ثالث أوطاني

41 6 1
                                    

الشام ...
وطني الثالث بعد مصر نبض قلبي ثم فلسطين
بلاد الحرب والألم ، بلاد الحب والحلم
الشام ليست مجرد لفظ ولكنها كيان يهتز في خلدي ، كاهتزاز غصون الأرز في الهدب ، تطربني آاااااه وهي المجد في حد ذاته ، أرادوا أو رفضوا فالشام هي المجد ... هي المجد ولن تغيب فهي الشعراء والصور ، ذهب الزمان وضوءه العطر ، الشام هي مكملة الاعراس الذي غسل وجهها القمر ... 💙

معاناة سوريا ...
لقد مرت تسع سنوات وأكثر علي حرب مدمرة مجنونة أنانية دمرت المنطقية وهدمت النفوس والقلوب والعقول ، إنها حرب غير عادلة اخترقت البلاد في خلسة ظلم الليل مقررة استيطان البيوت واذلال أبناء الوطن حيث بيع  فيها الصغار والنساء في أسواق الرِق والعبيد ، من وجهة نظري انها ثاني اكبر الحروب  التي شهدها الوطن العربي بعد القضية الفلسط*ينية فلقد أبكت جميع أمهات الوطن وأنهكت رجالهم ...
حربٌ غير منصفة فهي  لم تعرف البداية
وبنفس الوقت تحلمُ بنهاية ، حرب شعارها التهجير والتنكير واغت*صاب للحق قبل الأرض ، هي خير دليل علي همجية الامس ولا منطقية اليوم وخوف الغد ...

تسع سنوات وأكثر أصبح فيها الشام الكبير...اكبر واكبر واكبر بجراحه ومآسيه اليومية ، سنوات عجاف مرت بوجع في
اغلب احيانه صامد وصامت ...

تسع سنوات مرت ومازلت اجول في خجلات خانة ذكرياتي لتقف عندها ، هذه الفتاة الطفلة التي سبقت دموعها جمالها وبرائتها " عائشة السورية " ، كانت تصغرني بعدة أعوام  ولكن دائما كنت اري دموعا تكنها ولا أعلم سببها ، ولكن  الاغرب أنها  كانت تظهر ثباتا عجيبا ضد اي موقف تتعرض له وكأنها كانت تخرج حرقتها في عبرة مواقف ثم تأتي بعد دقائق لتخفت وتجلس جانبا حزينة منكسرة 🥺
وفي احدي المرات جلست جانبها لأسئلها : ما بك يا عائشة ، من أحزن صديقتي الصغيرة ؟
انت وسطنا ولك أصدقاء كثر وعائلتك بجانبك
وبنظرات تحمل من الانكسار أجله ومن الوحدة أعظمها قالت : كل هذا لا اريده .... أريد شامي
تلك النظرات ما زالت تطاردني كلما مررت بحي السوريين ، بكل اجازة اطفق ابحث عنها ولا اجد لها اثرا
بحثت وبحثت حتي تقابلت مع شقيقتها الكبري ذات يوم ، فسألتها بلهفة وقبل ان القي عليها تحية سألتها : أين عائشة ؟
نظرت لي بنفس نظرات عائشة وتبعتها دموعها ونظرت للسماء وبلسان مثقل لم تقوي علي اخباري الحقيقة واكتفت بقول : أرادت شامها

خسرت عائشة وخسرت انا ثالث اوطاني ، ولكن ما لم يعلمه الخونة ان قضية سوريا لم تخفت ولم تضيع في مهب الريح كما يظنون فلقد وهبنا الله ملائكة كعائشة لنعلم ما تعانيه بلادنا العربية
سوريا ستحيا للابد كما خلدت عائشة بقلبي ....
اشتقت لك عائشتي ...
وما زال حبك قائما بقلبي رغم ذهابك قبل ان تفي بوعدك لي عندما أقسمتي ان تأخذيني ذات يوم لأنعم برحاب دمشق

دمت خالدة في روحي ... ودامت دمشق قلبي نغم الزمان وضوءه العطر

عائشتي ... 🥺💔
بقلمي ✍♥️

بعثرة كلمات ✍️♥️Where stories live. Discover now