علمني كيف أحب

7

حاول مراد التكلم عوضاً عن آلند لمعرفته بالموقف المحرج الذي اصبح به وأنه سيتحسس ولكن آلند أشار له بأنه يود التكلم هو ورد عليها بقوة شخصية انبهر منها آلند :
_ آنسة كارمن يؤسفني أن اخبرك أن أخبركِ أنني لم اتلقى أي تعليم جامعي ولكن السيد مراد لم يوظفني إلا لأنه واثق من قدراتي وأعدك أنني لن أخيب أمله
أخرس بكلامه كارمن التي ظهرت على وجهها ملامح الغضب وابتسم مراد لآلند الذي بادله الابتسامة ،
بدأ الاجتماع وكان آلند يدون الملاحظات ويبدو منهمكاً فيها ومركزاً بشكل كبير على الاجتماع لكن مراد كان يرى بوضوح قدم آلند التي تهتز بسرعة وبوتيرة متصاعدة دلالة على التوتر والقلق مما بعث القلق في قلب مراد هو الآخر ، وعندما انتهى الاجتماع وخرج الجميع وهمَّ آلند بالخروج مسرعاً  استوقفه مراد :
_ آلند انتظر قليلاً
التفت آلند إلى مراد الذي الذي اغرورقت عيناه بالدموع وحاول التظاهر بعدم الاكتراث :
_ نعم سيد مراد
_ لاتهتم لكلام كارمن فهي تبث سمومها على الجميع صدقني حتى أنا لم أسلم منها
وسرعان ماانهمرت دموع آلند :
_ لا مع ذلك هي محقة لم أتلقى أي تعليم على خلاف جميع من في الشركة فلماذا أكون جديراً بهذه الوظيفة ولماذا ألقى إعجاب أي أحد؟!
سارع مراد إلى آلند ومسح دموعه بيديه :
لا لا لاتقل هكذا أرجوك أنت أجدر من أي شخص قد أعطيه الوظيفة وليس هناك أي داعٍ لإن تلقى إعجاب أحد يكفي أنك تلقى اعجابي
خجل آلند من كلمة مراد الأخيرة واحمر وجهه :
_ حسناً سيد مراد يجب أن اذهب الآن عندي الكثير من العمل
أطلق مراد ضحكةً مرحة :
_ حسناً إذاً أرني افضل مالديك
وخرج آلند من الغرفة مسرعاً يخفق قلبه مما ظن أنه الخجل ولكن سرعان ماشعر أنه شعور مختلف لم يشعر به به من قبل ربما هو الحب
             *******************
انتهى اليوم الأول من عمل آلند وقد مر بسلاسة لم يعهدها في عملٍ من قبل فبالرغم من الصعوبات التي واجهته لكنه استمتع بها كان ، ضغط زر المصعد وكان هو الوحيد فيه وقبل أن يغلق مد أحدهم يده ليمنع اغلاقه ، لقد كان مراد الذي دخل إلى جانب آلند في المصعد :
_ أهلاً سيد مراد
_ كيف رأيت أول يوم في عملك؟
سأله مراد مبتسماً ويتظاهر بالفضول :
_ لقد كان رائعاً ، سيد مراد لن أنسى المعروف الذي قدمته لي طوال حياتي انت لم تقدم لي عمل بل قدمت لي حياة
شعر مراد أن آلند يقصد شيئاً آخر :
_ ماذا تقصد بقدمت لي حياة؟
ارتبك آلند وحاول الإجابة ضاحكاً كأنها نكتة :
_ لاشيء أقصد أنني ربما كنت سأنتحر لو لم أجد عملاً
انزعج مراد من رد آلند عليه وارتعب قلبه حين تخيل أن آلند قد مات :
_ لاتتفوه بهكذا سخافات مرة أخرى
_ آسف سيد مراد
انفتح باب المصعد وخرج آلند ليلحق به مراد خائفاً من أن يكون آلند قد فهم خوفه عليه بشكل خاطئ وأنه قد ازعجه ونادى عليه محاولاً تلطيف الجو :
_ ولكي أامن أنك لن تنتحر أبداً سأوصلك بسيارتي
رد آلند مبتسماً :
_ لا أرجوك اعذرني سيد مراد لاأريد أن يعرف أحد أن هناك معرفة شخصية بيننا سأستقل الحافلة
_ ليس هناك أي عذر لك انت ترفض أن اوصلك للمرة الثانية لاتدعني أذكرك بلقائنا الأول
رد عليه آلند ضاحكاً :
_ حسناً ولكن هذه المرة فقط
_ هيا اصعد
            ***********************
وصل آلند إلى المنزل وودعه مراد :
_ أراك غداً
_ إلى اللقاء سيد مراد
وذهب مراد مبتعداً أما آلند الذي كان يوشك على دخول البناء جاءه صوت من الأعلى :
_ ماهذه الحركات سيد آلند منذ متى والمدراء يوصلون موظفينهم؟
_ اخرسي أيتها الحمقاء لقد فضحتيني في الشارع
واطلقت لونا ضحكة مرحة ودخلت إلى الداخل لتفتح الباب لآلند :
_ كيف كان يوم عملك الأول ؟
رد عليها بحماسة :
_ راااائع
_ جميييل أراكَ متحمساً هل بسبب العمل أم بسبب المدير الوسيم ؟
_ لاتهذي ماعلاقة السيد مراد لقد اعجبني العمل
_ امممممممم العمل إذاً
وأضافت :
_ هل تراني غبية أم أكذب عيوني؟ أي إنسان يدبر عملاً لشخص يعرفه من يومان ويهتم به ويوثله إلى منزله
_ لماذا انتِ مستغربة أهل الخير لم يموتو لقد أحب مساعدتي
_ لا عزيزي لقد مات أهل الخير منذ زمن طويل ولم يبقى من يفعل ذلك إلا العاشقين :
_ اخرسي
قال لها آلند لكنها لم تعره اهتماماً وأضافت متسائلة :
_ وأيضاً هناك شيء أتسائل عنه حتى الآن لماذا منعتني من إخباره عن مرض والدتك
_ وماهي المناسبة لكي يعرف؟ وأنا على يقين إن عرف فسوف يصر على دفع تكاليف العملية
_ وماهي المشكلة في ذلك؟
_ لاأريد حسنةً من أحد سأعمل أنا وأجمع تكلفة العملية
وأنهى الحديث داخلاً إلى الحمام