الفصل الرابع

78 5 1
                                    

هناك من تُحركه مشاعره , وهناك من لا يهتم بها على الإطلاق , هناك من يسعى خلف الحب , وهناك من يرى الحب وهم كاذب يخدع المرء به نفسه , هناك من يرى الأولوية للحب , وهناك من يعطى الأولوية لأشياء أخرى فيرى الحب ضعف , وهى لم تعطى للمشاعر أى أهمية فقد أغراها المال من البداية لذا لم تهتم كثيرًا كونه يُحبها أم لا , ولكنها لن تنكر أنه مع مرور الوقت بدأت مشاعرها تتحرك تجاهه ولكنه لا يستجيب لمشاعرها , حاولت كثيرًا ولكن كل محاولاتها كانت تبوء بالفشل !!

بحثت عنه حتى وجدته واقفًا بالحديقة يُدخن لفافة تبغ , اقتربت منه بتمهل حتى وصلت إليه فهتفت بعتاب

-  أخبرتك أن تنتظرنى ولكنك لم تهتم

لم يُعير حديثها اهتمامًا , حتى أنه لم ينظر إليها وكأنها غير موجودة واستمر فى التدخين متطلعًا أمامه , كانت تشعر بالإهانة مع كل مرة تُحادثه فيها ويهملها بتلك الطريقة !!
كادت تتركه وترحل ولكنها تراجعت وهى تُفكر من جديد , ستحاول لعله يرضخ ويتنازل قليلًا

أمسكت بيده الحرة قائلة

-  منتصر .. هل أنت غاضب منى ؟

نظر لها قبل أن يهتف وهو يعاود التطلع أمامه

-  لمَ لا تتركينى نهال أتنفس بعيدًا عن حصارك المستمر لى .. هل أخبرك أحدهما أننى سأُحلق بعيدًا إن تركتينى

اتسعت عينيها لتتحول سريعًا للغضب قائلة

-  لمَ تزوجتنى منتصر طالما تبغضنى بتلك الطريقة ؟!

ابتسم بسخرية قبل أن يهتف بمرارة

- خالتك من أجبرتنى

ثم نظر لها مُكملًا حديثه

-  لا تلبثين ثوبًا لا يناسبكِ نهال .. تعلمين بالأمر جيدًا فلا تدعين البراءة الآن

كان حديثه يشعل فتيل الغضب بداخلها أكثر , شعرت وقتها أنها تكرهه أكثر من أى وقت مضى , وكأن الحب بداخلها له تلاشى تمامًا , أو ربما لم يكن حب كما كانت تعتقد , لا تعلم شيئًا سوى أنها تُريد أن تصرخ الآن وبقوة , لم يتحدث معها هكذا من قبل ؛ كان يصدها ويتجاهلها ولكنه لم يصفح عن ذلك علانية كما هو الآن ..

ظلت صامتة تنظر له بغضب فهتف بسخرية

-  هيا اذهبى وأخبرى خالتك كى تعاقبنى على حديثى السىء

همت بالتحدث لتقاطعها قدرية قائلة بغضب

-  خالتها أتت فلا داعى كى تذهب نهال

نظر لها منتصر قائلًا بسخرية

-  هل كنتِ تتلصصين أمى .. أم تراها أخبرتك كى تلحقى بها بعد دقائق كى ترى هل سيتطور الأمر بيننا أم ماذا

اقتربت قدرية بوجهها منه وقد احمر من شدة الغضب لتهتف بفحيح

-  انتبه لحديثك منتصر ولا داعى لتلك الوقاحة التى تفتعلها بين الحين والآخر

رواية بوتقة الحب Where stories live. Discover now