انتِ لستِ كذلك

162 34 14
                                    


نظرت اليهِ كاثرين لتبتسم بسخرية وهمست لهُ "بما انه تعويض لذلك العشاء فلا مشكلة في المشاركة ."

حاولت ان تُمسك الشوكة كما يفعل هوَ ولكنها لم تستطع بسبب مخالبها، او هيَ تتصنع ذلك كي لا يسخر منها .

ولكنها لا تعلم عن قلبِ من هو امامهَا .

نظرَ إليها ليجد انهَا تحاول فعلَ ذلك علمَ انهَا تحاول بأقصى جهد تملكه ليقول لها بابتسامة بعدَ ان سحبَ الشوكة منها " لا بأس كاثرين، لا تحاولي ان ترهقِي نفسكِ بالضغط عليها بواسطة تصنعكِ فهو لن يجعلك مرتاحة ، ان كنتِ تظني انني سأسخر منكِ فأنتِ مخطئة."

توسعت مقلتاها بصدمة على ما يقولهُ الاشقر امامهَا لتأخذَ نفسًا عميقًا وتناولت الطعام بيدها كما تفعل ، رُسمت إبتسامة على ثغرهِ عندمَا رآها تتصرف بطبيعتها كانَ ذلك كفيلًا بأن يجلعهُ يرتاح لوهلة.

انتهى من طعامهِ بعد جلسةٍ دامَ تأملهُ لهَا لينهضَ من سريرهَا وانحنى امامهَا باحترام هامسًا لها " شكرًا لكِ على تلبيةِ طلبي ، اعتني بنفسك جلالتك."

انصرفَ من الغُرفة تاركًا خلفهُ قلبًا ينبض بشدة ، هي لم تشعر بهذَا الاهتمام منذُ وقت جدًا طويل دامَ لأعوام .

ولكنها خائفة ان تُخطئَ مُجددًا كما تفعل في كلِ مرة، لذلك تمسكت بقرارها على ان تترك اللعنة  تمضي بهَا و الظلمات ستقضي اوقاتًا أخرى من حياتها.

مضت ثلاثةَ أشهر على هذا الحال ، هُما لم يتحدثا او  يتدخلا في شؤونِ بعضهما البعض البتة !

وكأنهما لا يعرفان بعضهما البعض ، هي َ كانت خائفة من التعلق بهِ وهوَ خائف منها ومن غضبها وبنفس الوقت يخشى ان تُكسر وهو برفقتها  .

ولكنهُ ظلَّ مُلازمًا غرفتهُ لا يراها سوى في وقتَ العشاء ويتحدث قليلًا مع الخدم و ربمَا يساعدهم  في أعمال القصر .

وفي بعض الأحيان يقوم بمراقبة الملكة كاثرين أثناء جلوسها أمام المدفأة مع هذه الأجواء الباردة وحدها لا يعلم ما هو سبب فعله ذلك و لكنه يدرك ان خلفَ هذه السبعت جانب آخر.

و كل ما فكَّر فيه اثناء مكوثهِ في القلعة اكتشاف الجانب الجميل من شخصية الملكة كاثرين .

كان ذلك هو روتين و أفكار كريستن المُمِلين تقريبًا ولكنه على الأقل أفضل من العراكِ مع جورج في القرية كلَّ يوم .

كلًا منهما حملَ خوفًا من بعضهما وكأن العالم سيحدث بهِ مكروه ان كسروا ذلك الحاجز.

ومعَ بزوغ خيوطِ الشمس استيقظت كاثرين واخذتها خطواتها لذلك الدلو الفضي وضعت الماء بينَ كفيها قاصدةً غسلَ وجهها ، بعدَ قيامهَا بروتينها ذهبت الى تلكَ الغرفة التي تُعزف فيها الحانها المُفضلة .

لعنةُ الوردة البيضاء | The curse of the white roseWhere stories live. Discover now