10

1.5K 114 28
                                    


قمر دموي متكامل كاللؤلؤة في عتمة سماء الليل الاسود وغيوم تشكلت كظلال لظلام السماء المرصعة بالنجوم ذات الاضاءة الخافتة ورياح حملت معها غبارا من انحاء القارات مع ورق الشجر الذابل، خطوات بحذاء اسود مسنن ثقيلة خطت في الوحل، يديه تغوص جيوب معطفه الطويل وارتد معطفه مظهرا بنطاله الاسود ذو الحزام الذهبي وملابسه العلوية التي لم تخلو من اللون الاسود من ما طغى عليه جبروت لا ينكر. يسير على الطريق الجانبي القاطع بين العاصمة والقرى الصغرى، رفع راسه يتفقد طريقه بشرود وشعره البني الكثيف يحجب احدى عينيه العسلية ويغطي وجهه قناع اسود لم يخفي حدة فكه وجمال ملامحه المخبئ خلفه، غلبه النعاس والتعب فاسقط جسده على الارض المتسخة باهمال يتأمل النجوم بانفاس متهدجة غادرت ثغره واصدمت بقماش القناع مولدة حرارة ازعجته رغم برودة الجو، بحركة مهملة من يده اخرج القناع من خلف اذنيه ودفعه ارضا بجانبه يعود لتأمل النجوم بخمول حتى غطى في نوم عميق غير أبه بما حوله. اشرقت شمس الصباح الدافئة ولامست اشعتها الساخنة وجهه من ما ازعجه لينهض مستقيما عينيه شبه مغمضة ثم اتجه إلى شجرة عملاقة قريبة منه يستلقي تحت ظلها مكملا نومه. لم تمر لحظات من الشعور بالراحة في نومه وقد رن هاتفه المحمول مفسدا عليه هذه الراحة حاول تجاهل الرنين تخرج من ثغره تمتمات تعبر عن غضبه الا ان توقف رنين الهاتف فشعت ابتسامة طفولية على شفتيه وعبرت عينيه عن متعته بهذه القيلولة لكن عاد الرنين مجددا واضطر للنهوض وفعلا نهض سريعا غاضبا مع ذلك حمل الهاتف بهدوء ضغط على الشاشة رفعا به إلى اذنه يتثأب بكسل وقال قبل ان يعرب الطرف الاخر عن كلماته:

- ماذا تريد؟

- اين انت؟!

سأل المتصل بنبرة حادة غاضبة فتلفت ينظر حوله بخمول وفرك اذنه الاخرى بنعاس ثم اجاب بنبرة خاملة:

- لا اعلم

- ماذا تعني بانك لا تعلم؟

تضاعف الغضب في صوت المتصل لكن الجالس تحت ظل الشجرة لم يجب واكتفى بتنهيدة ثقيلة. اغضبت برودة اعصابه الطرف الاخر لذا صاح هذا الشخص على الخط بنفاذ صبر:

- أليوت كف عن هذه المهزلة لم اعد اتحمل قلة المسؤولية التي لديك

- احتجت للنوم لذا غادرت

قاطع أليوت حديث الاخر ويبدو ان الكيل طفح معه ايضا.

- للنوم للنوم أليوت لقد سببت فوضى عارمة ثم تختفي لأيام والتبرير الذي تقدومه الان هو حاجتك للنوم

صرخ نهاية حديثه بغضب مما جعل أليوت يبعد الهاتف عن اذنه بانزعاج يغلق عينيه سريعا ما اعاد الهاتف يفتح فمه ناويا الحديث لكن الاخر تحدث بنبرة قوية لا يعطي له مجالا للكلام:

- اتدرك ما فعلته فعلتك هذه كانت غباء بكل ما للكلمة من معنى الا يمكنك التصرف بقليل من المسؤولية والتعقل

EliotWhere stories live. Discover now