهزي خلينا نروح للدكتور وانا هكلم حسام اقوله.

أومأت برأسها إيجابًا فذهبت تُعِد نفسها للخروج.

                              ٭٭٭★٭٭٭
كان والد خالد صديق حسام يعيش يوم عمل شاق للغاية، لم يكن شعوره بالتعب لمشقة العمل انما بسبب مرض يُخفيه عن الجميع ويتابع مع الأطباء في صمت، فهو يخشى عليهم من أثر معرفتهم بمرضه..
وأثناء مناقشة الاجتماع كان واقفًا يتحدث ومخارج الكلام غايةً في الصعوبة، تارةً يربط الجمله ببعضها وتارة يقطعها ولا يصلها حتى توقف تمامًا عن الكلام ممسكًا برأسه وكأن الدنيا تدور من حوله ثم فقد السيطرة تمامًا على أعصابه وسقط مغشيًا عليه.
توجه إليه العمال مسرعين خائفين ثم حملوه الى أقرب مشفى.
وكانت الصدفة في رؤية ندى له بالمشفى بعد أن خرجت من غرفة الطبيب بعد الفحص، تناست تعبها وخبر فرحتها وذهبت إليه مسرعه وهي تتسائل بقلق:
- دا عمو حسن يا ماما والد خالد صاحب حسام.. هوا ماله في إيه اللي حصل.
أجابت خائفة:
- وانا إيه اللي يعرفني بس يابنتي ادينا رايحين نسأل الناس دي في إيه..
وقفت بالقرب من إحدى الرجال الذين اصطحبونه الى المشفى وأدخلوه الى غرفة الطبيب ليتفحصه ثم سألته:
- لو سمحت هوا استاذ حسن ماله؟
أجاب:
- أنا والله ما عارف بس كنا في اجتماع وفجأة وقع على الأرض وجبناه هنا، ربنا يستر.. هوا انتي مين؟ انتي ميرال بنته!
أجابت:
- لأ لأ انا صديقة للعيلة وأعرفه كويس.. ربنا يطمنا عليه.
رأته ينظر الى ساعة يده بكثرة فقالت:
- طيب حضرتك ممكن تتفضل وأنا معاه لو في حاجه مهمة عندك..
أجاب بامتنان:
- والله يابنتي فعلا عندي معاد مهم جداً ولازم أمشي..
ثم وضع يده في جيب سترته وأخرج كارت شخصي قائلاً:
- هستأذنك بس لما يفوق تطمنيني عليه لو مافيهاش تعب هنا رقمي لو ممكن تكلميني عليه؟
سحبت منه الكارت ثم أجابت:
- حاضر أكيد اتفضل حضرتك وهنطمنك ان شاء الله.
دقائق وخرج الطبيب من الغرفة يتسائل:
- حضرتك بنت استاذ حسن؟
أجابت:
- لأ بس اعتبرني بنته، خير طمني عليه هوا ماله..
أجاب:
- استاذ حسن بقاله فترة بيعاني من الفشل الكلوي ودايما بيجي هنا يغسل وبيكون لواحده، واضح إنه مش عايز يعرف حد بس الموضوع بقى خطير عليه ولازم يكون في حد جنبه.. انا بصراحه مصدقت الاقي له حد!
شعرت بقبضة في قلبها ثم قالت:
- يعني إيه الكلام ده!.. طيب هوا حالته وصلت لإيه يادكتور؟ 
أجاب:
- انا مش هخبي عليكي هوا حالته متأخرة، دا حتى مش بيهتم بالعلاج عشان محدش يعرف.. مش فاهم إيه اللي مخليه يخبي عليهم للدرجة دي عموما هوا فاق وتقدروا تدخلوا تطمنوا عليه وتاخدوه على البيت، ياريت لو تنصحيه يمكن يسمع منك.

قصة فُرصة أخيرة - ندى أشرفOnde histórias criam vida. Descubra agora