الدرس الواحد والعشرون

8.2K 69 3
                                    

اضطر ماركوس حمل بي على ظهره منذ وصولهما للمكان الذي حجزته بنفسها لقضاء عطلة ،لأنه وبعد عقاب البارحة أصبحت بالكاد قادرة على المشي ،فقام هو بكل الإجراءات بينما هي على ظهره كدب كوالا صغير

وبينما يحمل عامل المنتجع امتعتهما قال لها : لمَ لم تنتظريني لنقرر سويةً مكان العطلة ؟ ألم تجدي مكان عطلة أفضل من هذا الذي يخص أصحاب الدخل المتوسط ؟

تنهدت وقالت : أنا أعتذر سيد ماركوس لكون اختياراتي لا تليق بمقام حضرتك ،لقد رأيت الإعلان على الانترنت ورأيت كم ان المناظر خلابة ،أين كنت أخذتنا حضرتك ؟

ماركوس : إلى مكان أفضل وأجمل ويليق بنا

بي : ولم تحكم على الكتاب من عنوانه ؟ نحن لم نجرب المكان بعد ...اتعلم ؟ يعجبني أننا نتشاجر منذ الآن

مارك يرفع حاجبه وهو يسمع كلامها : لماذا ؟

بي : لان هذا يجعل انفصالي عنك أمراً لن أندم عليه لاحقاً

يلف مارك وجهه نحوها بغيظ ، ثم يقترب من باب جناحهما ويقفز ...ليرتطم رأس بي بالحافة بقوة لتتأوه متألمة وتضع يدها مكان الضربة

ليبتسم ماركوس بشماتة ويقول : آيتها المجرمة ! ...انظري ماذا فعل رأسك اليابس بحافة الباب !

بي تفرك رأسها بيدها وبأعين مغلقة تقول : اللعنة عليك يا ماركوس دي ترانوس ،لقد فعلت هذا عن قصد

ثم تفتح عينيها وتشهق ليفزع مارك ويصرخ : ماذا !!!

تنزل بي بنفسها من على ظهره وتتجه نحو الإطلالة ،ثم تتأملها عبر الزجاج بكاملها من اليمين لليسار بكل نشوة وغبطة

بحر باللون الفيروزي ،بمياه خلابة متلألأة  ،سماء واسعة وغيوم جميلة تزينها ..والتي تسمح لأشعة الشمس بالتسلل منها نحو الماء

كان بالنسبة لها منظراً لا يوصف ، تستدير نحو ماركوس وتقول : انظر ماركوس ...انظر  كم أن المنظر ساحر

لكنه كان يتأملها هي بابتسامتها الطفولية وروحها المرحة وهي ترتدي فستانها الأصفر ،المشرق كضحكتها ...

يقترب منها ويضع يده حول كتفها بينما يتأمل الإطلالة بابتسامة راضية

بي : أنا لا أمانع تجميد الزمن الآن ،والبقاء هنا في هذه اللحظة

ماركوس : ألهذه الدرجة أحببت الإطلالة ؟

بي : أكثر مما تتصور ...للدرجة التي تدفعني للكتابة عنها

تنظر نحوه بسعادة ،ليرفرف قلبه من وجهها اللطيف  فينزل برأسه ليعطيها قبلة ، لتغلق عينيها وتستقبلها بشفتيها بكل سعادة

تذهب وتحضر قلم وورقة وتتربع على الأرضية الخشبية سامحة لصوت أمواج البحر أن تكون الموسيقا التي سترشد كلماتها

حبيستهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن