الفصل الرابع..

1.4K 65 13
                                    

نكمل روايتنا(حملة برعاية الحب)بقلم سلسبيل كوبك..
الفصل ال4..
_________________________
كان رحيم يجري بين ممرات المشفى ممسكا بيد بيان الملقاة أمامه على نقالة المرضى تجاهد لكي تلفظ أنفاسها..
رحيم(بهمس):بيان مش مهم أنا فكري في ملاك و مالك مين هيهتم بيهم من بعدك يا بيان.
نظرت له بيان بضعف ثم أغمضت عينيها و استسلمت للظلام الذي أحاط بها أثر تلك النوبة.
وقف رحيم أمام غرفة الكشف منتظرًا، بينما الدكتور المراقب لحالتها كان يحاول إنقاذ الموقف.
أغمض رحيم عينه و هو يحاول طرد تلك الافكار التي تُسيطر على عقله، لا يمكن أن يصيب بيان أي مكروه.
خرج الدكتور من غرفة الكشف و نظر لرحيم.
رحيم:خير يا دكتور ربيع.
ربيع:قولت مية مرة أبعدوها عن الانفعالات.
ربيع:أنتوا عايزين تنهوا على حياتها البنت منهارة جدا و اللي حصل ده خطر عليها، انفعال انهيار ضيق تنفس رئة قلب يوقف ضخ دم لبقية الأعضاء تموت أنتوا عايزين إيه بالظبط.
تنهد رحيم و نظر إلى دكتور ربيع ثم إلى الغرفة المتواجدة بها بيان.
رحيم:هي عاملة إيه دلوقتي؟
ربيع:يا رب تفوق قبل مرور ساعتين القلب مش في حالة سليمة و لا ضربات قلبه منتظمة.
ربيع:رحيم هرجع و أقولك تاني قلب بيان مش حمل أي تعب نفسي و لا حتى جسدي.
ترك ربيع رحيم ينظر إلى بيان من خلال ذلك الزجاج المحيط بالغرفة، دلف رحيم إلى الغرفة و جذب إحدى الكراسي بجانب سريرها و جلس عليه..
بعد فترة،،،
استيقظت بيان و نظرت حولها و تذكرت ما حدث نظرت بجانبها وجدت رحيم يجلس على الكرسي و مستندًا برأسه بجانبها..
بيان(بخفوت):رحيم رحيم..
فتح عيناه و نظر حوله ثم إلى بيان و ملس بيده على شعرها ببطء..
رحيم:حاسة بأيه دلوقتي؟.
بيان(بخفوت):أحسن الحمدلله..
دلف دكتور ربيع إلى الغرفة موجههًا حديثه لرحيم..
ربيع:ها لسة مفاقتش!
ربيع:حمدلله على سلامتك يا بيان.
بيان:شكرا يا دكتور بعتذر تعبتك نص الليل كدة..
ربيع:لا و لا يهمك المهم تبقي بخير.
ربيع:ها طمنيني النفس إيه؟
بيان:لا مش طبيعي.
ربيع:هركبلك جهاز أوكسجين.
رحيم:في خطر؟
ربيع:لا متقلقش طالما فاقت.
رحيم:تمام.
أمر ربيع بإحضار جهاز الأوكسجين و وضعه لبيان لتمتليء رئتيها ببعض الأوكسجين.
ربيع:بيان لازم تبعدي نفسك عن الضغوطات أحنا مش هنقدر نستغنى عنك.
ابتسمت بيان لـ ربيع ثم نظرت إلى رحيم الذي كان شاردًا فتنهدت.
أزال ربيع جهاز الاوكسجين و تحدث إلى بيان.
ربيع:أفضل؟
بيان:الحمدلله.
رحيم:تقدر تخرج امتى؟
ربيع:حالا.
ربيع:البخاخة خلصت و لا؟
بيان:كنت هشتري واحدة بكرة.
رحيم:اتصرفلي في خمسة دلوقتي.
ربيع:هتفضل متعجرف كدة لحد امتى؟
نظر له رحيم و كاد أن يرد عليها بينما بيان أمسكت بيده سريعًا و نظرت له برجاء.
رحيم(بضيق):هروح اظبط إجراءات الخروج.
رحل رحيم، بينما بقيت بيان مع ربيع صديق والدها و بمثابة عم لها.
ربيع:مش قولتلك أنا و أبوكي متتجوزهوش.
بيان:بتتكلم في ماضي يا عمو.
ربيع:أنتِ لسة فيها يا بيان الراجل ده هيقصر عمرك أنتِ عايزة تموتي و انتِ لسة شباب و ولادك.
بيان:عندك حق وجودي مع رحيم ممكن يقصر عمري ولكن بُعدي عنه هيقتل روحي و كمان ولادي محتاجيني و محتاجين باباهم.
ربيع:بيان أنا طول عمري صريح معاكِ ده مش أب مش بيخاف عليهم ده مش عارف ولاده في مدرسة إيه و لا عندهم كام سنة ولا بيدرسوا إيه.
بيان:لأنه معتمد عليا.
ربيع:الصبر يا رب من عندك.
دلف رحيم إلى الغرفة و تقدم منهم.
رحيم:يلا نمشي.
بيان:تمام.
نهضت بيان من على فراش المرضى و وقفت بجانب رحيم الذي أمسك بيدها.
بيان:لازم أشوف حضرتك في ظروف أحلى من كدة.
ربيع:لو عليا انطلك كل شوية في البيت بس نعمل إيه في جوزك البخيل اللي مبيعزمش حد.
بيان:بيتك تنور يا عمو بس رحيم بيبقى دتيما في مهمات و شغل و بيرجع تعبان فمعلش يا عمو اعذره.
ربيع:عشان خاطرك بس.
ابتسمت بيان لربيع بينما جذبها رحيم للخروج من تلك المشفى فهو لا يحب دكتور ربيع فـ يراه شخصًا منفلتًا ليس منضبط.
بيان:الأولاد فين؟
رحيم:مع ماما في البيت.
بيان:إيه؟ طب يلا نروح بسرعة.
استقل كلًا من بيان و رحيم سيارة رحيم الذي قاد إلى طريق أخر غير المنزل.
بيان:كدة هنتأخر على الولاد احنا فين؟
رحيم:الولاد ناموا يا بيان.
بيان:طيب.
وقف رحيم بسيارته أمام النيل، ابتسمت بيان و ترجلت من السيارة و جرت لترى النيل بمنظره الخلاب في الليل مع تلك نسمات الهواء التي تُداعب وجنتيها.
وقف رحيم بجانبها دون أن يتحدث.
بيان:شكرا.
رحيم:تمام.
بيان:بفكر ننفصل أنت إيه رأيك؟.
رحيم لا رد.
بيان:عايزة أروح.
رحيم:أحنا لسة جايين.
بيان:ما أنت بتسمع حلو اهو مردتش عليا ليه.
رحيم:لأن كلامك ملهوش لازمة يا بيان.
رحيم:أنتِ مراتي و أم أولادي و الانفصال مش هيحصل إلا بخروج روحي يا بيان.
بيان:أنت عمرك ما حسيت بيا و لا مرة دايما سايبني لوحدي دايما بعالج وجعي و جروحي لوحدي يا رحيم.
بيان:بجد مش عارفة أنت اتجوزتني ليه.
رحيم:يلا نروح.
بيان(بضيق):يكون أحسن.
استقلت بيان السيارة و كذلك رحيم الذي قادها إلى المنزل و ترجلت بيان مسرعة دون أن تنتظر رحيم و دلفت إلى العمارة و صعدت إلى شقتها و أخرجت المفتاح من جانب الباب في مخبأ سري و دلفت إلى شقتها فهي لا تريد أن تحتك بـ رحيم حتى الصباح.
أبدلت بيان ثيايها و ثم استلقت على سريرها لتنام بتعب من أحداث اليوم.
_
شعرت بيان بأحد يحادثها بجانبها و كان صوته صوت رحيم الذي لطالما استطاعت تمييزه..
رحيم:عارف إني بتعبك معايا و مع طبعي و طباع أهلي بس أنتِ الإنسانة الوحيدة اللي أقدر أبقى مطمن على شرفي و سمعتي و أولادي و أنا بعيد..
رحيم:ممكن أكون بقسى عليكِ بس صدقيني معزتك جوايا غالية أوي.
ابتسمت بيان أثناء نومها فإن كانت أمنياتنا لا تتحقق في الواقع على الأقل تبقى أحلامنا لتحققها و تجعلنا سعداء.
_
بينما رحيم دلف إلى الغرفة و أبدل ثيابه ثم استلقى بجانب بيان و غفى هو الأخر..
_في الصباح الباكر..
استيقظت بيان و رأت رحيم يفعل تمارينه الصباحية في الغرفة فنظرت له..
بيان:بتعمل ليه هنا؟
رحيم:سيادة اللواء بتراجع بعض الملفات بره عشان مزعجهاش..
بيان:هلحق أقوم أعمل فطار..
رحيم:هنطلب فطار النهاردة مش لازم تعملي.
بيان:من امتى الحب ده؟
رحيم:الاولاد محتاجينك و لازم على الاقل تأخدي يوم أجازة عشان إمبارح ميتكررش.
بيان(بضيق):لو عشان الاولاد فأنا هعرف أراعيهم كويس.
بيان(بضيق):مفيش داعي تطلب فطار مش ناقصة مامتك تسمعني كلمتين.
تعالى رنين هاتف بيان فأجابت.
بيان:خير يا منال أخبارك كلها منيلة.
منال(بضحك):لا متخافيش.
منال:كارمن واخدة أجازة و أنا محدش بيجبني غيرها ما تعدي عليا و نروح سوا.
بيان:يا مصلحة.
منال:زي أختك.
بيان:لو أختي كنت خلصت منها.
بيان:عموما اجهزي و أنا هودي الأولاد المدرسة لأن النهاردة يوم أجازة السواق و هعدي عليكِ.
منال:عسل.
بيان:اقفلي طيب.
أخرجت بيان من خزانتها بعض الملفات و وضعتهم على السرير و دلفت إلى الحمام ثم خرجت لتبدل ثيابها لملابس تناسب العمل.
بيان:غريبة ملبستش؟
رحيم:مش هروح الشغل.
بيان:طيب كويس تودي الأولاد المدرسة.
رحيم:إيه لا؟
غادرت بيان الغرفة و القت التحية على نجدت التي نظرت لها و لملابسها..
نجدت:مش شايفة أن جيبتك قصيرة شوية!
"كانت بيان ترتدي تنورة قصيرة باللون الأسود و ترتدي قميص باللون الأبيض بداخل التنورة ثم ارتدت كعب يناسب ملابسها و تركت شعرها حرًا خلف ظهرها"..
بيان:عندك حق..
دلفت بيان لغرفة الاولاد لـ تجعلهم يستيقظوا..
ملاك:هو كل يوم مدرسة؟
بيان:يلا يا لمضة.
بيان:صحي مالك يلا.
حضرت بيان الفطور و وضعته على مائدة السفرة، جلس الجميع ليتناول طعامه.
بيان:يلا خدي دِ شنطتك يا ملاك..
مالك:ماما.
بيان:نعم يا حبيبي.
مالك:أنا عايز أخ.
سعلت بيان بشدة بينما رحيم ربت على ظهرها.
نجدت:الكلام ده ممنوع حد يتكلم فيه..
نجدت:و كمان كفاية أنتوا الاتنين مش ضامنين التالت ممكن يورث إيه منها.
بيان:أعتقد شيء زي ده أنا و رحيم اللي نقرره و لا حتى في ده كمان هتعملوا خطط و ترتيبات و نشوف أبعاد الموضوع و الكلام ده!
بيان:كان ماله ابن خالتي بس.
نظر لها رحيم بحدة جعلها تنظر لصحنها ثم تعالى رنين هاتف بيان التي شهقت عندما رأت ابن خالتها يتصل..
بيان:ممدوح!
بيان:ألو..
نهضت نجدت لتجهز ملفاتها لكي تذهب إلى عملها بينما رحيم نظر لبيان و هي تتحدث مع ذلك الذي يُدعى ممدوح..
بيان:اه أسفة.
بيان:لا هجيلكم قريب..
بيان:خالتو أخبارها إيه؟
بيان:المشكلة بس أن المسافة بعيدة يا ممدوح فمش هعرف اسافر أنا و الأطفال لسوهاج..
بيان:هشوف رحيم و نيجي..
بيان:تمام سلملي على خالتو..
أغلقت بيان الهاتف ثم نظرت لرحيم الذي كاد أن يرحل..
بيان:تعالى هنا.
بيان:أنت هتودي الأولاد المدرسة..
رحيم:قولتلك النهاردة مش هنزل من البيت..
بيان:و أنا عندي شغل حظك بقى..
قبّلت بيان كلًا من ملاك و مالك..
ملاك:ماما هو أحنا مش هنروح لجدو بقى؟
بيان:هنروح يا حبيبتي قريب.
تنهدت بيان و نظرت لرحيم الذي فهمها فقد اقترب يوم وفاة والدتها..
نجدت:أنا هرجع لبيتي..
بيان:حد زعلك يا طنط؟
نجدت:مفيش انضباط هنا..
نجدت(بعصبية):و متقوليش طنط دِ قولي سيادة اللواء..
بيان:و الله حضرتك بمثابة أم و أنا مش هقول لأم سيادة اللواء أبدًا..
رحيم:نقفل علي الموضوع..
رحيم:اللي تشوفيه يا سيادة اللواء و شنطتك هتتبعت لباب الفيلا..
نجدت:يا ريت لأن القعدة هنا مزعجة..
بيان:رحيم وصل الأولاد المدرسة يا ريت تكون عارف الطريق اصلا..
جذبت بيان حقيبتها و كادت أن تغادر و لكن رحيم أمسك بيدها..
رحيم:كملي أكلك عشان متتعبيش..
بيان(بحدة،همس):ما مامتك أكلتني سم كلامها..
رحيم(بهمس):اقعدي كُلي يا بيان و نتكلم بعدين..
بيان(بحدة،همس):نتكلم في إيه! هو أنا بلحق أقعد معاك ساعتين على بعض..
رحيم(بهمس):بعدين يا بيان عدي الليلة..
تنهدت بيان ثم عادت إلى مائدة الطعام تناولت طعامها و كذلك أطفالها، بينما نجدت أمسكت بحقيبتها و غادرت..
ملاك(بفرحة):بابا بجد أنت اللي هتودينا زي باقي صحابنا..
رحيم:لا أن..
ضغطت بيان على يد رحيم..
بيان:بابا كل ما هيلاقي نفسه فاضي يا حبايبي هيوصلكم..
بيان:يلا يا رحيم..
رحيم(بضيق):تمام..
غادروا جميعا المنزل استقلت بيان سيارتها، استند رحيم بيده على سيارة بيان..
رحيم:لو في جديد حصل بلغيني..
بيان:حاضر..
رحيم:و خلي بالك من الطريق..
رحيم:احم و..
بيان:و؟
رحيم:احتمال نجيب أخ لمالك زي ما هو عايز..
غادر رحيم سريعًا و استقل سيارته و قادها إلى مدرسة كلًا من مالك و ملاك..
بيان:طب و الله ابن مجنونة..
قادت بيان و أحضرت منال معها..
منال:بجد متشكرة جدا ليكي يا بيان..
بيان:يا بنتي أحنا اخوات..
وقفت بيان أمام الشركة التي تعمل بها و لكنها اصطدمت بمهند و كادت أن تسقط و لكنه تدارك الموقف و أمسك بها بيديه..
بيان(بخضة):أنا أسفة..
بِعدت بيان عنه سريعًا ثم نظرت لمنال التي قد غمزت لها مع ابتسامه تزين وجهها..
مهند:يا ريت تبقي تبصي حواليكي.
بيان:هو أنا ليه ربنا بيرزقني بالناس اللي زيك..
مهند:أفندم!
بيان:لا متأخدش في بالك..
بيان:عموما ب..
تعالي رنين هاتف بيان، فـ أجابت سريعًا عندما وجدته رحيم..
بيان:في حاجة يا رحيم؟
رحيم:مدرسة الأولاد أن..
بيان(بشهقة):أنت لغاية دلوقتي موصلتش الأولاد المدرسة يا رحيم أنت عارف الساعة كام يا رحيم!!
رحيم(بضيق):مش فاكر اسمها..
بيان:و الاولاد راحت عليهم المدرسة يا رحيم.
رحيم:ابعتي اسم المدرسة و الموقع بتاعها و انا هتصرف..
بيان(بضيق):ابقى اتصل طمني يا رحيم الاولاد دخلوا المدرسة و لا لا..
بيان(بضيق):و لو طبعا مدخلوش ده المتوقع وديهم عند بابا..
رحيم:خلاص يا بيان اقفلي اقفلي..
منال:في إيه يا بيان؟
بيان:رحيم لأول مرة يودي الولاد المدرسة و اتأخر و هو أصلا ميعرفش اسم المدرسة إيه و حوارات كدة..
منال(بضحك):جوزك ده قمر..
بيان:اسكتي متتكلميش قال قمر قال امشي قدامي..
بينما كان مهند يتابع بيان مع حركاتها و تعابير وجهها أثناء المحادثة لا يعلم كيف و لِما شرد بها..
منال(بضحك):أنتِ بس مش مقدرة جوزك ده، ده هتلاقيه مدلعك أخر دلع..
بيان:ربنا يرزقك بواحد زي رحيم يكرهك في عيشتك ده يا بنتي أخر مرة شوفته بيضحك كانت ليلة فرحنا و كان بيضحكها مجاملة للناس..
منال:بس..
بيان:آه..
لقد اصطدمت بيان مرةً أخرى بمهندس يعمل في تلك الشركة و لكن يبدو أنه كان يتعمد ذلك.
بيان:في إيه يا علاء؟
علاء:مش تفتحي يا بيان؟
بيان:أنت كنت قاصد تخبطني..
علاء:أنا برضو!.
بيان:في غيرك بيكرهني..
علاء:كتير..
بيان:طب يلا يا خفيف من هنا هي مش ناقصة..
علاء:اقف في الحتة اللي تعجبني..
مهند:هي الرزالة وراثة عندكوا في العائلة..
نظر علاء لـ مهند و رجع خطوة للخلف..
علاء:مين؟
مهند:مش مهم بس بلاش أفعال الناس المراهقة زيك..
أمسك مهند بيد بيان التي صُعقت من صدمتها الشديدة بسبب مهند و جراءته..
دلف مهند إلى المصعد و لم يترك يد بيان.
بيان:إيدي إيدي..
نطر مهند لبيان بصدمة ثم أبعد يده بانفعال..
مهند:احم أنا بعتذرلك لأن تجاوزت حدودي..
بيان:أنتوا بتعتذروا!!!!
مهند:أفندم؟
بيان:متفهمنيش غلط بس احم أعرف حد شبهك كدة رخم و بيحب المشاكل لكنه مستحيل يعتذر..
غادروا المصعد معًا و نظر مهند لـ بيان..
مهند:جوزك..
بيان:رحيم!
مهند:أفندم!
بيان:ده رحيم بيتصل استغربت لأنك جبت في سيرته..
بيان:ألو..
رحيم:ولادك في المدرسة ها حاجة تانية؟
بيان:ازاي دخلتهم؟!
رحيم:بيان شكلك مفوقتيش لسة..
بيان:خلاص انت هتذلنا عشانك ابن و..
رحيم(بحدة):بيان قولتلك مية مرة متذكريش ده قدام حد نهائي..
بيان(بتنهيدة):حاضر..
بيان:هتعمل إيه؟
رحيم:ورايا شغل همارسه من البيت..
بيان:طيب خلي بالك من نفسك..
رحيم:لو في حاجة حصلت بلغيني..
بيان:خلاص يا رحيم حاضر متخافش مفيش حاجة هتحصل أنا بخير يلا باي..
أغلقت بيان الهاتف مع ابتسامه تزين ثغرها لم تلاحظ ذلك الذي فُتن أثرها..
بيان:عن أذنك أستاذ مهند..
غادرت بيان لتمارس عملها، بينما مهند ذهب لمكتب فاروق..
_عند رحيم..
عاد رحيم إلى منزله و أبدل ثيابه إلى بدلة أنيقة تناسب شخصيته باللون الرصاصي يرافقه قميصًا باللون الأبيض، غادر المنزل و استقل سيارته مرةً أخرى و ذهب إلى ذلك النادي الذي تبقى بداخله شهيرة الخيط الذي يوصله لذلك الأسيوط الذي يريد الوصول له..
اصطدم بها رحيم متعمدًا فسقطت بين أحضانه ممسكة بقميصه..
شهيرة:أسفة أسف..
شهيرة(بصدمة):أنت هو!
رحيم:هو..
شهيرة:شوفتك في الصور كتير..
رحيم(برفعة حاجب):و صوري بتعمل إيه عندك؟
اقتربت منه شهيرة و مالت على أذنه لتهمس له.
شهيرة:دايما بيخططوا لقتلك..
كادت أن تبعتد و لكن قربها منه رحيم..
رحيم:و قدروا؟
نظرت له شهيرة بداخل عينه فقد كان رحيم يمتلك جاذبية كبيرة..
شهيرة:طبعا جايلي عشان أنا اللي بوصل البنات للأسيوط..
رحيم:اللي خلاني أجي هنا ذكائك..
ابتسمت شهيرة ثم تركت رحيم و ذهبت، بينما رحيم ذهب خلفها فجلست على إحدى الطاولات..
رحيم:تأخدي كام؟
صمتت شهيرة عدة لحظات و اقتربت من رحيم قليلا و ابتسمت..
شهيرة:مش هطلب فلوس هطلب شيء بسيط جدا..
تعالى رنين هاتف رحيم استطاعت شهيرة أن تلمح الاسم و كانت المتصلة بيان..
شهيرة:رد على مراتك..
رحيم(ببرود):أعتقد مش من تخصصك..
رحيم(ببرود):قولي عايزة إيه؟
شهيرة:موافقة أبلغك مكان الأسيوط في الجبل و كمان هخليك تقبض عليه و هو بيهرب مخدرات..
شهيرة:ده كله مقابل حاجة واحدة..
رحيم:إيه هي؟
شهيرة:ليلة.
شهيرة:ليلة واحدة تجمعني بيك..
صمت رحيم قليلا و هو ينظر إليها، بينما شهيرة ارجعت بجسدها للخلف و هي تبتسم..
شهيرة:ابقى سلملي على مراتك مش كان اسمها بيان برضو!
نهض رحيم و كاد أن يرحل و لكنها أمسكت بيده..
شهيرة:بيتي زي ما هو في الملف مغيرتهوش هستناك الليلة الساعة 2..
شهيرة:و أه لو عرفت تجيب مراتك هاتها عادي..
ذهب رحيم دون إضافة كلمة و ذهب إلى المبنى، و قد نسى تماما أمر اتصال بيان..
_عند بيان..
كانت تجري و هي تبكي داخل تلك المشفى التي يتواجد بها أبيها الذي مرض فجأة..
بيان(بلهفة):سمر سمر بابا عامل إيه؟
سمر(بحزن):الدكتور معاه جوا يا هانم..
بيان(بلهفة):طب حصل إيه طيب؟
سمر(بحزن):فجأة دخلت عليه الأوضة عشان الغداء لقيته مش بيتحرك و لا بيرد عليا..
مهند:ممكن تهدئي شوية عياطك مش هيعمل حاجة...
بيان(بخوف):بابا مش هيحصله حاجة إن شاء الله هو هيبقى بخير مش هيسبني زي ماما..
دكتور:فين بيان؟
بيان(بدموع):أنا بابا عامل ايه؟
دكتور:كانت تقريبا جلطة واضح أنه تعب نفسه الفترة اللي فات أو نفسيته كانت وحشة جدا..
دكتور:لما فاق بدأ ينادي عليكي..
بيان(بدموع):ممكن ادخل ليه؟.
دكتور:أكيد اتفضلِ..
دلفت بيان إلى غرفة والدها و هي تبكي، اقتربت منه و احتضنته بقوة...
صلاح:بتعيطي ليه هو انا كنت مُت لسة!
بيان(بعياط):بعد الشر عليك يا حبيبي..
صلاح:متخافيش أنا لسة بصحتي..
بيان(بعياط):كنت عايز تسبني و تبعد عني زيها.
صلاح:امسحي دموعك متنزلش طول ما أنا عايش..
قبّلت بيان يد والدها و وجدت الباب يفتح بانفعال و رحيم يدلف إلى الداخل..
رحيم:ألف سلامة أول ما عرفت جيت علطول..
بيان:لا كتر خيرك..
بيان:عن أذنك يا بابا ارتاح..
جذبت بيان رحيم من ذراعه و غادرت الغرفة و أغلقت الباب خلفها، نظر لها رحيم باستفهام فلاول مرة تمسكه بتلك الطريقة..
بيان(بانفعال):كنت فين؟
رحيم(ببرود):في الشغل خير يا بيان؟
بيان(بانفعال):أنا تعبت كل حياتك شغل في شغل انا فين من حياتك..
بيان(بانفعال):اتصلت عليك فوق العشر مرات إيه حضرتك غشيم مفهمتش أنه ممكن أكون وقعت في مشكلة..
بيان(بانفعال):حتى في عز ما بحتاجك بتختفي و بضطر أهتم بكل حاجة الاولاد و شغلي و بابا حتى بشيل همك و هم عائلتك..
بيان(بانفعال):أنت أناني أوي بجد..
اقترب رحيم خطوة من بيان و لكنها ابتعدت عنه و كادت أن تصطدم بـ مهند و لكن جذبها له رحيم بعنف، و ثبتها على الحائط خلفها..
رحيم(بهمس):مش هحاسبك علي كلامك ليا بالطريقة دِ قدام الناس عشان مقدر الحالة اللي أنتِ فيها..
رحيم(بهمس): كمان بشتغل عشاني ما..
بيان:بتشتغل عشان أهلك و لوطنك أنا مش هستفاد حاجة لما تكون كل مرة في مهمة و أكون مش عارفة أنام بليل خوف و قلق عليك لغاية ما أشوفك قدام عيني..
رحيم(بهمس):جهزي نفسك هستناكي بره..
بيان:هرجع مع مستر مهند عشان الاولاد عنده في البيت..
نظر رحيم لـ بيان بغضب و لكن بيان لأول مرة لا تكبر عقلها فنظرت له بتحدي...
رحيم:مستر مين؟
بيان:مستر مهند..
ابتعد رحيم عن بيان و نظر لـ مهند..
رحيم:و جنابه بيعمل إيه معاكِ؟
بيان:لقاني محتاجة مساعدة فساعدني..
سمر(بخفوت):استر يا رب رحيم بيه مش بيرحم..
بيان:هتطمن على بابا قبل ما امشي..
بيان:بعتذر لحضرتك يا مستر مهند على اللغبطة اللي حصلت..
دلفت بيان لتطمئن علي أبيها الذي نام بتعب ثم عادت لسمر و أخبرتها أن تعتني بوالدها جيدا..
شهقت بيان عندما وجدت رحيم يحملها بين يديه و غادر تلك المشفى و خلفه مهند الذي غضب من تصرفه..
بيان(بحدة):أنت س..
رحيم:تخرسي خالص لغاية ما نوصل بيتنا..
رحيم:هعرفك ازاي تسيبي الولاد عند حد غريب..
بيان:و هو أنا لقيت حد و مودتهمش عنده..
رحيم:و بيتي؟
بيان(بسخرية):كلمت والدتك و كالعادة في شغلها و مش فاضية للعب العيال ده..
ركبها رحيم في سيارته بينما التفت لمهند الذي صعد إلى سيارته و تحرك، استقل رحيم سيارته و قاد خلف سيارة مهند..
رحيم(بحدة): و كمان جاية بعربية واحد غريب.
بيان:متركبنيش الغلط أنت عارف إني مش بركب من حد غريب و لكني كنت مضطرة منهارة و بابا تعبان في المستشفى كفاية إني فكرت في الولاد.
توقف رحيم أمام منزل مهند الذي جلب مالك و ملاك النائمين..
مهند:هبقى اطمن على السيد الوالد بعدين يا بيان..
رحيم:مفيش داعي و شكرا على وجود الاولاد عندك..
حمل رحيم مالك و ملاك و وضعهم في الكرسي الخلفي، نظرت بيان لمهند بامتنان..
مهند:ارتاحي بكرة انا هكلم مستر فاروق..
بيان:شكرا لحضرتك مستر مهند..
انطلق رحيم بسرعة كبيرة، نظرت له بيان بحدة ثم عادت بنظرها إلى أطفالها أخرجت بيان البخاخة..
رحيم:أنتِ كويسة؟ تحبي أقف في حتة تشمي هواء..
بيان:رجعني البيت يا رحيم..
أيضًا غفت بيان بمكانها، بينما رحيم قاد إلى المنزل و ترجل من السيارة و حمل مالك و ملاك و صعد إلى المنزل وضع كلًا منهم في سريره ثم عاد و حمل بيان التي تمسكت في قميصه و فتحت عينيها ببطء نظرت له ثم عادت للنوم مرةً أخرى وضعها رحيم بسريرها..
استلقى رحيم بجانبها بعد أن أبدل ثيابه و غفى بجانبها..
.
.
.
_يتبع:::::::::::::::::
____________________________

حملة برعاية الحب.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن