الفصل الثامن و العشرون : اجتماع الأصدقاء

818 90 0
                                    

الفصل الثامن و العشرون : اجتماع الأصدقاء ...

قدم ميتسو المنديل لإيتوكي الذي قال بصوت باكي : لم أكن أعلم أنك مررت بكل تلك الموقف ... أنا فعلا ...

نظر ميتسو إلى حاله و قد علم تماما أنه عرف حقيقة كل شيء ... فأخذه في حضنه و قال له في لطف : لا داعي للاعتذار ... ما حصل قد حصل و أصبح جزء من الماضي !!

فدفعه إيتوكي بقوة و هو يقول في عتاب : لما لم تخبرني بحقيقة الأمر منذ البداية !!

سكت ميتسو بينما تابع إيتوكي و هو يقول : تركتني أعيش ذلك الوهم !! ... وهم جعلني أتألم كل يوم و كل لحظة !! ... " أخي الذي كنت أحبه !! ... أخي الذي كنت أحبه كثيرا لم يكن سوى مجرد قاتل و سارق " ! ... كان ذلك ما يتردد في ذهني !! ... و كان ذلك يوجع قلبي و بشدة !! ... كل يوم أفكر في أمرك ... جعلتني أكرهك رغم أنك لم تقم بفعل أي شيء !! ... لماذا لم تخبرني أنك لم تفعل شيئا !! ... أخبرني لماذا !!

تنهد ميتسو ثم قال له في هدوء : لندخل للداخل و لنتحدث !!

و عندما أراد أن يمسك بيده سحبها إيتوكي و هو يقول : لن أدخل حتى تبرر لي موقفك !!

قال ميتسو في هدوء : أعدك أنني سأخبرك بكل شيء ... لكن لندخل للداخل و لنتناقش هناك بدلا من الوقوف هنا !

سكت إيتوكي فابتسم ميتسو و سار باتجاه الباب و هو يقول : كما أعلم ... فالسكوت علامة الرضى !

ففتح الباب ثم دخلا للداخل ... و بعدمت جلسا على الأريكة قال ميتسو : في الواقع ... لم أرد إخبارك بالحقيقة لأنني أحبك كثيرا ... لم أرد لصورة والدتنا أن تتشوه في نظرك ... فقد كنت تحبها و إخبارك بشيء كهذا قد يصدمك كثيرا ... و وجدت أن إخفاء الأمر عنك هو الخيار الصحيح ... حتى و إن كرهتني فذلك أفضل من أن تتألم بالحقيقة ... و هي أن والدتنا قد انتحرت ...

سكت إيتوكي و لم ينطق بشيء ... فسأله عمن أخبره بالحقيقة ليعلم أنه عرف كل شيء من أختهما سيكو ... كرر إيتوكي اعتذاره لميتسو عدة مرات ... و كان ميتسو يخبره بأنه لا داعي لكل هذا الاعتذار فهما أخوان بعد كل شيء ... كان كلاهما يجلسان على الأريكة ...و بعدما هدأ الوضع وقف ميتسو و قال بابتسامة : هيا انهض ... سأوصلك للمنزل !

حرك إيتوكي رأسه إيجابا فخرج كلاهما و ركبا سيارة ميتسو التي تحركت نحو منزل إيتوكي ... و هناك طلب إيتوكي من ميتسو أن يأتي معه للمنزل ... رفض ميتسو طلبه ... لكن إصرار إيتوكي جعله يخرج من السيارة ... قرع إيتوكي الباب و كالعادة كانت لوري هي من فتحت الباب لهما ... في البداية لم تنتبه لوجود ميتسو فقالت له بانزعاج : أين كنت أيها الأحمق !! ... بحثنا عنك في كل مكان ! ... أين ...

و قبل أن تكمل حديثها وجدت ميتسو يقف خلفه و بسرعة ركضت ناحيته ثم احتضنته و هي تقول : أخي ميتسو !!

ثم نظرت لإيتوكي في شك و تابعت : مالذي فعلته لميتسو أيها الشرير !!

ضحك ميتسو بخفة بينما شعر إيتوكي في رغبة في ضرب تلك الصغيرة لكنه لم يقل شيئا و إنما دخل للمنزل و هو يقول : لقد عدت !

فدخل للصالة ليجد والده و كذلك شقيقته سيكو و زوجها كيريتو و كذلك مامورو الذين توجهت أنظارهم ناحيته ... فاتجه الجميع نحوه و أخذوا يتحدثون معه و يطرحون الأسئلة عن سبب اختفائه المفاجئ و قد بدى على وجوههم القلق عليه ... فلم يكن إيتوكي بخير لا بالأمس و لا اليوم صباحا ... قطع كل تلك الأجواء دخول ميتسو للداخل برفقة لوري ... ألقى ميتسو التحية في هدوء بينما شعر الجميع بالاستغراب من قدومه ... جلس الجميع و هدأ الوضع و قد عرف كل من في المكان بما حصل ... فسعدوا كثيرا لما جرى ... لأنه و أخيرا قد حل سوء الفهم ... مضى اليوم على خير و بات ميتسو الليلة في منزله مع إخوته ...

--------------

انقضت الأيام حتى أشرقت الشمس في أحد الأيام معلنة ابتداء يوم جميل ... كان هذا اليوم هو العطلة الأسبوعية ... استيقظ إيتوكي من النوم و هو لا يملك أدنى فكرة عما سيفعله لليوم ... و بما أنه لا يود المذاكرة فهو بالفعل لا يعرف كيف سيقضي يومه ... فدخل دورة المياه ثم خرج منها و استلقى على سريره بعشوائية في ملل ... فجأة تلقى اتصال من مامورو فرد عليه و هو يقول : أهلا مامو !

قال مامورو في مرح : أهلا إيتو ... كيف حالك !

- بخير ...

- ما رأيك أن نذهب لزيارة ريكو !!

جلس إيتوكي بعدما كان مستلقيا ثم قال باعتراض : مستحيل !!

- و لماذا ؟؟

- لا أود زيارته ولا رؤية وجهه !!

و بطريقة ما استطاع مامورو إقناع إيتوكي بالذهاب ... و ما هي سوى لحظات حتى وصل كل من إيتوكي و مامورو إلى منزل صديقهما ريكو ... و هناك قرعا جرس الباب ... استقبلتهما الوالدة و قد كانت سعيدة بقدومهما فرحبت بهما و أدخلتهما إلى الصالة و أخبرتهما أنها ذاهبة لإيقاظ ريكو ... ظل كلاهما بانتظاره ... و بعد مدة ليست بالقصيرة وصل ريكو للصالة و هو يقول في برود : مالذي تريدانه أيها المزعجين ! ... لقد قطعتما علي راحتي !

رد إيتوكي و هو يقول في انزعاج : لأننا حمقى كفاية لرؤية ...

قاطعه مامورو و هو يقول : أنت صديقنا الغالي ... و بما أن اليوم هو عطلة نهاية الأسبوع فكرنا بزيارتك !

جلس ريكو على الأريكة المقابلة لهما و قال في بروده المعتاد : إذن ... كيف حال ذلك الصغير ؟؟

أجاب مامورو : إنه بخير ... فكرنا أن نقوم اليوم بزيارته ... ما رأيك بالقدوم معنا !

لم يجد ريكو سببا للاعتراض فوافق على عرض مامورو ... ثم نظر إلى إيتوكي و قال : كيف هو حال ذلك المدعو ميتسو ؟؟؟

ضحك مامورو بخفة ثم قال : هذا ما أردت للتو الحديث بشأنه !

ثم أردف قائلا : لقد تم الصلح بين ميتسو و إيتوكي !!

نظر ريكو إلى إيتوكي و كأنه معرفة التفاصيل منه فسكت إيتوكي لوهلة ثم نظر إليه و قال : في الواقع ... كل ما كان بيني و بينه مجرد سوء فهم لم يحل سوى قبل عدة أيام ... هذا كل شيء !

لم يرد ريكو معرفة المزيد لذا اكتفى بالابتسام و هو يقول : لا بد أنك سعيد ... فأخاك الذي كنت تحبه لم يكن مخطئا !

ابتسم إيتوكي و قال : يمكنك قول ذلك !

مضت مدة بسيطة دار فيها القليل من النقاش ثم خرج الثلاثة من المنزل متجهين نحو المشفى ...

انتهى الفصل ...

رواية || الزمن لا يتوقف !!Where stories live. Discover now