الفصل السادس

10.3K 568 57
                                    

حين هبطت أمينة للدور الأول مرة أخرى تحاشت النظر إلى أعين الجميع فهى تثق أنها سترى الشفقة التى تكره لذا تقدمت نحو الخارج دون أن تفقد روح الدعابة التى تكمن فى كل تلقائيتها وهى تخاطب جدتها : تيتة، انا هروح اقلب عمى سليمان فى مبلغ محترم شامل الضريبة اتحفظى على صحباتى اللى يجو بعيد عن اسدين قصر النيل  .

ضحك مهيب : لكن مش بعيد عنى !!

دارت تنظر له فهو الوحيد الذي تثق من خلو عينيه من الازعاج لكنها رفعت كفها محذرة : انت بالذات ممنوع الاقتراب أو التصوير مفهوم يا شرير !

ضحك مجددا بينما اتجهت للخارج لتخبت ضحكاته وتتبدل ملامحه لكنها لم تحمل سوى الإعجاب بهذه القوة التى تتحلى بها ابنة عمه .

اتجهت نحو سيارة عمها الذى يجلس بانتظارها والذى اتبع تعليمات أبيها الذى حذره من تغير معاملته لها خاصة نظراته.. ورغم أن هذا كان صعباً على شخصا بشفافية سليمان لكنه تمكن من ذلك وقد ساعده تأخرها فى الاستعداد و ضاق بالفعل لطول انتظاره لها: ساعة تلبسى علشان تشترى فستان ؟ امال يوم الخطوبة هتعملى إيه !!

استقرت بجواره في السيارة لتزفر مظهرة له تحسرها الشديد : انا عذراك يا عمى لانك مخلف ولاد يا حرام .

حرك رأسه يمينا و يساراً مظهرا لها أسف مصطنع ليتبادلا النظرات ثم يضحكا سويا مع إنطلاق السيارة خارج المنزل العتيق لتخترق النوافذ نحو صدرها هذه النسمات المحملة برائحة الحقول التى تبعث السكينة .. أغمضت أمينة عينيها وهى تسلم كل حواسها لهذه النسائم .. ابتسم سليمان وهو يختطف نظرة راضية نحو قسماتها المسترخية فهو يرى ابنة أخيه تستحق كل الرضا الذى تمكنت من بثه فى صدورهم بعد سنوات طويلة من الهجر والألم.

****

اندفعت سيارة تقودها فتاة تخترق بوابة المنزل قبل أن تتوقف بشكل مفاجئ أفزع مهيب الذى كان يتجه للخارج ليتوقف صارخاً : جرى ایه انت داخلة زريبة ؟؟

نظرت الفتاة للخلف ليكتشف وجود ثلاث فتيات أيضا تتبادل معهن حوارا لم يسمعه وفى لحظة كان محط انظارهن جميعاً بينما قالت احداهن بتكلف : سورى يا كابتن اصل إحنا مستعجلين .. مش ده بيت الحج فرج علام ؟

أدرك فورا أنهن صديقات ابنة عمه ليتردد تحذيرها المضحك على مسامعه ليبتسم .. تسربت ابتسامته فى لحظات وقائدة السيارة تحدثه : ممكن تنادى لنا أمينة هانم ؟

رفع حاجبيه مستنكراً : مين ؟؟

تبادلن النظرات والهمسات مجدداً و التى لم تصل إليه لينهرهن بحدة : سمعونى بتقولوا إيه يا هوانم ؟؟

استفزتهن لهجته المتهكمة ليغادرن السيارة تباعاً وتقتربن منه بحدة فتقول احداهن معترضة : خلاص يا بنات تعالوا ندور على أمينة
نظرت لها احداهن : اسكتى يا سمية انت طيبة زيادة عن اللزوم .
عادت الفتاة تعترض : يا مها بلاش ممكن تعملى مشكلة لأمينة كدة .. ما تتكلمى يا كريمة !!
تحدثت المدعوة كريمة وهى تمسك ذراع المدعوة مها: سمية معاها حق يا مها مش هنعمل مشكلة مع واحد بيشتغل فى البيت .. زينة رنى على أمينة

رضوخ للعشق / بقلم قسمة الشبينىNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ