حل اللغز

3 1 0
                                    

تركت انجيلينا يد جاك فعادى معا إلى الزمن الحاضر جالسين قرب النافورة فتح جاك عينه فشاهد منظرا يعجز شاهد جاك عندما فتح عينه وكانت انجيلينا جالسة بالقرب منه وهما ينظران احدهما إلى الأخر رأى اللآلئ تتساقط من عيني أنجيلينا الخضراوين كالمطر فتسيل على خديها الموردين كالأزهار وعضت على نصف شفتيها السفلى بأسنانها البيضاء وانكشحت بعض السحب من السماء فسقط شعاع من الشمس على تلك العينين الباكيتين فانعكست على خديها فانكسرت على تلك اللآلئ فأحدثت أشكالا هندسية تشبه العملات المعدنية ثمانية أو سداسية الشكل زيفت عيني جاك فظن إنها حقيقية فمد يده إليها وعندما حاول لمسها فرت من بين أصابعه .
سحب جاك يده وهو ينظر إلى انجيلينا وهي تنظر إليه فاختلط عليه الأمر أهو إغراء أم حزن هل التي أمامه ساحرة أم إنسانة أم ملاك تضاربت الأحاسيس واختل توازن العقل وبعد مضي عدة دقائق وجاك لا يعرف ماذا يفعل وماذا يصنع هل يواسي أم يحب انحنى جاك وطبع قبلة على تلك الشفاه وما تزل هنالك بعض آثار الأسنان عليها طبع قبلة خفيفة شعرت انجيلينا إنها قبلة الحائرين رجع إلى الخلف وما تزال عيناه بعيني انجيلينا بدأت تلك الجوزتان الخضراوان بالذهاب يمينا و يسارا فانحنت انجيلينا عليه وطبعت على شفتيه قبلة طويلة بعد أن أغمضت عينيها شعر جاك إنها قبلة الواثقين بعد عدة لحظات عاد كل واحد منهما إلى الخلف وقالت انجيلينا :
- هذا الذي رأيت هو ما حصل لنا وبعد أن صحونا من الغيبوبة لم نجد سوانا في هذه القصر واختفت أبوابه الرئيسية وأصبحنا مقطوعين عن العالم وكأن الأرض انشقت وابتلعت هذا القصر اللعين
- حسنا يا انجيلينا إن هذا لا يبرر قتلكن للناس
- وهل تحسب أن القتل بأيدينا نحن نقتل رغما عنا الم تسمع ما قالته تلك الساحرة من إنها لعنة
- وكيف هذا
- سأقول لك عندما أتانا أول شخص إلى هذا القصر لم نصنع له شيء وعندما أتى الليل وهو ما يزال على قيد الحياة وإذا بأصوات قوية تضرب رؤوسنا لا نستطيع تحملها حتى حملتنا على قتل ذلك الرجل بعد أن تحولت أجسادنا إلى وحوش ضارية ثم قمنا بالتهامه وتكررت تلك الحالة مرات كثيرة وبمرور الزمن نسينا الحالة الإنسانية وأصبحنا نقتلهم في النهار ونلتهمهم في الليل ونستعمل في سبيل ذلك الإغراء لقتلهم كما تستعمل بعض الحيوانات الضارية السرعة والأخرى الدهاء والأخرى عنصر المفاجئة ... الخ.
- وكيف تقومين أنتي وأخواتك بالنظر إلى الأشياء فتجعلينها تتحرك كما في المناشير الحديدية التي خرجت من صالة القصر والأشجار الميتة التي أعدتِ الحياة لها وغير من تلك الأشياء .
- لا اعرف ولكن يبدو إن تلك الساحرة الساقطة قد وهبتنا بعضا من سحرها لنستعمله لغرض القتل لتنتقم منا.
- انجيلينا تلك الساحرة زوجة أبيك هي نفسها العجوز التي دفعتنا أنا وباقي الأشخاص الموجودين في القصر في تلك النافورة والنافورة هي نفسها هذه التي سقطنا فيها فانا متأكد من ذلك حتى أنت رايتك ولكن أين لا أستطيع التذكر قد يكون قولك صحيح في أحلامي
- أتعرف لماذا لم نقتلك يا جاك
- ولماذا
- عندما أردنا قتلك فيما سبق نظرت إلى باب المسبح وفتحته على مصراعيه وعندما تشاورنا فيما بيننا رأينا انك تتمتع بقوة سحرية قد تخلصنا من الذي نحن فيه لذلك نفذنا لك رغباتك وكما قلت انك أول شخص لمسنا
- لم أرد لمسكن أو مضاجعتكن أريدك أنت وحدك فقط ولكنك تجاهلتني
- اعرف ذلك وشعرت به منذ أن قبلتني أول قبلة في المسبح ولكي لست أنانية أخواتي أردن أن يفعلن ذلك ونحن جميعا لم نلمس شخص منذ زمن بعيد
- على كل حال أنا لست بساحر أما ما أتمتع به من قوة فهي ليست من السحر فهي من قوة العقل المرتبطة بالبصر فانا أركز على الأشياء فأستطيع بقوة التفكير تحريكها
- أرجوك أنقذنا وعليك أن تفعل ذلك فإذا أتى الليل وما تزالون هنا سوف نقوم بقتلكم جميعا وبلا تردد لأننا في الليل لا نعي ما نعمل وما نصنع
- سأكون مسرورا إذا كنت أنتي من التهمتني
- انه ليس وقت المزاح لم يبقى على غروب الشمس سوى ساعتين
- هنالك بعض الأشياء عندي ولكنها لا توصلنا إلى حل اللغز
- وما هذه الأشياء
- المرأة العجوز هي نفسها زوجة أبيكم تقوم بدفع الناس في النافورة من زمن فيسقطون في زمن آخر وهي أيضا نفس هذه النافورة ولكن أين يكمن السر لا ادري
- فلنعد إلى داخل القصر قد نجد حلا لذلك اللغز بالتشاور فيما بيننا وقبل أن ينفذ صبر أخواتي فيقتلن الأشخاص الموجودين خارج القصر
- حسنا فلنعد إلى القصر
أمسكت انجيلينا بيده وعادا إلى القصر بسرعة البرق وكانت الأخوات لا يزلن موجودات على تلك الشازولينات الخلابة وهن يرتدين الزي الأسود نفسه ذهبت إليهن انجيليا لكي تطلعهن على مجريات ما حدث وفور وصولها قالت اميلي :
- هل أطلعته على الحقيقة
- لقد فعلت ذلك
قالت كاترين:
- هل يستطيع أن يخلصنا من هذه اللعنة
- لا اعلم ولكن انه يبدو ليس شخصا عاديا وهو يتمتع بقوة غريبة وليست سحرا قد يستطيع مساعدتنا فلنتشاور فيما بيننا لعلنا نجد حلا لذلك
قالت جين :
- لم يعد أمامنا وقت كثير يجب أن نسرع قبل الغروب
قالت انجيلينا :
- فلندخل الأشخاص الثلاثة الموجودين في الخارج
- حسنا فليدخلوا
ذهب جاك لإحضار السيدين مورجن و جون وصاحب النظارات وقال لهم
- حسنا يا سادة تعالوا لندخل إلى الداخل قد نجد حلا إذا تشاورنا في الأمر
- نخاف أن يقتلونا يا سيد جاك
- أنا معكم لا تخافوا لن ادع مكروها يصيبكم
وافق السيدان مورجن و جون على الدخول أما صاحب النظارات (الرجل الساذج) فلم يوافق على الدخول وقال :
- أنا لا ادخل يا سيدي فقد حاولن قتلي مرتين المرة الثالثة صائبة لا محال سوف ابق هنا أغمض عيني بيدي واضع إبهامي في أذني لا ثقة لدي بتلك النسوة اذهبوا انتم.
حاول جاك معه ولكنه كان يضع يداه على عينيه وإبهامه في أذنيه ويهز برأسه بعدم الموافقة ضحك السيد جاك لما يرى ودخل هو والسيدان إلى داخل القصر وجلسوا على احد الشازولونات الموجودة في صالة القصر وقص السيد جاك ما رأى على مورجن و جون فصعقا لما سمعا من تلك القصة المحزنة وبدوا بالتشاور والتحاور وقالت اميلي :
- إن السر اللعنة يكمن في أخ السيدة ماغي (فيليب).
أجابت انجيلينا :
- لم نرى السيد فيليب بعد أن فقدنا وعينا ثم انه لم يكن حاضر عندما قتل والدنا السر ليس فيه
قالت كاترين:
- قد يكون السر في القطة (نكنك)
أجابت جين :
- إن القطة ماتت بعد والدتنا بعدة أيام والحادثة وقعت بعد سنوات
الجميع يقولون أشياء لم تقنع جاك وظل صامتا ويفكر قالت انجيلينا :
- إن الوقت يداهمنا أسرعوا :
قالت جاك:
- أليس لديك صورة للساحرة ماغي
أجابت انجيلينا:
- نعم إنها موجودة في غرفتها القديمة سأصطحبك إليها
اصطحبت انجيلينا جاك إلى الطابق العلوي وكانت انجيلينا تنظر إلى السلالم وتعيدها إلى حالتها الجميلة بعد أن كانت خرابا ودخلا غرفة السيدة ماغي وكانت غرفة قديمة وأثاثها مقلوب وخيوط العنكبوت تملا المكان نظرت انجيلينا إليها فأعادتها إلى الحالة التي كانت عليها قديما وهي جديدة ومرتبة وأشارت بأصبعها إلى الصورة الموجودة على الحائط التي كان قد رسمها رسام مشهور لها وهي تقضي شهر العسل مع السيد بول .
نظر جاك إلى الصورة وبدا يركز عليها لعدة ثواني وراجع الأحداث التي مر بها وكيف قامت العجوز بدفعه في النافورة وكيف أن والدهم سالت دمائه في تلك النافورة كما وان الساحرة اختفت في النافورة نفسها .
ظل جاك ينظر إلى الصورة حتى أنها قامت تدور بسرعة على الحائط وأغمض عينيه فسقطت الصورة على الأرض ثم فتح عينيه وقال لأنجيلينا :
- السر يكمن في النافورة يجب أن نذهب هنالك بسرعة.
نزل جاك وانجيليا إلى الطابق السفلي وقالوا للجميع :
- لقد عرفنا السر انه يكمن في النافورة يجب أن نذهب هناك قالت اميلي :
- يجب أن نسرع لم يبقى إلا وقت قصير حتى تغيب الشمس.
امسك الجميع احدهما بالآخر وانطلقا بسرعة البرق وإذا هم أمام النافورة لا يعلمون ماذا يفعلون
فتش الجميع في النافورة وحولها واجتهدوا في البحث عن شيء وتأملوا النقوش المرسومة عليها ولم يجدوا شيئا يخلصهم لم يبقى من الوقت إلا القليل انتاب الجميع اليأس.
جلس جاك متكأ على حافة النافورة. وهو ينظر بيأس إلى انجيلينا وانتبه صدفة على النافورة من الأسفل فوجد بعض الحشائش الصغيرة تخرج من وسطها من حجرين قام بقلع تلك الحشائش بيده ونظر إليها وانتبه إلى أن النافورة بأكملها ترقد على حجر أسفلها دار من حوله فوجد نفس الشيء سال انجيلينا :
- من أين يأتي ماء هذه النافورة .
- لا اعلم ذلك
- حسنا فلنحرك هذه النافورة عن الحجر التي ترقد عليها
اتجه الجميع إلى الخلف وأمامهم النافورة نظر جاك إلى النافورة وركز عليها فقامت تتحرك شيئا فشيئا حتى أبعدها جانبا عن الحجر التي ترقد عليها ذهبوا جميعا لينظروا ما بداخلها .
فوجدوا في قعر تلك النافورة بئر فيه ماء وهم ينظرون إليه وإذا بصورة السيد بول وزوجته السيدة بول تنعكس في الماء ويقول السيد بول بصوته الأجش:
- هنا سبيل الخلاص يا أعزائي وكرر ذلك عدة مرات .
والسيدة بول تشير إليهم بيدها وتقول تعالوا هنا. شكرت انجيليا وأخواتها جاك على ما فعل لهن اميلي الصغيرة ألقت نفسها في البئر ثم تبعتها كاترين و جين فقال جاك لانجيلينا :
- لا يزال السيد صاحب النظارات أمام باب القصر.
اختفت انجيليا بسرعة البرق وفي لحظة أتت هي والسيد صاحب النظارات وقالت :
- هذا هو
كانت أخواتها جميعا قد القين أنفسهم في البئر تقدمت خطوة باتجاه البئر ثم عادت وقبلت جاك وقالت :
- كنت اعرف إن سبيل الخلاص على يدك.
قبلها جاك مرة أخرى وودعها وهي تذرف الدموع ووقفت عند حافة البئر وألقت نفسها فيه وخرج ضوء ابيض اللون من قعر البئر إلى أعالي السماء وخرج أربعة أشخاص وكأنهم دمى صغيرة داخل ذلك الضوء وبدؤوا يصعدون إلى السماء بشكل لولبي ثم اختفى الجميع ثم اختفى بعد ذلك الضوء .
قال جاك :
ما الذي تنتظرونه فلنقفز في ذلك البئر نحن أيضا
أجاب السيدان مورجن و جون البئر: فقز الاثنان في قعر البئر :
قال جاك:
- وأنت يا صاحب النظارات الجميلة
- أنا لا اقفز أنا خائف أنا في حلم دعني حتى استيقظ من النوم
- ضحك جاك وقال له نحن ليس في حلم بل حقيقة وقام بدفعه في قعر البر عنوة فسقط وهو يصرخ .
ثم ألقى جاك نفسه في قعر البئر وعندما لمس جسده الماء شعر انه يسقط في ممر طويل كما حصل له عندما قامت العجوز بدفعه في النافورة أول مرة .

روايه انجليناWhere stories live. Discover now