الفصل 2 ❤

3.4K 107 9
                                    

قبل قليل:

دلفت المطبخ بخطوات سريعة و أنفاس متقطعة وكأنما هناك وحش جائع يطاردها، وذاك الوحش لم يكون سوى مشاعرها المهددة ب الإنكشاف أمامه، فماذا تفعل ففي النهاية هذا يعود إلى قلبها المتيم بعشقه وهي لا تملك على قلبها سلطان،

إتكأت على رخامة المطبخ وهي تتنفس بسرعة، بينما تضغط بكف يدها فوق موضع قلبها محاولة تهدئة دقاته العالية وهي تتساءل مستغربة :

" كل دا حصل معايا من لمسة من صوابعو بس؟! "

ثم صمتت مجبرة وابتسامة ساخرة تعلو شفتيها، فهي الأكثر علما بمدى حبها له وتعطشها لحبه وحنانه،

زفرت بحدة وهي تلعن نفسها وقلبها وحياتها واليوم الذي بدأت العمل فيه كمربية لبنته،

تحركت نحو الثلاجة بخطوات متثاقلة والحزن قد إستوطن ما إستوطن من ملامحها ومن قلبها،

أخرجت بعض الخضروات منها لكي تحضر العشاء، ثم قطعتها بهدوء وعقل شارد، وما ان إنتهت حتى وضعتها بداخل حلة الطبخ ثم سكبت الزيت بداخل الحلة، او هذا ما خيل لها ، فهي بسبب شرودها وقلة إنتباهها لم تلاحظ أنها سكبت أغلب الزيت على رخامة المطبخ عوضا عن الحلة، وبسبب كبر الكمية بدء ينزلق من فوق الرخامة نحو الارض....

حملت رهف الحلة ولا زالت شاردة حزينة مشغلة الذهن بجاسر وحبها له.، وهي تتسال بداخلها : " هل سيحبني يوما ؟ "

ولم تستيقظ من شرودها سوى على سقوط الحلة من يدها مسدرة صوت عالي دوى صداه في ارجاء المكان، من ثم تلاته صرخة مدوية منها تزامنا مع سقوطها على الأرضية الصلبة مرتطمة بها بقسوة وسرعان ما أطلقت شهقة متألمة حين اصطدمت قدمها بزجاج غطاء الحلة والذي قد تنافر إلى شظاية ، وما زاد ألمها أضعافا هي تلك الزجاجة الكبيرة التي إخترقت جلد قدمها بعنف مسببة لها ألم لا يطاق.....

هرول نحو المطبخ سريعا ما إن وصلت تلك الاصوات إلى مسامعه، وشعور الهلع يسيطر عليه، توقف أمام عتبة المطبخ وسؤال واحد يتكرر بداخله :

" اهو خائف عليها ؟! "

لكنه سرعان ما نفض تلك الأفكار عن رأسه حين وقعت عيناه على ذلك المشهد المريع من وجهة نظره، فقد كانت رهف تجلس أرضا بشعرها المنكوش إثر تلطخه بالزيت ولتساق بعض الخضروات المتناثرة على الارض به إلى وجهها المبلل بدموعها إثر الألم الذي تشعر به بسبب إنزلاقها على الأرض او هذا ما خيل له فهو لم يرى قدمها المجروحة بعد، كما تلطخت بجامتها الوردية الجميلة ببعض بقع الزيت،

إتسعت حدقتيه بصدمة حين وصلت نظراته نحو تلك البقعة الحمراء المرتكزة أسفل قدمها، ليهرول نحوها سريعا،

جثى أرضا أمامها متلمسا جرحها بأنامله الخشنة،

" انتي كويسة ايه الي حصل ؟ "

سيدة العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن