الفصل الثالث والاربعين

510 22 3
                                    

الفصل الثالث والاربعين

شعور بضيق بداخلها منذ أن أخبرها بأنهم سوفوا يعودون للوطن؛ فمنذ أن تزوجته وجاءت هنا ولا أحد يتعامل معها أو ينظر لها الا بإحترام، الكل يعطيها فرصة ليتعرف عليها أولًا قبل أن يطلق  الأحكام  عليها، حتى غسق ..... رغم  الحدود التي تضعها في التعامل معها لكنها لم تقم بإهانته أو التشيك بأخلاقها.

عندما قرر إياد الزواج منها رحب والدها فورًا، لم يقم بآي احتفال لإعلان زواجها. فقط أكتفى بعشاء للعائلة يظم إياد و أيهم وعائلة القاسم؛ تعرف السبب بالطبع ولم تلم على إياد بانه لم يرغب في الاحتفال ايضًا؛ ماكان ليجرح شقيقته باقامة حفل زفاف لها هي بالذات.
كل ذلك لا يهم فقد عوضها بحب وحنان وثقة بها!
تقة لم تحضى بها من قبل، بداية من والدُها الذي حكم عليها بانها سىء الخلق بسبب كذبه، مرورًا بمروان الذي لم بهتم بما تفعله ولا مع من تذهب، حتى قصتها مع سراج تعرف بانه لم يكن يهتم إلا لانه يكرهه سراج القاسم فقد.
إياد اعطاها فرصة العمر، عندما اخبرها بانه قرر أن يتزوجها وأنه يثق بها .
وكم أطرت قلبها تلك الكلمة... بل رفعتها للسماء وجعلتها تتلمس النجوم بيديها، فهى اجمل من كل كلمات الغزل التي سمعتها طوال حياتها، بل هي أجمل من كل قصائد العشاق  التي غزلت عبر قرون الزمن مجتمعة معًا.
رفرف قلبها لتلك الكلمات بطريقة لم تعهدها في حياتها سابقًا ، ولازال يرفرف كلما حست باه يعطيها ثقته اكثر وأكثر.

لكن كل ذلك سينتهي بمجرد أن تطاء قدمهما أرض الوطن!
هناك لن تكون سابين زوجة أياد، لن تكون سابين التي يجب التعرف عليها قبل إصدار الاحكام، بل هي سابين ذات السمعه السيئة والاحكام التي تم إصدارها بالفعل منذ زمن.
سابين آلتي اتهمت في قضية زنا مع زوج اخت زوجها الحالي!!!!!!!!!

تشعر بخوف شديد يلازمهامنذ أن عرفت بقراره، ليس من نظرة الناس لها فقد، بل من فقدانه..... نعم  فقدانه إياد لن يتحمل التجريح والتشكيك في اخلاق زوجته، وطبعا لن تلومك على ذلك ومن يقدر على ذلك، الأدهى انها عرفت بعودة فرح لسراج، ليس إنها كانت تتمنى فراقهم إلى الابد لكن عودتهما تعني بانها سوف تتقابل كثيرًا مع سراج، كيف سيكون نظره إياد لها وهو قد رآى وعرف ماحدث بينهما، كيف ستتحمل لسان فرح  بل هل من الممكن أن تتقبلها فرح من الإساس...... تلك الافكار وغيرها هي ما تجول في بالها ولا تعرف كيف تخبره او تناقشه بها.

خلفها كان يقف منذ مده دون أن تشعر به، كيف تشعر به وهي غارقة في أحزانها منذ مدة، ليس بغر كي يخفى عليه الخوف الذي تجلى في عينها عندما اخبرها بقرار العوده، يعرف فيما تفكر ومن ما تخشى، غبية تعتقد بأنه قد يتأثر من كلمات الغير  أو يتركها بسبب ذلك ليرضي كبرياء رجولي مزيف.
لازالت لا تعرف من هو إياد ولا تعرف مقدار حُبه لها ولا مقدار الثقة التي أستحقتها عن جداره في داخله، فهو كان يراقبها منذ أن شعر بدقات قلبه تتغير في حضورها، أيام وليالي لا يغفل عن آي تصرف ... كلمه ... حركه منها مهما كانت  بسيطة،  بسهولة أكتشف معدنها... سابين ليست سيئة الخلق أو من محبات الأنحلال، على العكس تمامًا فهي تنبذ تلك المظاهر بشده.... مشكلتها الوحيدة هي التقليد الأعمى والانسياق وراء اي شخص تصادفة مثلما حدث مع روبين ومع أقاربة؛ صحيح إنها شرعت في التغير البطيء لكنها تحتاج لوقت اطول ، مؤخرًا تغيرة طريقة ملابسها كثيرًا وهو سعيد بذلك فهي في طريقها للحجاب الصحيح وليس مجرد تقليد للغير فقد واضبت منذ مده علي إرتداء شال يغطي شعرها مع ملابس واسعة مستوره دون أن يطلب منها ذلك هو فقط كان مشجع لها لا ينفك يلقي عليها كلمات الغزل على مظهرها الجديد دون أن يذكر طريقة ملابسها القديمة او حتى يلمح بيها.

غسق الماضيDonde viven las historias. Descúbrelo ahora