البارت الرابع عشر

10.4K 375 20
                                    

_كانت غير مستوعبة بعد ما قالته تلك المرأة أحقاً فعلت بها ذلك،أوضعتها أمام ذلك الذئب الجائع الذي كان سيفتك بها حتماً.....
_ابتلعت ريقها وقالت بدون وعي:يعني إنتي اللي بعتي عنواني لرضا....طب ما حستيش بتأنيب ضمير من اللي كان ممكن يعمله فيا وكان ممكن يعمل كدة وتيم ما يلحقنيش.....طب مثلاً ما خوفتيش يقول لتيم وخطتك كلها تبوظ.....قالت كلماتها تلك وهي غير قادرة على تصديق أن هناك من هو بشر هذه المرأة،لم تكن تتخيل أنها سوف تقابل أحداً يحمل هذا الكَم من الشر ،كانت تعتقد أن مثل هذه المرأة يوجد فى الأفلام والمسلسلات فقط،وليس فى الحياة الحقيقية....
_أجابتها ببرود:أنا ما يفرقش معايا أي حاجة غير مصلحتي ولو هادوس على أي حد وإنتي كمان زيي هاتدوسي على تيم رغم إنه ما عملكيش حاجة عشان خاطر الفلوس....ثم ابتسمت بشر وتابعت:أما بخصوص بقى إنه يعرف ف ده شيء مستحيل لإني مش بالغباء ده عشان أتعامل مع رضا مباشر كدة لا طبعاً حد تاني هو اللي اداله عنوانك وده طبعاً بعد ما خدت منك الموافقة على الخطة.....وبعدين بعت رسالة صغنونة كدة لتيم إنك مخطوفة وإديته العنوان وبس كدة
_هي بالفعل غبية كما قال تيم فهي تعتقد أن تيم ذهب إلى حور بسبب تلك الرسالة.....كانت كلماتها كسياط تنزل على جسد حور....وقفت حور وبدأت فى الإقتراب من ناني بخطوات متباطئة كانت كالمغيبة تماماً وهي تفكر بكلمات تلك المرأة:ما يفرقش معايا غير مصلحتي....هاتدوسي على تيم عشان خاطر الفلوس.... أنا مش بالغباء عشان أتعامل معاه مباشرة....كان هايقتلني بالحيا وده كله عادي عشان خطتك تنجح....كانت ناني خائفة بشدة من هيئة حور....كانت تجلس على الأريكة....اقتربت منها حور ودنت منها ثم صرخت بها:ورحمة أمي ما أنا سايباكي ياناني......ثم جذبتها من شعرها لتسقط أرضاً وتجلس حور فوقها وهي تصرخ:بقى إنتي عاوزة تموتيني عشان الخطة بتاعتك....شايفة الباروكة اللي انتي لابساها دي مش هاخليلك فيها شعراية....
_بدأت ناني تصرخ بشدة:رؤوف help me رؤوف
_صرخت حور هي الأخرى:رؤوف مين ده ياأم رؤوف وربنا ما أنا سايباكي وعلى رأيك يامدام ناني هاوديكي ال hell النهاردة بعون الله بصاروخ بس انتي قولي يارب
"حور فى إيه اللي حصل إيه يابنتي اللي بتعمليه ده"
كانت تلك جملة وعد عندما أتت على صراخ ناني لتشاهد ما يحدث....قَدِمت شروق هي الأخرى وأخذت تصفق وتطلق الصافرات:أيوة ياحور ياجامدة وريها المرأة الثعبانية دي....ثم نكزت وعد وقالت:باقولك إيه يابت ما تروحي تاخدي حقك إنتي كمان انتي نسيتي اللي عملته معاكي الصبح
_ضيقت وعد عينيها وابتسمت وقالت بفرح: إنتي من النهاردة أختي عارفة ليه؛ لإنك ما بتهديش الدنيا لا بتولعيها أكتر تسلميلي ياغالية....كانت حور ما زالت جالسة فوق ناني وتجذب شعرها بيدها بعنف
_اقتربت منها وعد وحاولت إبعادها بصعوبة:كفاية بقى حرام عليكي ياحور
_صرخت ناني:حوشي البني آدمة الحيوانة دي عني يابتاعة إنتي....
_نظرت لها وعد بشر وقالت بحنق:يابتاعة إنتي....ثم أبعدت يديها عن حور لتتركها تجلس فوق ناني مرة أخرى وربتت على ظهرها وقالت:كملي ياحور كملي اللي بتعمليه وإحنا هانشجعك مستقبل مصر....قصدي تعابين مصر بين إيديكي....بس معلش ياحور إنتي شوفتي اللي حصل تحت ممكن تسيبيني آخد حقي...
_ابتعدت حور وهي تنهج وصدرها يعلو ويهبط وقالت:اوي اوي هارتاح دقيقة وأشربلي بوق مية وأرجع أكمل
_قبلتها وعد وقالت بفرح:تسلميلي ربنا يبارك فى عمرك....وجلست فوق ناني وجذبتها من شعرها هي الأخرى لتصرخ ناني بأعلى صوت تمتلكه:رؤوف help me رؤوف.....
_وعد بغيظ:بقى هو بقى ما عندهوش زوق بقى هو بيختار بالأخلاق وما همهوش الشكل طبعاً ما إنتي كنتي محتاجالك حيّة شبهك عشان تولفوا على بعض...
_أشارت حور لشروق وقالت:تعالي يابغلة إمسحيلي العرق وامسكي الإزازة شربيني بوق مية مش كنت بالعب مصارعة أدامك.....
_وبعد عدة لحظات كان تيم وحمزة ويوسف واقفين أمام باب غرفة ناني يرون المنظر كالآتي:وعد تجلس فوق ناني وتجذبها من شعرها حتى أصبح شعر ناني كأن أحداً قام بتمرير سلك من الكهرباء به
_حور تجلس بجوار وعد وتشجعها على ما تفعله وتقول:خبطي بإيدك ياناني على الأرض لو عاوزة تستسلمي وتنسحبي.....لتفعل ناني ما طلبته حور ولكن قهقهت حور وقالت بشر:إلعبي غيرها ياحبيبتي وربنا ما أنا سايباكي كملي يابت ياوعد
_شروق تقف وهي تصفق وتطلق الصافرات
_اقترب تيم وصرخ:إيه اللي انتم بتعملوه ده.....انتفض جسدهم جميعاً وتوقفوا جميعا عما كانوا يفعلون...
_ابتلعت حور ريقها بصعوبة وهبّت واقفة مكانها لتواجه تيم.....أما وعد ركضت ووقفت وراء ظهر يوسف،وكذلك فعلت شروق واختبأت خلف ظهر حمزة
_كانت حور واقفة أمام تيم وهو يرمقها بنظرات غاضبة....دنا من ناني الممدة فى الأرض وقال ببرود:إنتي كويسة
_أعجبها ذلك الوضع هل حقاً تيم يهتم بحالها،بدأت تتصنع البكاء وتشهق وهي تقول:الحيوانات دول كنت قاعدة فى أوضتي ولقيتهم مرة واحدة داخلين الأوضة واتهجموا عليا
_كان تيم يعلم حقيقة الأمر وأنها لا بد أنها فعلت لهم شيئاً فهم لم يفعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم بالتأكيد.......أقترب منها أكثر وهمس فى أذنها بفحيح:الحريقة عمرها ما بتقوم لوحدها لازمها بنزين زيك يامدام ناني،لو مفكرة إني هاصدق العبط اللي بتقوليه ده يبقى ما تعرفيش مين هو تيم الأنصاري....
_تجهمت ملامح وجهها وقالت ببراءة مصطنعة:أنا بجد وحياتك عندي ما قربتش منهم هما اللي أذوني وأديك شايفني أدامك بقيت عاملة إزاي وشعري وحالتي عاملة ازاي....ثم شهقت بقوة:ومش قادرة أقوم من مكاني....ثم بكت وقالت:ممكن تساعدني أقوم
_وهنا لم تحتمل حور ما سمعته وشعرت بأن الدماء تغلي فى عروقها وصرخت:استنى اوعى تقرب منها أنا هاقومها أنا....وفى حركة غير متوقعة قامت بإمساك ناني وأوقفتها وقبلتها من رأسها وقالت:حقك عليا ياغالية شيطان ودخل ما بينا وادي راسك بوستها.....ثم تركتها وتشبثت بذراع تيم وقالت:يلا بقى نمشي من هنا عشان زمان عبدالله أخويا جاي وهاننزل نستقبله....وبالفعل سار تيم معها
_كانت وعد تقف خائفة هل سيلومها يوسف،أم ماذا سيفعل بها هل أخطأت فعلاً عندما قامت بضرب تلك الساحرة الشريرة...
_تهتهت بإرتباك:يوسف أنا.... وقبل أن تكمل جملتها...أمسك يوسف رأسها وقبلها وهو يقول:أنا كدة اطمنت عليكي وعلى مستقبل ولادنا ياحبيبتي محدش هايقدر يدوسلهم على طرف
_لم تصدق وعد ما سمعته وقالت بدهشة:يعني إنت مش زعلان
_يوسف:هو أنا زعلان فعلاً بس زعلان عشان جيت متأخر وما شوفتكيش وانتي بتطحنيها من الأول.
_ابتسمت وعد برضا وقالت:أنا لو لفيت الدنيا كلها والله ما هالاقي حد يشجعني كدة ياأخي الله يباركلك
_يوسف بيأس:بدل ما تستغلي الموقف وتقوليلي بحبك وتحضنيني وكدة تقوليلي الله يباركلك طب يلا ياست الحاجة وإحمدي ربنا إن أبويا برة وإلا كنا مسكنا فى بعض بسببكم.....ثم عقد ذراعه بذراعها وقال:يلا يااما....وسار الإثنان نحو غرفتهما
_كانت شروق تقف خلف حمزة ليجذبها من خلفه ويستند بذراعه على كتفها ويقول:مش عيب عليكي ما تاخدلكيش جولة انتي كمان
_شروق بتفكير:كنت بافكر أعمل كدة بس انتو اللي جيتوا قطعتوا اللحظة الحلوة
_حمزة بأسف:تصدقي عندك حق....ثم حاوط كتفيها بذراعه وسار بها وهو يقول:بصي لو عاوزة تقتليها ما ينفعش يكون حد موجود فهماني يعني تفضي الڤلة وتستلميها بقى وكدة يعني
_شروق بإعجاب:دماغ قتال قتلة بصحيح
_غمز لها حمزة بعينه:اومال ولسة ده أنا هاعلمك الوسائل اللي تستخدميها كمان....وسار بهم نحو غرفتهم
_كانت ناني تقف وهي تستشيط غضباً وهي ترى كل واحدٍ منهم يأخذ زوجته ويتركها وكأنها غير موجودة بالأساس،وكانت أيضاً من داخلها مغتاظة لأن كل شخص منهم يبدو عليه أنه يحب زوجته وهي لم تعش حياتها مثلهم فقد كانت حياتها دائماً عبارة عن مخططات عن كيفية الإيقاع بمن يمتلك مالاً أكثر فقد كانت لا تؤمن بالحب أبداً وتعتقد أن المال يستطيع فعل أي شيء بسهولة...ابتسمت بشر:خليكم عيشوا يومين لإني بعد كدة هاطربق الڤلة دي على دماغكم....ثم قهقهت وتابعت:وأديني ياحمزة رجعتلك محمد الجبالي ولسة اللي هايعمله معاك ده كوم تاني،وإنت ياتيم إنت تحت إيدي من دلوقتي،وانت يايوسف إنت أسهل واحد فيهم..... أنا هاعيشكم فى جحيم....
.................
_دلفت إلى غرفتهم وهي ما زالت عاقدة ذراعها بذراعه...افلت ذراعه وابتعد عنها وقام بإغلاق باب الغرفة وعاد ليقف أمامها عاقداً ذراعيه أمام صدره وهو يقول بهدوء شديد:ممكن أفهم بقى إيه اللي إنتي عملتيه ده يامدام حور
_خافت حور منه وركضت نحو السرير وصعدت عليه لتقف فوقه وتقول برعب:وربنا لو قربت مني أو عملتلي حاجة أو مديت إيدك عليا أنا مش لوحدي أخويا معايا،وأنا مش هاسكتلك
_ظل تيم واقفاً مكانه شاعراً بالدهشة مما تقوله فقال:إنتي إيه اللي بتقوليه ده!!
_كسا الخوف والذعر ملامح وجهها كأنها تذكرت شيئاً ما أرعبها بشدة فقالت بذعر:ما باقولش ما تقربش مني وما تمدش إيدك عليا أنا ما غلطتش هي اللي غلطت الأول ونرفزتني
_كان تيم يقترب منها بخطوات ثابتة وقال بهدوء:أنا مصدقك ياحور
_كانت ما زالت واقفة مكانها وهي تهز رأسها بالنفي وتقول برعب:لأ لأ إنت بتمرهمني وهاتضربني
_استمر فى الإقتراب حتى وصل إلى السرير وجذبها من فوقه لتقف أمامه وهو يقول بهدوء:قولتلك مصدقك أضربك ايه انتي اتجننتي
_هدأت قليلاً وقالت بنبرة متشككة:يعني مش هاتضربني
_مرر يديه بين خصلات شعره وقام بشدهم بعنف وقال:والله والله والله عمري فى حياتي ما هامد إيدي عليكي ولا عمري هافكر فى كدة أصلاً
_تنهدت براحة وابتسمت وهي تقول بفرح:ماشي شكراً أنا كنت خايفة عليك على فكرة لإنك لو ضربتني أنا مش هاسكتلك وممكن أضربك أنا كمان
_رفع تيم حاجبه مستنكراً وقال بتهكم :اه طبعاً...ثم تابع بجدية:ليه ياحور
_حور:ليه ضربت ناني!؟
_تيم ببرود:تتحرق ناني دلوقتي....ثم تابع بهدوء:ليه جريتي مني ومفكرة إني ممكن أضربك
_ابتلعت ريقها وأغمضت عينيها لتمنع نفسها من البكاء ثم فتحتها مجدداً وقالت بقوة مصطنعة: مش وقته دلوقتي المهم خلينا فى ناني
_تيم بهدوء:وأنا هاستناكي مش هاضغط عليكي بس صدقيني ياحور لازم أعرف عنك كل حاجة وهاعرفها وإنتي اللي هاتحكيلي إنتي جواكي كتير ياحور.....لم يطل بالأمر لأنه يعلم أنه لو ضغط عليها أكثر ستنفجر بالبكاء كعادتها وهو لا يريد أن يرى بكاؤها ولو هذه اللحظة فقط....ثم تابع:قوليلي بقى هي عملتلك إيه....ولا قالتلك إيه لإن واضح اوي مين اللي عمل للتاني
_تذكرت حور ما قالته تلك المعتوهة،سرت رعشة فى جسدها،كانت تحاول منع نفسها من البكاء أمامه فلماذا كل مرة يتحدث بها يجب أن تبكي أمامه ما المميز به حتى تكون قوية ولا يهمها أي شيء أمام الجميع أما أمامه هو تشعر أنها تريد البكاء فقط على ما حدث نعم هي تشعر بالأمان بجانبه هو الشخص الوحيد الذي يستطيع طمأنتها،ولكن لا لا يجب أن تضعف أمام أي رجل فجميعهم شخص واحد لا لا لن تفعل ذلك ولن تبكي أمامه....

حتماً ستخضعين لي (الجزء الأول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن