«في عالم لا ترى فيه سوى الحقيقة»

من الآن وصاعداً ..

قبل عدة أيام
قبل قدوم رينا إلى إمبراطورية فاكت
سوكو

أغلق الباب على نفسه وجلس في مكتبه ليستغرق في تفكيره ..كان عليه أن يعرف الحقيقة ..لمَ نيرا لم تنتقل إلى العالم الواقعي ؟...لمَ هو و رين انتقلا ؟..الأمر لا يتعلق بمعرفة حقيقة وجود عالم آخر ؟..إذاً ماذا ؟! ..
ان اختفى السبب الذي جعلك تنتقل إلى هذا العالم فلن يمكنك العودة إلى هنا مرة آخرى ..أليس هذا ما كان يظنه ؟..
مهلاً ..منذ البداية ما الذي جعل كل من مي و رو ينتقلان إلى هذا العالم ؟..
كان على الشخص أن يكون يائساً ثم يتمنى أمنية ..
أمنية ؟..
يتمنى ؟

اتسعت حدقتا عينيه ليضحك وهو يبعثر شعره بحماس مفرط بعض الشيء ..
هذه هي ..
الأماني !..
من باب الفضول ..لقد تمنى سوكو أن يذهب إلى العالم الواقعي ولابد من أن رين تمنى هذا كذلك !..إذاً ماذا بشأن نيرا ؟..ألم تتمنى ؟ ..

"..عليّ التحقق من ذلك !.."

اتجه مسرعاً ناحية غرفة اخته ليطرق الباب ويدخل فيجدها تقرأ كتاباً ما ..رفعت رأسها ناحيته عندما ناداها لتتسائل عن سبب قدومه ..

سوكو : نيرا ..عندما اخبرتك بشأن العالم الواقعي ..هل ..تمنيتِ أن تريه ؟ أو أن تذهبي إليه ؟

نفت نيرا برأسها لتقول وهي تغلق كتابها :
لم أفعل ..فأنا لم أرد ترك شين كما تعلم .

ابتسم سوكو بإنتصار ..
نظريته كانت صحيحة ..
الحقيقة كانت قريبة جداً منه ولكنه لم يتمكن من رؤيتها حتى هذه اللحظة ..

ابتسمت نيرا إليه لتقول بصوت حنون :
يبدو أنك اكتشفت شيئاً ما أحسنت صنعاً أخي سوكو .

بالعودة إلى الوقت الحاضر
إمبراطورية فاكت
القصر الإمبراطوري
غرفة مي

أمسكت بيد أختها لترجو في أعماقها أن تصبح بخير ..لم تفارق رينا الحمى منذ وصولها إلى هنا ..الامر الذي جعل مي تقلق عليها أكثر وأكثر ..طرق الباب ليدخل ويتقدم ناحيتهما ..

رو : هل هي بخير ؟

مي : أنها مصابة بحمى شديدة ..أنا قلقة عليها حقاً ..

رو : مضت ثلاثة أيام منذ قدومها ها ؟..لكن ..

"..لمَ هي هنا ؟.."
ترك جملته معلقة في الهواء وأكملها في ذهنه ..بدت مي شاردة الذهن وتتسائل في أعماقها تساؤلات رو ذاتها ..
"..هل رينا ..يأست أيضاً ؟.."

تنهدت مي لتسأل رو :
ألم يصل سوكو بعد ؟

رو : ليس بعد .