الاغرى

2 0 0
                                    

كيف أغرى محمد بدو الصحراء بوصف الجنة في القرآن-
وصف القرآن للجنة بين عقلية البدوي الصحراوي وعقلية المواطن الأوروبي
لو أن الرسول محمد عليه السلام أخبر عرب قريش الذين يقطنون الصحراء بأنهم لو آمنوا به ستكون لهم جنة فيها ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر، ثم سأله أحد مواطني الصحراء في زمنه عن وصف الجنة فقال لهم رسول الله إن الجنة سيكون بها الكثير من الرمال، ماذا سيكون رد فعل ذلك المواطن الصحراوي؟ سيكون الوصف صادماً له، وسيقول للرسول لا أريد جنتك، فأنا أعيش فيها بالفعل، فما أكثر الرمال لدينا.
نفس رد الفعل ستجده من مواطن أوروبي لو قلت له أن الجنة بها حدائق وأعناباً وأنهار وفواكه، سيقول لك إني أعيش فيها بالفعل، فغالبا بلده تكون كلها عبارة حديقة كبيرة بها الكثير من الأنهار والبحيرات العذبة.
فالقرآن عندما وصف الجنة، قدم وصفاً يتناسب مع عقلية وبيئة وعصر المواطن العربي الصحراوي. فما هو أكثر شيء يحتاجه ذلك الشخص الذي يعيش في الصحراء؟ أليس هو الماء؟ ألم تكن القبائل تخوض حروباً لسنوات بسبب النزاع على ملكية بئر ماء؟ لذلك تجد دائما وصف الجنة في القرآن بعبارة "جنات تجري من تحتها الأنهار"، وفي آية أخرى يصف الجنة بأنها سيكون فيها "ماء مسكوب" أي أن الماء الذي تحارب من أجله أيها المواطن الصحراوي ستسكبه بيديك ولا تكترث له بسبب توافره بكثرة.
في سويسرا، ستشاهد معنى الماء المسكوب حرفياً، ستجد أن فيها ما يقرب من 4000 حنفية عامة في الشوارع تكون مفتوحة 24 ساعة بدون أن يكون لها مفتاح لغلقها وينسكب منها ماء بجودة ونقاء يضاهي أغلى أنواع المياه المعدنية، وذلك نظرا لكثرة الأنهار والبحيرات العذبة بها.
وصف القرآن أيضا الجنة بأن بها "ظل ممدود" وهذا ما يتوق له المواطن الصحراوي الذي لا يجد ظلاً يحتمي به بسبب قلة الأشجار، فهل يفتقد المواطن الأوروبي لذلك؟!
تجد أيضاً القرآن قد وصف الجنة بأنها "لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً"، وهذا وحده سبب كفيل بأن يجعل المواطن الأوروبي يرفض دخول هذه الجنة، فدول مثل شمال أوروبا لا يرون الشمس إلا أيام معدودة في الصيف، وتجدهم خلال تلك الأيام يخرجون شبه عراة لكي يحتضنوا أشعة الشمس بأجسادهم وذلك بسبب حرمانهم منها، فعندما تقول له أن الجنة لن يكون بها شمس، سيقول لك شكراً، لا أريدها. وفي نفس الوقت، هذا الوصف يليق بعقلية المواطن الصحراوي الذي يفر من حر الشمس التي يعاني منها طوال الوقت.
وصف القرآن الجنة أيضاً بأن فيها "سرر مرفوعة"، وهذا ما يتوق له المواطن الصحراوي الذي لا يعرف سريراً غير الأرض، فالسرائر المرفوعة كانت حكراً على الملوك وعظماء الأقوام. حتى في بلد مثل مصر ومنذ عقود قليلة فقط، كان أغلب الناس من الفقراء ينامون على الأرض ولم يعرفوا شيئاً اسمه "المرتبة"، ولم تنتشر السرائر المرفوعة عن الأرض إلا منذ زمن غير بعيد. فهل يكون السرير المرفوع عن الأرض كوصف للجنة مقنعاً للمواطن الأوربي أو حتى غير الأوروبي في هذا العصر؟!
وصف القرآن الجنة أيضاً بأن فيها "فاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة"، حيث كان المواطن الصحراوي تندر لديه الفاكهة، ولا يستطيع الحصول عليها إلا في مواسم معينة وكان يتعين عليه الانتظار حتى تعود القوافل بعد شهور طويلة من الأماكن التي تكثر بها هذه الفواكه مثل بلاد الشام، فهل المواطن الأوروبي محروم من هذه الفواكه؟!
بالمناسبة، نفس الشيء ينطبق على وصف القرآن لجهنم. فما هو أكثر شيء كان يخاف منه المواطن الذي يعيش في صحراء يلفحه حر شمسها كل يوم؟ النار، أليس كذلك؟ فإذا تأملت أوصاف جهنم في القرآن، ستجدها تليق بعقلية وبيئة ذلك المواطن الصحراوي، فتجد وصفها بآية مثل "قل نار جهنم أشد حراً" وكذلك آية مثل "في سموم وحميم* وظل من يحموم* لا بارد ولا كريم" فالسموم عند العرب هو الهواء الحار، والحميم هو الماء الحار، واليحموم هو الدخان الذي به لهب، وكما ترون هذه الأوصاف هي أكثر ما يخاف منه المواطن الذي يعيش في صحراء ويتوق إلى الظل والماء البارد والوقاية من حر الشمس. وهناك الكثير من الآيات الأخرى كما تعلمون والتي تدور في نفس الدائرة.

هل رأيت كيف استغل القرآن ظروف واحتياجات بدو الصحراء ووصف لهم الجنة والنار ليُقنعهم بالإيمان على طريقة العصا والجزرة؟

انا انطق مالا تجرؤ انت بالتفكير فيةWhere stories live. Discover now