الفصل الثالث

186 6 0
                                    

هبط عن الشرفة عندما رحلت سيارة أختها وتقدم بهدوء وخبث من الباب الذي وقفت لوليانا خلفه بتردد.
"تريدين دعوة للداخل؟"
قال، وفتح الباب.
انتفضت كأرنب صغير خائف جعلته يتوق لرؤية ملامحها اللطيفة تلك وهي بين ذراعيه.

ابعدت عينيها من خاصته وتراجعت قليلًا تحاول ألا تتأثر به وبالدعوة المثيرة في عينيه.
لكنه لم يسمح لها بالهرب، حبسها بين جسده العاري وقد تكاسل عن إغلاق قميصه مجددًا وألصقها بالحائط خلفها يسألها:
"أم تحتاجين شيئًا اخرًا..لوليانا؟"

الطريقة التي ينطق بها اسمها تطلق سراح الفراشات داخل معدتها وتجعلها مثيرة للشفقة أمام نفسها.
"فقط أردت شكرك لأنك سمحت لي برؤية إيلا"
قالت سريعًا تحاول إنهاء ذلك الموقف بأسرع ما يمكن قبل أن تقبله وتبًا لمبادئها.
"فقط؟"
لكن يبدو أنه مستمتع بتوترها وحصارها.
الرجل وغد والجميع يعرف.
تأففت ورفعت عينيها بوقاحة تقول:
"لا أذكر أنك قدمت شيء آخر تستحق عليه الشكر"
ابتسم وقد نجح في اشعالها وإطلاق لسانها الوقح.
"انتِ ناكرة للجميل"
"عذرًا..لم أكن أعرف أن تصرفاتك المتسلطة والوقحة تقع تحت خانة الجمائل"
ضحك بخفة ولمعت عينيه بشقاوة يقول:
"انتظر اليوم الذي تتوسلين فيه لأكون وقحًا معكِ لوليانا"
"انت تحلم"
صاحت في وجهه ودفعته بعيدًا تهرب لغرفتها ومن خلفها هو يقهقه متوعدًا.
"لكن أحلامي تتحقق دائمًا عزيزتي"
***
"أهلًا لوكاس"
الصوت الثابت تهادى لمسامعه عندما فتح الخط، فأبعد لوكاس المرأة عن جسده بفظاظة ونهض عن الفراش عاقدًا حاجبيه بترقب.
"سمعت أنك تبحث عني"
أضاف الصوت من الجهة الأخرى فسأله لوكاس ببرود:
"انت دنچرس إذًا؟"
"ولا أظنك تنتظر مني إثباتًا"
"ما انتظره منك الآن إجابة لسؤالي..قبل أن أصل إليك وأنتزع حنجرتك كما فعلت مع رجالك"
ببرود قال لوكاس فغاب المرح من صوت الرجل الآخر يحذره بهدوء:
"راقب لسانك يا صاح"
"وإلا ماذا؟ ترسل لي حفنة جديدة من أشباه الرجال؟"
سخر ثم اكتسبت نبرته الحدة يسأله:
"لماذا تعبث مع عائلتي؟"
فقابله صوت الأنفاس الهادة وكأن الطرف الآخر يحاول ضبط غضبه، قبل أن يسأله بخبث:
"أخبرني أولًا بسبب سعيك للإنقلاب؟..ربما لدينا نفس الرؤية"
اتسعت عيني لوكاس وقبض على الهاتف حتى أبيضت مفاصله يسمعه يضيف ببرود:
"لن أفضح أمرك مقابل صمتك عن أمري..وسأنتظرك..فنحن نكون فريقًا جيدًا لوكاس"
ثم انقطع الخط قبل أن يجيبه لوكاس وقد عقدت المفاجأة لسانه.
اللعين أكتشف سره!
*
*
ألقى ديفيد الهاتف أسفل قدمه ودهسه ثم عاد للسيارة أمرًا سائقه بالذهاب للمنزل.
أخيرًا تواصل مع لوكاس، وقريبًا ستبدأ الصراعات الداخلية.
فلن يكلفه أمر تدمير ألكسندر سوى
رصاصة واحدة.
***
أغلقت الهاتف عندما سمعت نفس الرسالة للمرة العاشرة تقريبًا.
بعد لقائها بإيلا بدأت الشكوك تساورها، ما الذي أخفاه عنها والدها أيضًا.
فتحاول الوصول إليه، لتعرف أسبابه والأهم..تطمئن على أخيها.
تخشى أن يكون أمر عمله مع الرئيس كذبة هو الآخر!
لكن والدها لا يجيب.

قبلة من منتقم سلسـ٢ـلة قبلات القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن