العہجہوز الفہقہيہرة

143 12 121
                                    

في أحد المدن على كوكب الأرض داخل بيت متواضع يسكن خمسة أشخاص، الأم والأب وثلاثة اطفال، إنهم أسرة متخلقة وطيبة يعيشون عيشةً جيدة، الأب يعمل طياراً والأم ممرضة

في منتصف أيام شهر جانفي الباردة المثلجة انتهت الأم ملاك من دور عملها في المستشفى وحان وقت أخذها لإجازة لمدة أسبوع كي ترتاح من العمل الشاق الذي كانت فيه

ركبت الأم سيارتها في المساء وعادت بسرعة لبيتها لتعد عشاء لأطفالها الصغار الجائعين وزوجها المتعب ولكن أثناء ذلك في طريقها لفت نظرها عبر نافذة زجاج السيارة المبتل بالمطر شخص يبدو في حال يرثى له يبحث في أكياس القمامة بحثا عن شيء يأكله

اقتربت الأم بسيارتها منه لتتأكد من هويته فتوضح لها أنها عجوز مسكينة فقيرة بملابس رثة مبتلة بالمطر ترجف بردا، ذاب قلب الأم عليها كما يذوب البلاستيك على النار، فخرجت من سيارتها سريعاً بينما تلملم نفسها في معطفها الدافئ الصوفي ثم قالت للعجوز :

- عفواً هل يمكنني المساعدة؟

-( قالت العجوز ): من ذا الذي قد يلتفت لعجوز كانت بائعة هوى في شبابها؟

-( قالت الأم ): الماضي لا علاقة له بالحاضر

-( التفتت العجوز للأم ): والحاضر أساسه الماضي

-( أجابتها الأم بسرعة ): يديك زرقاوين من البرد، سيارتي دافئة دعنا ندخل لنتابع الحديث في الداخل

دخلت العجوز السيارة وجلست في المقعد الأمامي ثم قالت:

-لم أشعر بطعم الدفء منذ زمن

-( قالت الأم ): كيف تصبرين على هذه المعانات؟، أليس لديك أحد من أقربائك يساعدونك؟

-( قالت العجوز ): إني أعيش على تبذير الناس وذنوبها، وكل ما أتمناه أن يستمروا في ذلك حتى أتمكن من العيش

-( قالت الأم ): سأذهب بك الآن إلى بيتي لتبيتي الليلة عندنا لتأكلي وتدفئي وسأحسب لك كل حسابا لحصتك كجزء من العائلة

ابتسمت العجوز بينما تنزل الدمعة بحرقة على خديها، وضعت الأم يدها الدافئة على يد العجوز الخشنة التي تحكي معاناتها اليومية في العثور على لقمتها، بعد مدة وصلت الأم للبيت وقد كان جميلا من الداخل والخارج وهذا أكثر ما لفت انتباه العجوز، فتحت الأم الباب وقالت:

- عزيزي اليوم أحضرت معي ضيف

-( جاء زوجها قائلا ): أين وجدتي هذه العجوز؟

SHORT STORIES || قصصــ قصيـــرةWhere stories live. Discover now