٧- ما كان يعنيه هذا العالم ببساطة

1.2K 87 229
                                    


قالب!

بالطبع.. واحدًا شفافًا يتسع لكل نفَسٍ على هذه الأرض، بمن فيهم جيمين وجونقكوك.

والكون يتوسع، ويبرد، ونحن نسبح والأرض تجري والعالم سينتهي عند أول ارتطام لقلب مجرتنا.

حينما يفكر جيمين بهذا الأمر يتناسى أن جونقكوك يرقد بين يديه تمامًا، ويشخر، بكل وئام.

بكل الاحوال لم يغمض له جفن ليلةَ أمس، ليس بعد كل تلك الأحلام البغيضة التي كان يحلم بها لأشهر، خشي أن يغلق عينيه ويستيقظ فيجد نفسه في كوخه البالي الذي فقد ضوءه الخافت، هبّت الريح وانطفأت الشمعة اخيرًا.

" ألا تظن انك تأخرت بالنوم قليلًا؟" همس جيمين عند اذنه، تعبث اصابعه بمؤخرة عنقه بلطف ويداعب انفه طرف خده بملل، جاء الصباح والظهر والعصر ولم يستيقظ هذا النائم، ذابت مؤخرة جيمين في السرير ولم يرف له جفن.

" جونقكوك، استيقظ" تمتم جيمين من جديد مؤنبًا.

" انها اجازتي المدفوعة " قال بصوت مختنق لأن وجهه مدفون في بطن جيمين تمامًا.

" سأجعلك تعالج مؤخرتي براتب هذه الإجازة ان لم تستقم يا جونقكوك"

احسّ جيمين بقهقة الأصغر داخل معدته تمامًا، شعور جعل حلقه يضيق بشدة حتى انه اوشك على البكاء، كيف حرم نفسه من كله هذه اللحظات الرقيقة والدبقة مع جونقكوك؟ كيف استجمع جيمين منذ عشرة أعوام الشجاعة وغادر المنزل دون أن يذرف دمعة واحدة على الذي نام بين يديه واستيقظ وحيدًا في تلك الليلة.

" جائع؟" سأل جونقكوك بعدما اجفل جيمين بيديه الباردتين داخل الكنزة الدافئة وتتحسس خصره بلا حياء.

" قليلًا.. يداك باردتان" امسك جيمين بيدي جونقكوك بين يديه وحاوطها بكفيه بقلق.

" منذ متى تبرد أصابعك؟" خلل اصابعهما سويًا واسدل يديهما المتشابكة فوق كنزته الصوفية.

سكت جونقكوك، إن جيمين لا ينوي خيرًا، ليس وهو يتحدث هكذا، أو يتصرف هكذا..

لاحظ جونقكوك أن جيمين تلاءم مع المنزل، ومعه هو، عاد الدافئ ذو الابتسامة الملتوية التي تذيب عقله في لحظة، آه كم اشتاق لجيمين.

" ستبقى تحدق؟" مال برأسه متسائلًا، لأن جونقكوك تخشب، وملامحه تتبدل كلما وقع نظره على مكان مختلف من وجهه، وتتبلور عيناه كلما رآه يبتسم، كلاهما في حالٍ مزرية.

حينها باغت جونقكوك قلب جيمين وقرر ان ينام فوق صدره، صبّ مافي رأسه فوق هذا الجسد الضئيل المتعب، وتنهد الأكبر، وبكى سرًا.

وبكى جونقكوك، سرًا

أو هكذا يظن كلاهما.

غربت الشمس وكل ما تبقى هو لون الشفق الممتع للنظر، استطاع جيمين رؤية اللون الحلو للوحة الزيتية التي تركتها الشمس خلفها ويالها من لحظة، سيقايض العالم بأكمله لأجل أن يعيش هنا للأبد.

كم عمرًا ضاع بين شتاءين؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن