Part-11-

6.3K 211 8
                                    

لا أنت لي فيطمئن قلبي
ولا أنا مجرومٌ منك لأنساك
أنت في منتصف كلّ شيء
-محمود درويش

ارتجفت يداها بينما تنظر نحو هاتفها،
كيف أمكنها أن تنغمس في كلّ هذه السّعادة،
أنست أنّها محرّمة عليها،
أنست أنّ حياتها باتت فتاتًا من الماضي ،
أعادت قراءة تلك الرسالة من جديد،

"سأبدأ بأقرب النّاس إليك،
ستكوني الفريسة الأخيرة"

دخل آركاين بعد مدّة حاملًا بعض الملفات وجلس على مكتبه،
استقامت الأخرى من مضجعها مردفة بهدوء،

"آركاين سأخلد إلى النوم،إلحق بي إن أردت"

همهم لها الآخر مكملًا عمله،
دخلت غرفة النّوم تحاول جمع شتاتها،
هي لا تستطيع الإنهيار ،ليس بعد،
عليها أن تكون قوية،
إنهيارها لن يكون إلّا خطرًا على حياة الجميع،
لا تستطيع أن تضعف،
مسحت دموعها ودخلت تبدّل ملابسها.

بعد مدّة كان آركاين قد أنهى عمله،
فتح باب الغرفة ليصله ذاك البكاء والأنين من عند الأخرى،
توجّه نحو السرير حيث كانت الأخرى،
هزّها برفق محاولًا جعلها تستيقظ لكنها أبقت على نومها،
كانت تتعرّق بشدّة ودموعها قد بلّلت وجهها بفعل البكاء،
تهمس ببعض الكلمات  بين الحين والآخر،
زاد بكائها والأخرى يحاول تهدأت انتفاضاتها،
شدّت على رداء السرير حتى ابيضّت مفاصل يدها،
باتت تتحرّك بعشوائيّة وتصرخ والآخر كان فقط يحاول ايقاظها،
ما إن فتحت عيناها حتى انتفضت من بين ذراعه،
أغمضت عيناها بخوف ويداها امتدّت تغلق أذنيها متكوّرة في زاوية السّرير،
كان كلّ ما يسمع صوت بكائها ومحاولات آركاين بالإقتراب منها،
كانت ترفض الإنصياع لأيّ طلبٍ منه ،
كانت حالتها تزيد سوءًا والآخر قد نال القلق منه عليها،
لا يمكنه تحمّل رأيتها بهذه الحالة،
كانت فقط تشعر بكلّ ما حصل يمرّ أمامها مجدّدًا ،
والدتها الباكية،
صراخ والدها،
ما إن تذكّرت تلك الأحداث شعرت بالغثيان،
استقامت راكضة نحو المرحاض،
تقيّئت ما بجوفها والآخر يمسك بها ،
أعاد شعرها وراء ظهرها بينما يمسّد عليه بخفّة،
ما إن أرجعه للوراء حتى ظهرت تلك النّدبة على عنقها من الخلف،
لم يكن الوقت المناسب لأيّ سؤال،
هو فقط يرى كم أنّها تتألّم،
كم عانت لوحدها،
غسل وجهها برفق بينما الأخرى لا زالت ترتجف بين يديه ،
عانقها يحاول التّخفيف من خوفها واتجافها،

"أريد الجلوس"

قالت بهمس متألّم لذاك الذي حملها بين ذراعيه متوجّهًا بها نحو السّرير،
امتدّت يدها المنضدة بجانبها تسحب قارورة الدّواء،
كانت تحاول السيطرة على ارتجافها لتفتحها،
سحب الآخر القارورة منها فاتحًا إيّاها،

"إلى كم حبة تحتاجين؟"

"ثلاثة"

همست بألم وصوتها قد خرج خافت بفعل البكاء،
تناولت الدواء قبل أن ترفع رأسها نحو الآخر أمامها،
كانت لحظات قبل أن تنفجر باكية محاوطة الآخر بيداها،
رفع كفه يمسّد برفق على شعرها  ،
ازدادت شهقاتها،
كانت على حافة الإنهيار،
تكاد تقع في هاوية الضّياع،

"أنا،أنا لا أستطيع آركاين،
لا أستطيع الثبات أكثر،
أنا أغرق،
لا أريد التّذكّر،
لا أريد أن أن أتذكّر أيّ شيءٍ عمّا حصل
أنا فقط خائفة من كلّ شيء،
خائفة من أن أخسر أيّ أحد،
أخاف أن أفقدك،أو أفقد أيّ أحد يومًا ما،
لا أستطيع المقاومة أكثر آركاين،
لا أستطيع"

قالت تنفي بوجهها للآخر التي امتدّت يده تمسح على وجنتها برفق،
هو عاجزٌ عن التخفيف عنها،
هو حتى لا يعلم عما تتكلم،
لا يمكنه سؤالها عن أيّ شيء،
عن سبب ألمها هذا،انهيارها،بكائها،
وأدوية المهدّئات التي تأخذها يوميًّا،

قالت تنفي بوجهها للآخر التي امتدّت يده تمسح على وجنتها برفق،هو عاجزٌ عن التخفيف عنها،هو حتى لا يعلم عما تتكلم،لا يمكنه سؤالها عن أيّ شيء،عن سبب ألمها هذا،انهيارها،بكائها،وأدوية المهدّئات التي تأخذها يوميًّا،

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


ألقت برأسها على كتفه تتّخذ مكانا آمنا تحتمي به،
هي تسقط طريحة الأرض بعد كلّ صدمة تتلقّاها،
ذكرياتها هم صدماتها،
تعيش المرارة يوميًّا بصمت،
لا يمكنها أن تكون تلك القويّة أكثر،

"هل تريدي النزول إلى الأسفل،
بمكنني تحضير شيئا ما لتشربيه"

همهمت بهدوء والآخر قد حملها متوجّهًا بها نحو الأسفل،
كطفلته الصغيرة،
مدلّلته وساكنة قلبه وفؤاده.

بعد مدّة كانا يجلسان بسكون قرب المدفئة،
كلّن منهم شاردٌ بما يشغل ذهنه،
هو شاردٌ بها والأخرى بالفراغ،

"أحبّك"

همست للآخر حاشرة نفسها أكثر بحضنه دافنة رأسها بعنقه.

قاطعهم صوت رنين هاتف آركاين ومانيسّا في الوقت ذاته،
استقامت نحو المنضدة فاتحة الإتصال والآخر فعل مثلها،

سقط هاتفها أرضًا لتلك الكلمات التي دخلت مسامعها،

بردت أطرافها بشدة وقلبها بات يرتجف من القلق،

"جورج أصيب بطلق ناري"

*****

نهاية البارت




Aphrodite-حُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن