زهُورٍ على القلم.

83 13 53
                                    

اليَوم أيضًا القمَر كان ساطعًا ، والسّمَاء صَافِيّة ، وهَذا مَا يُكون مُرعبًا ، فهذهِ الأجواءُ لا تكَون مُخلصَةٌ، و دائمًا مَا أتكبّدُ عنَاء خسَائر فادِحَةٌ.

كان مِثل عيَن ذلكَ الشّاب الّذي كان مَلِئًا بالحِقد ، كان أشبَهُ بسَوادِ الرّقص الّذي صنعتَهُ بقلمِي ، جَائنِي الفُضول للحظَة عَن مَا سبب وجُود كُل ذلكَ الكُره إلى البَابَا.

رغمَ علمِي أنّ البَابَا ليسَ بشخص المُريح، وأنا مُتيقّن لهَذا، فجسَدي يرتعدِ كلمَا لمسَهُ أو جَاء قربًا منّي، لسببٍ أجهلهُ.

يقال أنّكَ حتّى لو كنتَ فاقدًا لذاكرتكَ ، جسَدك لا ينسى وسيبقى يتذكَرُ كُل معاناةٍ قَد مَرّ بهَا ، ولن تعنقهُ أجنحة السّلام وسطَ الظّلام مُطلقًا ، لذا فكَرتُ ، هَل أنَا بداخلهِ.؟

وهَل سأتذكَرُ يومًا وأرى الأشواك الّتي تلتفُ حَول جسدي.؟

آه..
تنهدتُ مُجددًا ، فحُلّتِ عقَدة مليئةً بالأسئلة المُحيرةٌ.

فمَا يشغَلٌ عقلِي أكثر مِن غيَره هي مجموعة مِن الأسئلة لا تحتَوى على اِجابَة.

لِمَ شعَرتُ بأنّني أعَرفهُ.؟
لِمَ كنتُ واثقًا للغايَة أنّ نصَلهُ لن يمسّنِي.؟
لِمَ شعَرتُ أنّهُ يستحِقُ ثقتِي بالكامل.؟

لا طائلة مِن السّؤال فأنا لن أجِيّد الإجَابَة ،رُبّمَا في المُستقبَل.

تنهدتُ بضِيَق النّفس ، وأنا أحدقُ بالقمَرِ عبَر النّافذة.

- غدًا سيَكونُ يَومًا حافِلاً ، لِذا يجَبُ عليّ الرّاحَة.

أطفئتُ الشّمَعَة عبَر النّفخ عليَها ، وغطّى الظّلام فِي الغُرفَة.

كان الصّبَاح قَد حلّ بأوتارهِ العجّة ، وبردهِ القَارسِ ، فِنجَانًا مِن القهوة السّاخنَة قَد أعدّهُ غيلبرتِ كان على المِنضدة أينمَا أقِف ، مُنبعثًا مِنهُ بخارًا بالكادِ تبصَرهُ عيَن الإنسان.

أمَا أنَا فكنتُ أمَام المِرآة أضَعُ رُقعَة العين على تلكَ الثّغَرة في جسَدي، وفِي هَذا السّكون والسّلام العَذب ، جَاء أبي وفضَّ البَاب حتّى كَاد أنّ يُقتلعَهُ ، لم أحمَل شَقاء الإستدارة إليهِ فكان اِنعكاسهُ على المرآة واضِحًا وصرِيحًا.

مالك منَزل عائلة الدّوق جرانتِ غراهَام ، اِنّهَا مَنزلةٌ عاليّةٌ ، وأنَا اِبنهُ ، رُبّمَا ، فأنَا لا أرى فيهِ مُواصفاتِ الأبَّ، أحيَانا أشعَرُ أنّني لسَتُ فِي مكانِي الصّحِيَح.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 09, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

زهُورٍ تَعرَّتِWhere stories live. Discover now