1

26 8 26
                                    




"أِن حَفَرتَ حُفْرَةً لِي فإحفرها جَيِّدًا لِأَنَّنِي إنْ اسْتَطَعْتُ الْخُرُوجَ مِنْهَا فسأدفنك فِيهَا ". فيكتوريا فيتين




07/12/1835

السابع من ديسمبر سنة ألف وثمانمئة و خمسة وثلاثون.

هذا التاريخ لا يزال و سيبقى راسخا بأذهان الجميع ، منقوشا بالدماء القانية التي أريقت بهذا اليوم .

ضجة كبيرة ملئت بلاط قصر "ويلفيرتون" الملكي
حيث قد إجتمعت بعض العقول الخبيثة لخيانة الملك و الحاكم العضيم " ويليام فيتين ".

كانت تلك مؤامرة حاكها الوزير " لي " حيث قد جعل كل مستشار ملكي بالمملكة ينحاز إليه و بما أن الملك الموقر لم يعين ولي عهد بعد .
فإعتلاء العرش كان سلسا جدا بالنسبة للوزير الخبيث.

وصل إلى مسامع الجميع  صوت خطوات عرف لجميع صاحبها .

وكما توقعوا دلفت الأميرة إلى البلاط الملكي بهمجية راكلة الباب الخشبية الضخمة بقدمها .

صوت فتح الباب العنيف تردد في مسامع الخائنين كترنيمة الموت ، مشعلا فتيلة الذعر بعقولهم الدنيئة.

هم الآن بمواجهة الأميرة فيكتوريا فيتين إبنة الحاكم
ويليام فيتين و الحاكمة الكورية المتوفاة كيم يوري وحفيدة حاكم كوريا الجنوبية التي لا يخيفها كائن .

هذه الأميرة الحسناء التي فاقت والدها هيبة و والدتها حسنا وجدها عضمة هي مشكلة عويصة للوزير الذي حرص على حبسها بغرفتها قبل أن يعتلي عرش الحاكم
حتى لا تفشل الخطة التي إستغرقت سنوات عدة لإحكام براغيها .

" كنت دائما تبحث عن العدو في الخارج يا مولاي و العدو في الداخل "
أردفت  تقترب من الوزير متأهبة لإذاقته أشد عذاب.

لكن أحد الحراس الخونة إعترض طريقها وهم بوضع يده عليها لكن كلماتها شلت حركته
" إن مددت يدك علي لن تستعيدها "

صدح صوت الوزير قائلا :" أمسك بها "

أخذ الحارس نفسا عميقا ثم مد يده للإمساك بالأميرة لكنها سحبت سيفها بقوة ليحط على يد الحارس ، فتقع مرمية على الأرض تملئها بالدماء كما ملأ صراخ صاحبها القاعة .

جالت بنضراتها بالبلاط الملكي إلا أن وجدت من كانت تبحث عنه .

إتجهت إلى الجنرال المكبل بجانب والدها الحاكم ،
وكسرت أصفاده بنصل سيفها الحاد .

"الْيَدُد تُمسِّكُ السَّيْف و الذِّرَاعُ تَمُدُّهَا بِالْقُوَّة
أَنْت ذِرَاعِي هوسوك "

إبتسم المعني بالأمر لينحني برضا للمجاملة التي تلقاها من أميرته للتو .

أخذت فيكتوريا تخطو نحو الوزير الذي تراجع بدوره ليقف وراء بعض حراسه .

" هل كنت تضن أنني سأتركك تضع يدك على  مملكتي وتدنسها بقذارتك "

إزدردت ريقها لتكمل بنفس النبرة الجافة :
" كان عليك قتلي وقطع رأسي لا حبسي بين جدران غرفة مهترئة ، وبما أنك أقدمت على الخطأ فتحمل نتائجه "

إنقضت الأميرة على الحراس تضرب هذا وتجرح هذا
بمساعدة من هوسوك الذي إستل سيفه يقاتل بجانبها بكل شهامة حتى أنهوا حياة المحاربين الخونة .

لمعت عيني الملك ويليام بفخر من شجاعة إبنته الوحيدة و إبتسامة فخورة إعتلت تقاسيم وجهه المتعب .

أدرك الملك أنه من كثرة بحثه عن شخص جدير بمنصب ولي العهد لم يلحظ أن إبنته من تستحق هذا المنصب أكثر من أي أحد .

خطوتين تفصلها عن الوزير الذي يحاول إخفاء إرتجاف كف يده
" إذا يبدو أن قيادة الملك لم تعجبك فعينت نفسك قائدا أليس كذلك ؟"

أشهر الوزير سيفه بوجه فيكتوريا مستعدا لإيذائها ، لكنه قبل أن يحاول حتى شقت الأميرة بطنه بخنجرها ليرتمي على الأرض يأن متألما .

" إتبعوني " أردفت بعد أن أحكمت قبضتها على خصلات شعر الوزير لتجره خلفها فيتبعها الجميع بما فيهم الملك والجنرال هوسوك .

جرت فيكتوريا الوزير خلفها إلى أن وصلت لخارج القصر
وبرمشة عين إجتمع جميع السكان أمامها ينحنون باحترام تجليلا لها و لوالدها .

أدرك هوسوك مراد الأميرة فأسرع بجلب أول كرسي رآه أمامه ثم جعل الوزير يجثو و جعل رأسه على راحة المقعد .

قالت الأميرة بينما توجه سيفها نحو رأس الوزير :

" الوزير دخل لعبتي بدون أن يعرف قواعدها و أهم قاعدة هي من لا تعجبه قيادتنا فليبحث عن قائد لنفسه "

إبتسامة جانبية مستفزة رسمتها على وجهها لتكمل بنبرة ساخرة : " في الجحيم بالطبع ".

أسقطت سيفها على رأسه ليقع متدحرجا بين أقدامها ملطخا الأرضية بدمائه القذرة .

أمسكت خصلات شعره لترفع رأسه ثم ترميه بعيدا
قائلة :
" من يحاول حفر حفرة لي فليحفرها جيدا لأنني إن إستطعت الخروج منها فسأدفنه فيها ".

جثى الجميع أمامها فجأة ، معلنين ولائهم و إخلاصهم الدائم لها .

المفاجئ بكل هذا أن الحاكم ويليام جثى معهم أيضا.

إمرأة فاتنة لطخت شوهت  قطرات الدماء صفاء بشرة وجهها تقف بشموخ بينما الجميع جاثون على ركبهم
تبجيلا لعضمة الواقفة أمامهم.

هذا هو المشهد الذي نقش بأذهان الجميع و الذي سيحفضه التاريخ بين طياته كعنوان لأعضم وأشجع إمرأة سيعرفها التاريخ .








You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 23, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

Victoria || jung hoseokWhere stories live. Discover now